هناك معركة حقيقية تدور رحاها بين القوى الناعمة طرفاها حسابات قطرية ومدعومة منها من جهة وحسابات إماراتية سعودية من جهة أخرى، تركزت في ميدان وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ميدان ذو أهمية قصوى في الحروب غير التقليدية، والمهمة تتركز في ضرب التحالف (السعودي البحريني المصري الإماراتي) فأين المشاركة البحرينية منها؟.

معركة يشارك فيها الكتاب والحسابات المعروفة الإماراتية والسعودية ومعهم حتى شخصيات وطنية كويتية يتصدون للذباب الإلكتروني القطري المستنفر بشدة وبكل قواه من أجل تخريب العلاقة السعودية الإماراتية هذه الأيام، هل تعتقدون أن الضرب مقصود به السعودية أو الإمارات؟ المقصود هو التحالف والمهمة هي تفكيكه.

للتنبيه الخصم الذي تحالفنا ضده لم يكن قطر بحذ ذاتها إنما هو «مشروع هدم الدولة» والمشروع مازال قائماً، وأدواته مازالت فاعلة، والأدوات التي يحركها النظام القطري مازالت تعمل ومهمة الدفاع عن التحالف ليست مهمة الإماراتيين والسعوديين فقط، ونحن الذين سالت دماؤنا معهم في معارك ميدانية، فكيف نتقاعس في ميدان لا يقل ضراوة ولا أهمية عن ميدان الأرض؟.

أصحاب المشروع القذر غيروا تكتيكهم فقط لكن أهدافهم باقية، و بدلاً من مهاجمة كل دولة على حدة، تحولت الاستراتيجية إلى مهاجمة فكرة التحالف بحد ذاتها وضربها والتشكيك بها وجر الحسابات الإماراتية والسعودية كي تعلق ببعضها البعض، إنما لله الحمد أن الوعي كان حاضراً فتم الردع والصد وبقوة، في ظل غياب بحريني تام.

تفكيك تحالفنا هدف واضح لأصحاب هذا المشروع، فإن كنا غفلنا عن هذا الهدف واعتقدنا أن اتفاقاً وقع في «العلا» أنهاه فنحن مخطؤون جداً جداً، هو يوقع من جهة ولكن بقية المهمة الأصلية تستكمل الآن، ما عليك إلا النظر إلى ميدان الفضاء الإعلامي وهو ميدان لا يقل أهمية عن ميدان الأرض، انظر مَن أشعل نار الفتنة بين الإمارات والسعودية؟ لتعرف أن المشروع مازال مستمراً وأن ذباب المشروع مستنفرو كامل قوتهم لمهمتهم القذرة، ولولا علم قطر بأهمية هذا الميدان ما سخرت له كل هذه الإمكانيات، هناك غرفة عمليات مركزية في قطر تعمل بكامل طاقتها لهذه المهمة وأهدافها واضحة لدى العاملين فيها، أولاً تهميش البحرين تماماً، الاصطياد في الماء العكر بين السعودية والإمارات، تحويل التحالف إلى سعودية وإمارات فقط، عزل مصر وجعل معركة الإخوان خاصة بمصر وتركيا لا خاصة بنا جميعاً.

ومن أجل هذه الأهداف تصاغ الحملات الإلكترونية ويتم وضع المحتوى والتنفيذ من قبل تلك الغرفة ومعها مجموعة حسابات معروفة تعمل لصالحها ومعهم صحفهم وقنوات تلفزيوناتهم، أي أنهم استنفروا جميع أدوات القوى الناعمة وسخروها الآن لتفكيك التحالف والانفراد بكل دولة على حدة.

تشاهد الآن استنفار سعودي إماراتي للتصدي للذباب القطري، تسجيل فيديوات ونشرها على اليوتيوب وعلى تويتر وعلى انستغرام وعلى الواتس اب، سعودية وإماراتية تؤكد على قوة اللحمة وعلى قوة التحالف، والرد كان صاعقاً منهم ألجم الذباب القطري وجارٍ إكمال المهمة فهم لها.

تميزت مشاركات الجنود السعوديين والإماراتيين بقوة المحتوى، رد وبدل مثلما نقول، التركيز على أقوال مأثورة للقائدين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تؤكد على قوة اللحمة، باختصار تستطيع أن ترصد عملاً مهنياً راقياً مشتركاً أظهر قوة تلك الأدوات عند هاتين الدولتين وبيّن أهمية الاستثمار فيها وضرورتها وأهميتها واحتوائها وتوجيهها للمعارك وفقاً للأهمية والمصلحة الوطنية العليا ونضع سطرين تحت العليا، وحققوا من خلال هذا الاستثمار أهدافاً عظيمة بصيانة تلك الوحدة والدفع بها إلى مزيد من التلاحم.

نعود من جديد لسؤالنا ونطرحه مرة أخرى أين نحن من هذا الحراك؟ ألسنا واحدة من دول التحالف؟ لماذا حجمنا أنفسنا؟ هل أننا لانملك الثقة بقوتنا وقدرتنا؟ هل أشغلتنا أمورنا المحلية الصغيرة عن معركتنا الأساسية؟ هل انطوينا على أنفسنا بخيارنا؟ لِمَ انزوينا؟