الإدارة الأمريكية صعدت كثيراً، ورفعت سقف وعودها حول سياستها الخارجية في منطقة الشرق الأوسط أثناء الانتخابات، والآن تواجه واقعاً معقداً يمتحن تلك الوعود يومياً ويغلبها.
فوعودها بالعودة إلى الاتفاق النووي وانسحابها عسكرياً من الشرق الأوسط جاءت بدعم من الإدارة الأوبامية السابقة وبتحفيز من اللوبي الإيراني الأمريكي، ولكنها اليوم تجد نفسها تغوص في مستنقع الواقع الذي جعل تصريحاتها تتناقض ومواقفها غير واضحة ومبهمة مما يعكس تخبطاً كبيراً خلقه الفارق الكبير بين وعودها وبين إمكانية تنفيذها.
فحوْل وعود الانسحاب من العراق وضعت التصريحات القوات الأمريكية موضع المنهزم الفارّ من الأرض مما شجع على الاعتداء عليها من المليشيات المدعومة إيرانياً، وذلك وضع أحرج البنتاغون المسؤول عن القوات الأمريكية على الأرض، واضطرت بعدها إدارة بايدن للترخيص لهم بالتحرك لرد الاعتبار وهو ما رأيناه في توجيه بعض الضربات لمواقع إيرانية في العراق وسوريا.
وفي الملف اليمني بعد أن استهلت وصولها للسلطة بعد فوزها بإلغاء قرار يصنف الحوثي على أنه منظمة إرهابية، فوجئت بتقرير تيم ليندركيغ مبعوثها لليمن الذي صرح به أمام الكونجرس بأن من يعيق السلام هو الحوثي وليس السعودية، وأن إيران هي من يقف وراء تعنت الحوثي، ورغم أن تلك معلومات معروفة وليست بالجديدة ولكن المبعوث الأمريكي يضعها في تقرير رسمي أمام الكونغرس في موقف لا يتسق مع إلغاء تصنيفها إرهابياً.
ثم كثر عدد التصريحات الأمريكية التي يساء فهمها وتضطر بعدها الإدارة إلى تصحيحها وشرحها، وآخرها تصريح تيم ليندركينغ المبعوث الأمريكي لليمن حول الاعتراف بشرعية الحوثي، قالوا بعد أن أثار هذا التصريح الجدل وبعد أن احتفل الحوثي به إنها ترجمة غير دقيقة، وإن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بالحكومة الشرعية فقط مثلها مثل بقية المجتمع الدولي، ولكنهم أضافوا في التصحيح أن الحوثي أمر واقع علينا أن نعترف به!! ماذا تفهم من هذا التصحيح؟ اعتراف أم لا؟ خاصة بعد أن تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن اعتباره منظمة إرهابية؟ وكأن الإدارة تريد أن تعترف ولكنها مترددة فتعطي الرأي وعكسه.
ومن جهة أخرى كثر عدد الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام عن محاولات الإدارة الأمريكية الالتفاف على العقوبات على إيران وإنهاءها قبل الاتفاق على الملف النووي، أخبار تتحدث عن فك بعض الأرصدة الإيرانية المالية المعلقة، فتارة يتم نفي تلك الأخبار وتارة تترك دون تعقيب.
أما الذي زاد الأمر سوءاً نتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة التي أوصل فيها خامنئي سفاحاً إيرانياً مسؤولاً عن إعدام أكثر من 30 ألف معارض عام 1988 حين كان مدعياً عاماً. شخص مصنف على أنه مجرم حرب، بل إنه أهان بها الإدارة وبقية المفاوضيين الأوروبيين قائلاً لهم عليكم جميعاً أن تجيبوني بسرعة وإلا فإن المفاوضات ملغاة!
فأسقط في يد الإدارة الأمريكية بعد تلك التصريحات المتعجرفة، فقالت الإدارة إنها منذ البداية كانت تفاوض صاحب القرار وهو خامنئي، بمعنى أن الترويج السابق لوزير الخارجية الإيراني السيد الظريف رئيس الفريق المفاوض على أنه إنسان ظريف ويمثل خط الاعتدال كان تصريحاً يجانب الحقيقة وكاذباً، وإن الإدارة السابقة التي خرجت بالاتفاق كانت تفاوض خامنئي المتطرف بغض النظر عن الفريق المفاوض، وأنه لا خط اعتدال وخط تشدد كما سوّق لفريق إيران المفاوض، بل هو خط واحد إرهابي من الدرجة الأولى نشر الإرهاب وموله بالسلاح ورعاه إلى اليوم وأشرف بنفسه على الصواريخ التي تطلقها حماس وحزب الله والحوثي والحشد الشعبي على المدنيين وعلى القوات الأمريكية، ومع ذلك مازالت المفاوضات مستمرة والقناعة بأن ذلك مصلحة أمريكية !!
الخلاصة الأولى إيران زادت من تعنتها وزادت من جرعة إرهابها وزادت من تمويلها للمليشيات الإرهابية. والخلاصة الثانية أنه رغم ذلك إلا أن إدارة بايدن بودها أن تزيل جميع الحواجز بينها وبين إيران فوراً، ولكنها مترددة لأسباب بعضها داخلي لوجود معارضة من البنتاغون ومن الجمهوريين، ولحساسية وضعها مع حلفائها في المنطقة، فإدارة بايدن في حيرة وتناقض وتخبط سببه الفارق بين ما تتمنى وبين ما هو ممكن، بين عالمها الافتراضي وبين الواقع.
