استنفرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الإماراتية السعودية للتصدي لحملة ممنهجة ومركزة ومكثفة تحاول أن تدق الإسفين بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، لتؤكد بأن الاختلافات بين الدولتين في أي من الملفات سواء النفطي أو اليمني عادية ولا ترقى إلى أن تكون خلافات، وأن التقارب العماني السعودي هو قوة للتحالف الرباعي وليس بديلاً عنه.
حالة الاستنفار هذه لها سببان، الأول هو استنفار ضد إعلام دأب على مهاجمة دول التحالف الرباعي أو كما تسمى محور الاعتدال (مصر والسعودية والبحرين والإمارات) منذ مدة لكون هذا التحالف هو الذي وقف وتصدى لمشروع هدم وإسقاط الدول العربية، أما السبب الثاني لهذا الاستنفار هو أن دول التحالف نفسها انشغلت كل في شؤونها المحلية ظناً منها أن المهددات على التحالف انتقلت من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر بعد اتفاق العلا! فجعلتها هذه الحملة الممنهجة المضادة تدرك خطَأَها، إذ أثبتت لنا هذه الحملة الممنهجة أن الخطر مازال موجوداً ولكنه غير استراتيجيته!!
فالملاحظ أنه بعد اتفاق العلا ما عاد الإعلام المضاد يهاجم «التحالف الرباعي» ككتلة واحدة، بل بدأ يعمل على التفريق بين أعضائه، ولكل دولة ملفٌ منفرد يهاجمها فيه، وهذا أخطر ألف مرة، فلماذا هو أخطر وما الفرق؟.
أخطر لأنه يضرب مشروع «التحالف» من أساسه، فتفكيك التحالف يغنيه عن ضربه ومهاجمته ككتلة، إنه يحقق الهدف بأسرع وأقل كلفة، والفرق أنه لا يجعل أعضاء التحالف موحدين بالأهداف، بل كل دولة مشغولة بالرد على ما يخصها.
أما كيف يمكنه ذلك؟
أولاً: يتساهل مع أحد أعضائه من جهة ويكف عن مهاجمته ويطعن بالآخر.
ثانياً: يضرب هذا العضو بذاك ويذكي أي اختلاف بينهما.
ثالثاً: يصطاد في الماء العكر ويجعل من كل دولة عبئاً على الآخر.
هذا التكتيك يستخدم الآن ليس على صعيد الإعلام فقط، فهناك محاولات لجعل قضية الأخوان خلافاً مصرياً تركياً على سبيل المثال، ويجري العمل على تقريب وجهات النظر التركية المصرية و الإلحاح في غلق ملف الأخوان حصراً بين الدولتين والوسيط قطر، الهدف هو إشغال كل دولة بملف وإبعاد الأخرى عنه، من الواضح إذاً إن التوجه الآن هو عزل الدول الكبرى في التحالف تمهيداً لتفكيكه.
لنتذكر أنه عندما تشكل التحالف الرباعي مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين كان عبارة عن تحالف ضد «مشروع» لا ضد «دولة» معينة، تحالف رباعي للتصدي ضد مشروع هدمها وإسقاطها، لا ضد دولة كقطر، ولا حتى ضد إيران أو ضد تركيا، التحالف تشكل من دول تعرضت للتهديد وتساقط من حولها، دول كانت قائمة بأنظمتها بجيوشها، لهذا اجتمعت الدول الأربع من أجل توحيد الجهود للتصدي لمشروع واضح وجلي استخدم تلك الدول الإقليمية كأدوات.
فالمهددات إذاً أياً كانت سواء كانت تحالفات مضادة وتغيرت فإنها تظل مجرد أدوات وعنصر متغير قابل للاستبدال، إنما المشروع ثابت، علينا أن لا ننسى ذلك.
