ذكرتني مقالة منشورة مؤخراً في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 20 يونيو 2021م بعنوان «ألعن الاستعمار أم أترحم عليه؟» للكاتب السعودي مشعل السديري، بشعار: «تحيا فرنسا» ودعوات عودة «الانتداب الفرنسي» للبنان، بعد انفجار مرفأ بيروت، كتعبير عن ضيق الناس بالأوضاع الكارثية التي يعيشها هذا البلد العربي، بسبب نخبة سياسية عاجزة، كانت وراء مجمل الكوارث ومنها الحرب الأهلية، والحروب بالوكالة، والانهيار السياسي والاقتصادي الذي أتى على الأخضر واليابس.
وليس مهماً هنا ما إذا كانت تلك الشعارات حقيقية أو هي مجرد مزايدة سياسية حمقاء، للاحتجاج على نظام المحاصصة الطائفية والفساد المستشري، ولكن الأهم أنها عبّرت عن حالة اليأس والإحباط، وهي حالة تنطبق على العديد من الدول العربية الأخرى، التي تشهد أوضاعاً مماثلة من الفشل والمعاناة. وبالرغم من أن هذه الأصوات ما تزال معزولة، فإن مجرد ظهورها للعلن تؤكد بأن الناس قد فاض بها الكيل، بعد فشل الدولة الوطنية في إدارة شؤون الناس اليومية فما بالك بتحقيق الطموحات الوطنية والقومية.
والمصيبة أن هذه الحقائق العربية الصادمة والمفزعة لم تعد تثير أي إحساس في النفوس والعقول التي تبلدت، على حد قول الشاعر العربي القديم:
لقد أسمعت لو ناديت حيـاً
ولكن لا حياة لمـن تنادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرماد
من المحزن أننا أصبحنا نسير القهقرى إلا في الفوضى والبؤس والفساد نتقدم سراعاً، فقد ارتفع عدد الأميين العرب إلى 97.2 مليون شخص في العام 2018م، بعد أن كان عددهم 50 مليوناً فقط في العام 1970م بنسبة 27.9%، أي ضعف متوسط النسبة في العالم، والتي لا تتجاوز 13%، وبذلك أصبحنا نتبوأ المركز الأول في العالم في الأمية. ولا شك أن أمة ثلث سكانها أميون تماماً من حقها ألا تهتز وألا تشعر بهول الكارثة.. لأنها أمة مصابة بشلل نصفي.
وبالرغم من أن التخلف في البلاد العربية يكاد يكون سمة عامة، ومع أن جزءا من أسباب هذا الفشل يعود إلى التآمر الداخلي والخارجي، فإن النصيب الأكبر من بركات الفشل والبؤس والفساد يتركز-يا للمفارقة-في جمهوريات عربية منهكة وفاشلة، في الوقت الذي تدعي فيه أنها الديمقراطية وأنها تمثل الإرادة الشعبية. ولذلك فإن تلك الدعوات الحمقاء بعودة المستعمر، لن تجد لها آذاناً صاغية بين الدول الاستعمارية – حتى لو جرى استجداؤها – لأنه لن يكون بوسعها تحمل أعباء دول فاشلة، نهبت مواردها، وباتت من دون مستقبل. ودوران الأرض حول نفسها وحده هو الذي ينقلها من الليل إلى النهار.
* همس:
في الشارعِ الرماديِّ،
يركضُ السرابُ وراءَ أشياءَ
تموتُ لحظةَ العبورِ،
والسَّماءُ مقفلةٌ،
أبوابها قاسيةٌ،
وذاكرتها عمياء.
وأنا الواقفُ
على جدارِ الصَّمتِ،
أنتظر العبورَ الأخيرَ
بلا جدوى.
{{ article.visit_count }}
وليس مهماً هنا ما إذا كانت تلك الشعارات حقيقية أو هي مجرد مزايدة سياسية حمقاء، للاحتجاج على نظام المحاصصة الطائفية والفساد المستشري، ولكن الأهم أنها عبّرت عن حالة اليأس والإحباط، وهي حالة تنطبق على العديد من الدول العربية الأخرى، التي تشهد أوضاعاً مماثلة من الفشل والمعاناة. وبالرغم من أن هذه الأصوات ما تزال معزولة، فإن مجرد ظهورها للعلن تؤكد بأن الناس قد فاض بها الكيل، بعد فشل الدولة الوطنية في إدارة شؤون الناس اليومية فما بالك بتحقيق الطموحات الوطنية والقومية.
والمصيبة أن هذه الحقائق العربية الصادمة والمفزعة لم تعد تثير أي إحساس في النفوس والعقول التي تبلدت، على حد قول الشاعر العربي القديم:
لقد أسمعت لو ناديت حيـاً
ولكن لا حياة لمـن تنادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرماد
من المحزن أننا أصبحنا نسير القهقرى إلا في الفوضى والبؤس والفساد نتقدم سراعاً، فقد ارتفع عدد الأميين العرب إلى 97.2 مليون شخص في العام 2018م، بعد أن كان عددهم 50 مليوناً فقط في العام 1970م بنسبة 27.9%، أي ضعف متوسط النسبة في العالم، والتي لا تتجاوز 13%، وبذلك أصبحنا نتبوأ المركز الأول في العالم في الأمية. ولا شك أن أمة ثلث سكانها أميون تماماً من حقها ألا تهتز وألا تشعر بهول الكارثة.. لأنها أمة مصابة بشلل نصفي.
وبالرغم من أن التخلف في البلاد العربية يكاد يكون سمة عامة، ومع أن جزءا من أسباب هذا الفشل يعود إلى التآمر الداخلي والخارجي، فإن النصيب الأكبر من بركات الفشل والبؤس والفساد يتركز-يا للمفارقة-في جمهوريات عربية منهكة وفاشلة، في الوقت الذي تدعي فيه أنها الديمقراطية وأنها تمثل الإرادة الشعبية. ولذلك فإن تلك الدعوات الحمقاء بعودة المستعمر، لن تجد لها آذاناً صاغية بين الدول الاستعمارية – حتى لو جرى استجداؤها – لأنه لن يكون بوسعها تحمل أعباء دول فاشلة، نهبت مواردها، وباتت من دون مستقبل. ودوران الأرض حول نفسها وحده هو الذي ينقلها من الليل إلى النهار.
* همس:
في الشارعِ الرماديِّ،
يركضُ السرابُ وراءَ أشياءَ
تموتُ لحظةَ العبورِ،
والسَّماءُ مقفلةٌ،
أبوابها قاسيةٌ،
وذاكرتها عمياء.
وأنا الواقفُ
على جدارِ الصَّمتِ،
أنتظر العبورَ الأخيرَ
بلا جدوى.