لا يمكن لأي بلد، مهما كانت درجة تطوره الاقتصادي والاجتماعي، وحضوره السياسي في العالم، أن يكون مؤثراً ومشعاً، وقادراً على تحقيق الإضافة النوعية في عالم اليوم، من دون أن يكون له حضور ثقافي كبير ومؤثر، بمقدار نموه وتطوره الاقتصادي وثقله السياسي، ومن دون أن يمتلك القدرة على تفجير الطاقات الفكرية الخلاقة، وامتلاك الرؤى الإبداعية المنتجة، ومن دون أن يكون قادراً على كشف العوائق والعراقيل الذهنية والتاريخية والاجتماعية التي تعوق التقدم في مواجهة أسئلة العقل في شرطيه المعرفي والتاريخي، من أجل تجاوز مكبلات الواقع والانخراط في دورة الحداثة ومقاومة النسيان والتغييب ومواجهة التحديات التاريخية والفكرية والعلمية التي لا تتوقف عند حد.
هذه الحقيقة، التي قد تبدو للوهلة الأولى بديهية، هي ليست كذلك في عالمنا العربي، لعجزنا عن كَسْر الأغلال عبر المناهج العلمية والعقلانية، وتأخرنا في استخدم أدوات المعرفة العصرية للوصول إلى الحرية. وتهميشنا للفكر عامة وللفلسفة خاصة، حتى أمسينا نهتم فقط بما ورثناه مما يسمى بالعلوم النقلية، وأهملنا الجوانب الإبداعية إهمالاً مفجعاً، جعلنا نتدحرج إلى متاهات من الصعب الخروج منها. وذلك لأن الحضارة تنهض بالفكر وبالإبداع، وبالحضور المتواصل في تأسيس ملامح التجديد والتنوير والتحرير للإنسان من القيود والمكبلات، ومن سلطة الحرفية والاتباعية التكرارية التي تجعل المجتمع يدور في حلقة مفرغة، لا فكاك منها، على حساب سلطة الفكر الحر في مختلف أوجه الفكر والثقافة.
إن الثقافة لم تعد مرتكزة على النظريات الكبرى الموحدة للمواقف الأيديولوجية وللنضالات السياسية، كما لم يعد هنالك كلي يؤطر الفكر والإبداع في العالم، ولذلك فإن الثقافة تحولت إلى بديل عن تلك الأيديولوجيات الكليانية، بما مهد وسهل تعزيز الاستثمار في الثقافة، وتحصين الأجيال الجديدة وحماية شخصيتها من الاستلاب والضياع، من خلال نشر الثقافة ودمقرطتها وجعلها حقاً مشاعاً للجميع، وجعل ثقافة النخبة ثقافة للجمهور في مواجهة ثقافة الدجل والتهريج. وتجاوز التأخر الناتج عن العلاقة القائمة حالياً بين المثقف والجمهور، وبين الثقافة وهذا الجمهور، بطرح منتجات ثقافية مختلفة عما يجري ترويجه من خلال الجمعيات التي قد تكون مجرد واجهات للعمل السياسي والتي تجعل من الثقافة إعلاماً تابعاً لها. ولذلك على الدولة أن تضع كل الإمكانيات اللازمة لتعزيز الوعي الثقافي، وامتلاك ثقافة شاملة بأدواتها الحضارية، من متاحف ومراكز ثقافية ووسائل التواصل الحديثة لعلها تبعث روح التجديد والتفتح والتسامح والحداثة، من أجل وضع الأجيال الجديدة على الطريق الصحيح بعيداً عن التعصب والتكرارية.
* همس:
حصارُ اللحظةِ،
والشوقُ مسافاتٌ،
ونهايات لا تنتهي،
تخيط سحرها،
كرغبة أنهت للتوِّ
نوبتَها الأخيرة،
وسافرت
إلى خندقِ السّحرة.
الذاكرةُ مرهقةٌ،
والنسيان وحشةٌ.
والذِّكرى معجونةٌ بماء الحزنِ.
وصمتُ الموتِ
يسرقُ الصخبَ،
في سماءٍ غارقةٍ
في صمتٍ مكتملٍ.
هذه الحقيقة، التي قد تبدو للوهلة الأولى بديهية، هي ليست كذلك في عالمنا العربي، لعجزنا عن كَسْر الأغلال عبر المناهج العلمية والعقلانية، وتأخرنا في استخدم أدوات المعرفة العصرية للوصول إلى الحرية. وتهميشنا للفكر عامة وللفلسفة خاصة، حتى أمسينا نهتم فقط بما ورثناه مما يسمى بالعلوم النقلية، وأهملنا الجوانب الإبداعية إهمالاً مفجعاً، جعلنا نتدحرج إلى متاهات من الصعب الخروج منها. وذلك لأن الحضارة تنهض بالفكر وبالإبداع، وبالحضور المتواصل في تأسيس ملامح التجديد والتنوير والتحرير للإنسان من القيود والمكبلات، ومن سلطة الحرفية والاتباعية التكرارية التي تجعل المجتمع يدور في حلقة مفرغة، لا فكاك منها، على حساب سلطة الفكر الحر في مختلف أوجه الفكر والثقافة.
إن الثقافة لم تعد مرتكزة على النظريات الكبرى الموحدة للمواقف الأيديولوجية وللنضالات السياسية، كما لم يعد هنالك كلي يؤطر الفكر والإبداع في العالم، ولذلك فإن الثقافة تحولت إلى بديل عن تلك الأيديولوجيات الكليانية، بما مهد وسهل تعزيز الاستثمار في الثقافة، وتحصين الأجيال الجديدة وحماية شخصيتها من الاستلاب والضياع، من خلال نشر الثقافة ودمقرطتها وجعلها حقاً مشاعاً للجميع، وجعل ثقافة النخبة ثقافة للجمهور في مواجهة ثقافة الدجل والتهريج. وتجاوز التأخر الناتج عن العلاقة القائمة حالياً بين المثقف والجمهور، وبين الثقافة وهذا الجمهور، بطرح منتجات ثقافية مختلفة عما يجري ترويجه من خلال الجمعيات التي قد تكون مجرد واجهات للعمل السياسي والتي تجعل من الثقافة إعلاماً تابعاً لها. ولذلك على الدولة أن تضع كل الإمكانيات اللازمة لتعزيز الوعي الثقافي، وامتلاك ثقافة شاملة بأدواتها الحضارية، من متاحف ومراكز ثقافية ووسائل التواصل الحديثة لعلها تبعث روح التجديد والتفتح والتسامح والحداثة، من أجل وضع الأجيال الجديدة على الطريق الصحيح بعيداً عن التعصب والتكرارية.
* همس:
حصارُ اللحظةِ،
والشوقُ مسافاتٌ،
ونهايات لا تنتهي،
تخيط سحرها،
كرغبة أنهت للتوِّ
نوبتَها الأخيرة،
وسافرت
إلى خندقِ السّحرة.
الذاكرةُ مرهقةٌ،
والنسيان وحشةٌ.
والذِّكرى معجونةٌ بماء الحزنِ.
وصمتُ الموتِ
يسرقُ الصخبَ،
في سماءٍ غارقةٍ
في صمتٍ مكتملٍ.