وبالنظر للصورة بشكل أكبر وأوسع علينا أن نضع في اعتبارنا صعود اليسار الراعي لذلك المشروع غربياً، وانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، وصراع القوى العظمى ومحاولات استقطاب النفوذ، إنه زمن تثبيت المليشيات، وزمن الاتفاق مع إيران، وزمن تمكين الأقليات التي ليست بالضرورة أقليات إثنية بل هي أقليات جنسية وأقليات بيئية، بمعنى تغيرت الأدوات، تغيرت المهددات، إنما مشروع إضعافنا وإسقاط دولنا باقٍ لم يتغير.
وأياً كان التزام قطر باتفاق العلا أو عدم التزامها فإن ذلك أيضاً رهن بدورها في المشروع، إنما هي لا تعدو أن تكون ترساً ضمن عجلة مشروع أكبر منها مازال قائماً ولن تستطيع حتى الدول الكبرى التصدي له منفردة فما بالك ومحاولات ضرب الإسفين بين دوله مستمرة وبضراوة؟
أياً كانت الاختلافات أو تضارب المصالح بين دول التحالف فإنها أمر طبيعي ووارد خاصة حين تتغير الأدوات والمهددات، وذلك سهل تجاوزه إن كانت القناعة بأنها دول مستهدفة و أن تفكيك تحالفها هو المرحلة الأولى، وأن في قوة التحالف وتعزيزه أمنياً وعسكرياً وإعلامياً وسياسياً أكبر حماية لمشاريعها وتنميتها اقتصادياً، وأن ما تسعى له منفردةً ستحققه مجتمعة، النظرة يجب أن تكون أبعد وأشمل من مكتسبات آنية.
قد تختلف مهدداتنا، قد تكون لدينا اختلافاتنا، وقد تتعارض بعض من مصالحنا، كل ذلك وارد وجائز وبالإمكان احتواؤه، إنما الذي لا يعوض إن خسرناه هو كتلة اقتصادية أمنية لها مشروعها المتكامل الأركان ممثلاً بالتحالف الرباعي المعتدل، قادر أن يتصدى لمشروع يقضي باستهدافها وإسقاطها كل على حدة، وخطوته الأولى هو تفكيك تحالفها، إن قبلنا وتساهلنا بتفكيك تحالفنا فاعلم أنهم نجحوا وهزمونا.
حالة الاستنفار هذه لها سببان، الأول هو استنفار ضد إعلام دأب على مهاجمة دول التحالف الرباعي أو كما تسمى محور الاعتدال (مصر والسعودية والبحرين والإمارات) منذ مدة لكون هذا التحالف هو الذي وقف وتصدى لمشروع هدم وإسقاط الدول العربية، أما السبب الثاني لهذا الاستنفار هو أن دول التحالف نفسها انشغلت كل في شؤونها المحلية ظناً منها أن المهددات على التحالف انتقلت من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر بعد اتفاق العلا! فجعلتها هذه الحملة الممنهجة المضادة تدرك خطَأَها، إذ أثبتت لنا هذه الحملة الممنهجة أن الخطر مازال موجوداً ولكنه غير استراتيجيته!!
فالملاحظ أنه بعد اتفاق العلا ما عاد الإعلام المضاد يهاجم «التحالف الرباعي» ككتلة واحدة، بل بدأ يعمل على التفريق بين أعضائه، ولكل دولة ملفٌ منفرد يهاجمها فيه، وهذا أخطر ألف مرة، فلماذا هو أخطر وما الفرق؟.
أخطر لأنه يضرب مشروع «التحالف» من أساسه، فتفكيك التحالف يغنيه عن ضربه ومهاجمته ككتلة، إنه يحقق الهدف بأسرع وأقل كلفة، والفرق أنه لا يجعل أعضاء التحالف موحدين بالأهداف، بل كل دولة مشغولة بالرد على ما يخصها.
أما كيف يمكنه ذلك؟
أولاً: يتساهل مع أحد أعضائه من جهة ويكف عن مهاجمته ويطعن بالآخر.
ثانياً: يضرب هذا العضو بذاك ويذكي أي اختلاف بينهما.