فوعودها بالعودة إلى الاتفاق النووي وانسحابها عسكرياً من الشرق الأوسط جاءت بدعم من الإدارة الأوبامية السابقة وبتحفيز من اللوبي الإيراني الأمريكي، ولكنها اليوم تجد نفسها تغوص في مستنقع الواقع الذي جعل تصريحاتها تتناقض ومواقفها غير واضحة ومبهمة مما يعكس تخبطاً كبيراً خلقه الفارق الكبير بين وعودها وبين إمكانية تنفيذها.
فحوْل وعود الانسحاب من العراق وضعت التصريحات القوات الأمريكية موضع المنهزم الفارّ من الأرض مما شجع على الاعتداء عليها من المليشيات المدعومة إيرانياً، وذلك وضع أحرج البنتاغون المسؤول عن القوات الأمريكية على الأرض، واضطرت بعدها إدارة بايدن للترخيص لهم بالتحرك لرد الاعتبار وهو ما رأيناه في توجيه بعض الضربات لمواقع إيرانية في العراق وسوريا.
وفي الملف اليمني بعد أن استهلت وصولها للسلطة بعد فوزها بإلغاء قرار يصنف الحوثي على أنه منظمة إرهابية، فوجئت بتقرير تيم ليندركيغ مبعوثها لليمن الذي صرح به أمام الكونجرس بأن من يعيق السلام هو الحوثي وليس السعودية، وأن إيران هي من يقف وراء تعنت الحوثي، ورغم أن تلك معلومات معروفة وليست بالجديدة ولكن المبعوث الأمريكي يضعها في تقرير رسمي أمام الكونغرس في موقف لا يتسق مع إلغاء تصنيفها إرهابياً.
ثم كثر عدد التصريحات الأمريكية التي يساء فهمها وتضطر بعدها الإدارة إلى تصحيحها وشرحها، وآخرها تصريح تيم ليندركينغ المبعوث الأمريكي لليمن حول الاعتراف بشرعية الحوثي، قالوا بعد أن أثار هذا التصريح الجدل وبعد أن احتفل الحوثي به إنها ترجمة غير دقيقة، وإن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بالحكومة الشرعية فقط مثلها مثل بقية المجتمع الدولي، ولكنهم أضافوا في التصحيح أن الحوثي أمر واقع علينا أن نعترف به!! ماذا تفهم من هذا التصحيح؟ اعتراف أم لا؟ خاصة بعد أن تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن اعتباره منظمة إرهابية؟ وكأن الإدارة تريد أن تعترف ولكنها مترددة فتعطي الرأي وعكسه.
ومن جهة أخرى كثر عدد الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام عن محاولات الإدارة الأمريكية الالتفاف على العقوبات على إيران وإنهاءها قبل الاتفاق على الملف النووي، أخبار تتحدث عن فك بعض الأرصدة الإيرانية المالية المعلقة، فتارة يتم نفي تلك الأخبار وتارة تترك دون تعقيب.
أما الذي زاد الأمر سوءاً نتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة التي أوصل فيها خامنئي سفاحاً إيرانياً مسؤولاً عن إعدام أكثر من 30 ألف معارض عام 1988 حين كان مدعياً عاماً. شخص مصنف على أنه مجرم حرب، بل إنه أهان بها الإدارة وبقية المفاوضيين الأوروبيين قائلاً لهم عليكم جميعاً أن تجيبوني بسرعة وإلا فإن المفاوضات ملغاة!
فأسقط في يد الإدارة الأمريكية بعد تلك التصريحات المتعجرفة، فقالت الإدارة إنها منذ البداية كانت تفاوض صاحب القرار وهو خامنئي، بمعنى أن الترويج السابق لوزير الخارجية الإيراني السيد الظريف رئيس الفريق المفاوض على أنه إنسان ظريف ويمثل خط الاعتدال كان تصريحاً يجانب الحقيقة وكاذباً، وإن الإدارة السابقة التي خرجت بالاتفاق كانت تفاوض خامنئي المتطرف بغض النظر عن الفريق المفاوض، وأنه لا خط اعتدال وخط تشدد كما سوّق لفريق إيران المفاوض، بل هو خط واحد إرهابي من الدرجة الأولى نشر الإرهاب وموله بالسلاح ورعاه إلى اليوم وأشرف بنفسه على الصواريخ التي تطلقها حماس وحزب الله والحوثي والحشد الشعبي على المدنيين وعلى القوات الأمريكية، ومع ذلك مازالت المفاوضات مستمرة والقناعة بأن ذلك مصلحة أمريكية !!
الخلاصة الأولى إيران زادت من تعنتها وزادت من جرعة إرهابها وزادت من تمويلها للمليشيات الإرهابية. والخلاصة الثانية أنه رغم ذلك إلا أن إدارة بايدن بودها أن تزيل جميع الحواجز بينها وبين إيران فوراً، ولكنها مترددة لأسباب بعضها داخلي لوجود معارضة من البنتاغون ومن الجمهوريين، ولحساسية وضعها مع حلفائها في المنطقة، فإدارة بايدن في حيرة وتناقض وتخبط سببه الفارق بين ما تتمنى وبين ما هو ممكن، بين عالمها الافتراضي وبين الواقع.