كم تعلمنا من سطور خطت في الكتب تزخر بالمعاني، وكم اكتسبنا من صفحات أسفار حوت خبرات من سبقونا، ولكن في كثير من الأحيان نجد ضالتنا من الحكمة والعلم والمعرفة في قراءة شخصيات تكتنز بالخبرات، فنكتسب من قراءة مواقفهم، ونصائحهم ما يفوق ما نتعلمه من تلك الكتب والأسفار، واليوم قراءتنا في شخصية ثرية بخبراتها، عميقة بتجاربها، شخصية همها جبر الخواطر وإسعاد الناس، ورفع معنويات المكسور، تجده يجمع شمل من يشترك في نفس الهم والمعاناة في مجلسه ليواسي بعضهم البعض، ويساند بعضهم البعض، ويستفيدون من خبرات بعضهم البعض، فيتعاونون ويتكاتفون لاجتياز التحديات، ولعمري أنها وسيلة مميزة لجبر الخواطر. فأن يجعلك الله ممن تقضى على يدك حوائج الناس هي نعمة كبيرة من نعم الله عليك وكلنا نذكر قول الشافعي -رحمه الله-:الناس بالناس ما دام الحياء بهموالسعد لا شك تارات وهبّاتوأفضل الناس ما بين الورى رجلتقضى على يده للناس حاجاتلا تمنعن يد المعروف عن أحدما دمت مقتدراً فالسعد تاراتواشكر فضائل صنع الله إذ جعلإليك لا لك عند الناس حاجاتقد مات قوم وما ماتت مكارمهموعاش قوم وهم في الناس أمواتكلنا نعلم أن غاية كل امرئ نيل السعادة وراحة البال، وفلسفته هذا الأستاذ في الحياة هي أننا لا ننال السعادة وراحة البال إلا بإسعاد الناس، وتقديم المساعدة والعون لهم وقضاء حوائجهم، فيورث الله في القلب سعادة وفرحاً لا يشعر بها المرء حتى لو ملك مال قارون، ولسان حاله يؤكد فلسفته في الحياة من خلال أفعاله ومواقفه ليكون قدوة يقتدي بها الشباب في إسعاد الآخرين، فتجده يجمع المتقاعدين الذين يشعرون أن التقاعد قد وضعهم في زاوية بعيدة عن المجتمع، فيدعمهم ويساندهم ليتمكنوا من المشاركة المجتمعية وبمد يد العون لهم، ويجبر قلب الحزين والمكسور، هذا هو نهج أستاذنا الوجيه صالح بن عيسى بن هندي المناعي بل وسارت على هذا النهج أخته الحقوقية الكبيرة منيرة بن هندي التي أمضت حياتها لدعم المعاقين وتقديم العون لهم، فبمثل هذه الشخصيات نقتدي، ونسير على نهجهم. فما نتعلمه بالقدوة خير مما نتعلمه من الكتاب.. ودمتم أبناء قومي سالمين.