ثالثاً: يصطاد في الماء العكر ويجعل من كل دولة عبئاً على الآخر.
هذا التكتيك يستخدم الآن ليس على صعيد الإعلام فقط، فهناك محاولات لجعل قضية الأخوان خلافاً مصرياً تركياً على سبيل المثال، ويجري العمل على تقريب وجهات النظر التركية المصرية و الإلحاح في غلق ملف الأخوان حصراً بين الدولتين والوسيط قطر، الهدف هو إشغال كل دولة بملف وإبعاد الأخرى عنه، من الواضح إذاً إن التوجه الآن هو عزل الدول الكبرى في التحالف تمهيداً لتفكيكه.
لنتذكر أنه عندما تشكل التحالف الرباعي مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين كان عبارة عن تحالف ضد «مشروع» لا ضد «دولة» معينة، تحالف رباعي للتصدي ضد مشروع هدمها وإسقاطها، لا ضد دولة كقطر، ولا حتى ضد إيران أو ضد تركيا، التحالف تشكل من دول تعرضت للتهديد وتساقط من حولها، دول كانت قائمة بأنظمتها بجيوشها، لهذا اجتمعت الدول الأربع من أجل توحيد الجهود للتصدي لمشروع واضح وجلي استخدم تلك الدول الإقليمية كأدوات.
فالمهددات إذاً أياً كانت سواء كانت تحالفات مضادة وتغيرت فإنها تظل مجرد أدوات وعنصر متغير قابل للاستبدال، إنما المشروع ثابت، علينا أن لا ننسى ذلك.
وبالنظر للصورة بشكل أكبر وأوسع علينا أن نضع في اعتبارنا صعود اليسار الراعي لذلك المشروع غربياً، وانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، وصراع القوى العظمى ومحاولات استقطاب النفوذ، إنه زمن تثبيت المليشيات، وزمن الاتفاق مع إيران، وزمن تمكين الأقليات التي ليست بالضرورة أقليات إثنية بل هي أقليات جنسية وأقليات بيئية، بمعنى تغيرت الأدوات، تغيرت المهددات، إنما مشروع إضعافنا وإسقاط دولنا باقٍ لم يتغير.
وأياً كان التزام قطر باتفاق العلا أو عدم التزامها فإن ذلك أيضاً رهن بدورها في المشروع، إنما هي لا تعدو أن تكون ترساً ضمن عجلة مشروع أكبر منها مازال قائماً ولن تستطيع حتى الدول الكبرى التصدي له منفردة فما بالك ومحاولات ضرب الإسفين بين دوله مستمرة وبضراوة؟
أياً كانت الاختلافات أو تضارب المصالح بين دول التحالف فإنها أمر طبيعي ووارد خاصة حين تتغير الأدوات والمهددات، وذلك سهل تجاوزه إن كانت القناعة بأنها دول مستهدفة و أن تفكيك تحالفها هو المرحلة الأولى، وأن في قوة التحالف وتعزيزه أمنياً وعسكرياً وإعلامياً وسياسياً أكبر حماية لمشاريعها وتنميتها اقتصادياً، وأن ما تسعى له منفردةً ستحققه مجتمعة، النظرة يجب أن تكون أبعد وأشمل من مكتسبات آنية.
قد تختلف مهدداتنا، قد تكون لدينا اختلافاتنا، وقد تتعارض بعض من مصالحنا، كل ذلك وارد وجائز وبالإمكان احتواؤه، إنما الذي لا يعوض إن خسرناه هو كتلة اقتصادية أمنية لها مشروعها المتكامل الأركان ممثلاً بالتحالف الرباعي المعتدل، قادر أن يتصدى لمشروع يقضي باستهدافها وإسقاطها كل على حدة، وخطوته الأولى هو تفكيك تحالفها، إن قبلنا وتساهلنا بتفكيك تحالفنا فاعلم أنهم نجحوا وهزمونا.