من كان يصدق أنه سيأتي يوم على الشباب الذين يطالبون فيه أن يحددوا موقفهم ويختاروا بين «الأمة» وبين «الدولة»؟
هناك صراع وتمزق لدى شبابنا الذي أقصى ما كان يتمناه أن يكون مسلماً صالحاً يخدم دينه وينصر أمته وبين أن يكون مواطناً صالحاً وينصر دولته، إذ لطالما اعتقد أنه لا تعارض بينهما، ولن يحتاج في يوم من الأيام أن يختار أما هذا أو ذاك، وإن اختار أحدهما سيكون خائناً في نظر الثاني.
معادلة التصالح بين الأمة والدولة حفظناها نحن ونقلناها لأجيالنا من بعدنا حين لم تكن هناك صراعات بين دول عربية عربية ودول مسلمة وأخرى، اليوم هذا الصراع موجود ويهدد أمن الدول ولابد لأي مواطن أن يحدد موقفه لأننا في زمن حرب وزمن زلازل يهدد فيه أمن منطقتنا من دول عربية وإسلامية وأحياناً خليجية، فلا يجوز لأي مواطن أن يقف متفرجاً أو يعتزل اتخاذ المواقف فما بالك حين ينتصر لدول أخرى لأنه يعتقد أن ذلك الانتصار هو خدمة «للأمة».
هناك صراع الآن بين دول مسلمة كإيران وكتركيا على اقتسام وتقسيم دولنا، والانحياز لأي منهما يتعارض ومصالحنا في البحرين وفي المملكة العربية السعودية، فقد اختلفت مساراتنا مع هاتين الدولتين رغم كونهما تعدان دولتين إسلاميتين، وبالتالي اختلفت مساراتنا مع حلفائهما ومنها قطر ومنها مليشيات إرهابية كحماس وكحزب الله، الانحياز لأي من أطراف هذا المحور سيكون ضد أمن وسلامة البحرين فلا مجال لمسك الرمانتين أبداً في يد واحدة، وهذا الوضع يحتاج إلى أن يكون واضحاً لدى شبابنا، بأن مفهوم الأمة ومفهوم الدولة أصبحا نقيضين اليوم، فقد تقاطعت الطرق، وبغض النظر عن الأسباب، نحن نتكلم عن الواقع الذي يحتاج إلى فهم وتوضيح وشرح من الدولة.
الدولة اليوم تحتاج أن تحسم هذا الجدل لا أمنياً فقط إنما تحتاج أن توضحه بصراحة ومن خلال استراتيجية شاملة تتجاوز تصريح من مسؤول وكان الله غفوراً رحيماً.
هذا جدل فكري عميق انغرس في عقول أجيال توارثته نقلته مناهجنا وخطب مساجدنا وندواتنا ومؤتمراتنا ووو في زمن كانت فيه الأولويات مختلفة، ولم تكن فيه هذه الصراعات الخطرة، اليوم الدولة بحاجة إلى تأمين سلامتها ومنع اختراقها من الداخل عن طريق شبابها وأبنائها، الذين أنهم لا يفسدون حين يناصرون حزب الله لأنه حزب يخدم الأمة الإسلامية أو يناصرون حماس لأنهم يظنون أنهم يناصرون الأمة الإسلامية، ويعتقدون أنهم لن يؤذوا البحرين بهذا الانحياز للمحور الإيراني.
على الدولة أن تعيد غرس تلك المفاهيم من خلال تصريحات المسؤولين أولاً حتى تكون قد أبلغ من أنذر، ثم عليها أن توضح معنى أن تكون مواطناً تتمتع بكافة حقوقك التي كفلها لك الدستور ومن ثم تنحاز لجهة أو دولة تهدد أمن من كفل لك حقوقك، من خلال مناهجنا الدراسية ومساجدنا و ندواتنا وإعلامنا ووسائل تواصلنا، حتى لا نترك فرصة لمن يعتقد أنه قادر على أن يناصر أي عدو لنا ويحتفظ بحقوقه معنا.
{{ article.visit_count }}
هناك صراع وتمزق لدى شبابنا الذي أقصى ما كان يتمناه أن يكون مسلماً صالحاً يخدم دينه وينصر أمته وبين أن يكون مواطناً صالحاً وينصر دولته، إذ لطالما اعتقد أنه لا تعارض بينهما، ولن يحتاج في يوم من الأيام أن يختار أما هذا أو ذاك، وإن اختار أحدهما سيكون خائناً في نظر الثاني.
معادلة التصالح بين الأمة والدولة حفظناها نحن ونقلناها لأجيالنا من بعدنا حين لم تكن هناك صراعات بين دول عربية عربية ودول مسلمة وأخرى، اليوم هذا الصراع موجود ويهدد أمن الدول ولابد لأي مواطن أن يحدد موقفه لأننا في زمن حرب وزمن زلازل يهدد فيه أمن منطقتنا من دول عربية وإسلامية وأحياناً خليجية، فلا يجوز لأي مواطن أن يقف متفرجاً أو يعتزل اتخاذ المواقف فما بالك حين ينتصر لدول أخرى لأنه يعتقد أن ذلك الانتصار هو خدمة «للأمة».
هناك صراع الآن بين دول مسلمة كإيران وكتركيا على اقتسام وتقسيم دولنا، والانحياز لأي منهما يتعارض ومصالحنا في البحرين وفي المملكة العربية السعودية، فقد اختلفت مساراتنا مع هاتين الدولتين رغم كونهما تعدان دولتين إسلاميتين، وبالتالي اختلفت مساراتنا مع حلفائهما ومنها قطر ومنها مليشيات إرهابية كحماس وكحزب الله، الانحياز لأي من أطراف هذا المحور سيكون ضد أمن وسلامة البحرين فلا مجال لمسك الرمانتين أبداً في يد واحدة، وهذا الوضع يحتاج إلى أن يكون واضحاً لدى شبابنا، بأن مفهوم الأمة ومفهوم الدولة أصبحا نقيضين اليوم، فقد تقاطعت الطرق، وبغض النظر عن الأسباب، نحن نتكلم عن الواقع الذي يحتاج إلى فهم وتوضيح وشرح من الدولة.
الدولة اليوم تحتاج أن تحسم هذا الجدل لا أمنياً فقط إنما تحتاج أن توضحه بصراحة ومن خلال استراتيجية شاملة تتجاوز تصريح من مسؤول وكان الله غفوراً رحيماً.
هذا جدل فكري عميق انغرس في عقول أجيال توارثته نقلته مناهجنا وخطب مساجدنا وندواتنا ومؤتمراتنا ووو في زمن كانت فيه الأولويات مختلفة، ولم تكن فيه هذه الصراعات الخطرة، اليوم الدولة بحاجة إلى تأمين سلامتها ومنع اختراقها من الداخل عن طريق شبابها وأبنائها، الذين أنهم لا يفسدون حين يناصرون حزب الله لأنه حزب يخدم الأمة الإسلامية أو يناصرون حماس لأنهم يظنون أنهم يناصرون الأمة الإسلامية، ويعتقدون أنهم لن يؤذوا البحرين بهذا الانحياز للمحور الإيراني.
على الدولة أن تعيد غرس تلك المفاهيم من خلال تصريحات المسؤولين أولاً حتى تكون قد أبلغ من أنذر، ثم عليها أن توضح معنى أن تكون مواطناً تتمتع بكافة حقوقك التي كفلها لك الدستور ومن ثم تنحاز لجهة أو دولة تهدد أمن من كفل لك حقوقك، من خلال مناهجنا الدراسية ومساجدنا و ندواتنا وإعلامنا ووسائل تواصلنا، حتى لا نترك فرصة لمن يعتقد أنه قادر على أن يناصر أي عدو لنا ويحتفظ بحقوقه معنا.