منذ عقود واليسار الغربي يرفع شعار «دعم الديمقراطية» و«تمكين الأقلية»، والأقلية سواء أكانت عرقية أو مذهبية أو حتى جنسية لا بد من أن تمكن من حقوقها، أما الديمقراطية فلا بد من أن تكون وفقاً للنموذج الغربي، بنظامها وتراتيبيتها كمقياس للدول التي تمنح صك البراءة وشهادة الأيزو التي تجعلها تنضم للنادي الدولي.
وما إن عاد اليسار من جديد للبيت الأبيض حتى أعلن أن حلفاءنا لا بد من أن ينصاعوا لقيمنا وإلا فهم ليسوا حلفاء، ولأن تطبيق وتفعيل وإنفاذ تلك «القيم» الغربية سواء تلك المتعلقة بالنظام الديمقراطي، أو تلك المتعلقة بتمكين الأقليات عملية صعبة ومرتبطة بالعديد من العناصر التي لا تساعد على تبنيها في العديد من المجتمعات، وبما أن الرغبة عارمة في الحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً ومع الغرب الأوروبي الذي وصل فيه اليسار للسلطة، فإن الدول الحليفة تعلمت كيف تتعاطى مع استحقاقات الديمقراطية وحقوق الأقليات، والأهم أنه حتى اليسار الغربي فهم طبيعة هذا التعاطى وبدأ يبادل الدول الحليفة صور الخداع ويتقبلها ويغض الطرف عن الالتفاف عليها، لأنه ببساطة يعلم في قرارة نفسه أن كثيراً من تلك القيم من الصعب جداً جداً فرضها على شعوب العالم بمختلف مشاربهم وأصولهم ومعتقداتهم.
الأحزاب الغربية تقدم لجماعات الضغط ما يرضيها حتى تساعدها على الوصول للسلطة، ثم تقدم لهم بالاتفاق مع حلفائهم طبقاً منوعاً من تلك القيم كي تقنعهم بأن تلك الدول تبنتها وهم يعرفون أن ذلك غير صحيح وغير مكتمل وبه كثير من طبقات الكريمة المزينة للواقع.
تسابق الحلفاء في تقديم صور للتراتبية الديمقراطية ومظهرها، تسابق الحلفاء لتمكين بعض الأقليات حتى وإن كانوا آحاداً في أي مجتمع، تسابق الحلفاء في تمثيل جماعات الضغط في حكوماتهم أو برامجهم الحكومية حتى لو كان موضوعهم غير ذي أولولة أو أهمية، المهم أن جماعات الضغط الغربية تسكت عن حكوماتها وتتقبل الحلفاء معتقدة أن شعوب العالم امتثلت لقيمها مثلما امتثلت أحزابها المحلية.
و لا داعيَ لذكر الأمثلة منعاً للإحراج، آه.. ونسيت أن أقول إن تلك القيم ليست بالضرورة مقبولة أو صحيحة أو هي في صالح المجتمعات الشرقية التي تنبتها إرضاء لجماعات الضغط الغربية، إنما هي تبادل أدوار مع الأحزاب الغربية فقط والاثنان يعرفان أن صورا شكلية من تلك القيم بإمكانها إسكات الجماعات.
إلى أن وصلنا إلى تمكين المثليين، إلى هنا والضغط يلامس الوريد بالنسبة للمجتمعات الشرقية، إلى هنا وتكون الكأس قد طفحت في محاولات استرضاء جماعات الضغط اليسارية، إلى هنا والمجتمعات الشرقية يمكن أن تقلب الطاولة على الجميع إن هي شعرت بأي محاولة «لفرض» هذه القيمة تحديداً بأي وسيلة كانت، أنت هنا لامست العقيدة والأديان السماوية كلها، إلى هنا وأنت لامست الأعراف، ولامست التقاليد، فإن شعرت تلك المجتمعات بأن ضغوطا عليها لتقبل هذه «القيمة» بربطها بأي من المصالح المشتركة، فإن كل الصور المتفق عليها والتي سكتت عنها ستنسف من أساسها.
فالمجتمعات الشرقية تعي تماما ورادارها قوي جداً وحساس لأي محاولة ضغط سلطوية، هي تعي تماماً محاولات تسرب وتسلل هذه القيم من خلال القوى الناعمة وزرعها في ذهنية الأطفال في الدراما وفي البرامج وفي لعب الأطفال وفي رموز الهاتف كي يتقبلها ويشعر أنها أمور عادية.
فأياً كانت درجة تقبلنا وتعايشنا مع قيم الآخرين حتى وإن اختلفنا معها، إلا أننا لا نقبل أن تفرض علينا أو تربط بأي من مصالحنا، إلى هنا والمصلحة تلغى أيا كانت أهميتها، ولا نسمح لأطفالنا أن يبلعوا طعمها.
* ملاحظة:
«قيم» هنا لا تعني مفهوم الثمن المرتفع للمبادئ، وقيمة لا تعني أننا نتحدث عن مبادئ قيمة، بل تعني مجموعة المبادئ التي يقدرها شخص ما، أو جماعة ما، بغض النظر عن قيمتها أو تقبلها عند الآخر.
{{ article.visit_count }}
وما إن عاد اليسار من جديد للبيت الأبيض حتى أعلن أن حلفاءنا لا بد من أن ينصاعوا لقيمنا وإلا فهم ليسوا حلفاء، ولأن تطبيق وتفعيل وإنفاذ تلك «القيم» الغربية سواء تلك المتعلقة بالنظام الديمقراطي، أو تلك المتعلقة بتمكين الأقليات عملية صعبة ومرتبطة بالعديد من العناصر التي لا تساعد على تبنيها في العديد من المجتمعات، وبما أن الرغبة عارمة في الحفاظ على التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً ومع الغرب الأوروبي الذي وصل فيه اليسار للسلطة، فإن الدول الحليفة تعلمت كيف تتعاطى مع استحقاقات الديمقراطية وحقوق الأقليات، والأهم أنه حتى اليسار الغربي فهم طبيعة هذا التعاطى وبدأ يبادل الدول الحليفة صور الخداع ويتقبلها ويغض الطرف عن الالتفاف عليها، لأنه ببساطة يعلم في قرارة نفسه أن كثيراً من تلك القيم من الصعب جداً جداً فرضها على شعوب العالم بمختلف مشاربهم وأصولهم ومعتقداتهم.
الأحزاب الغربية تقدم لجماعات الضغط ما يرضيها حتى تساعدها على الوصول للسلطة، ثم تقدم لهم بالاتفاق مع حلفائهم طبقاً منوعاً من تلك القيم كي تقنعهم بأن تلك الدول تبنتها وهم يعرفون أن ذلك غير صحيح وغير مكتمل وبه كثير من طبقات الكريمة المزينة للواقع.
تسابق الحلفاء في تقديم صور للتراتبية الديمقراطية ومظهرها، تسابق الحلفاء لتمكين بعض الأقليات حتى وإن كانوا آحاداً في أي مجتمع، تسابق الحلفاء في تمثيل جماعات الضغط في حكوماتهم أو برامجهم الحكومية حتى لو كان موضوعهم غير ذي أولولة أو أهمية، المهم أن جماعات الضغط الغربية تسكت عن حكوماتها وتتقبل الحلفاء معتقدة أن شعوب العالم امتثلت لقيمها مثلما امتثلت أحزابها المحلية.
و لا داعيَ لذكر الأمثلة منعاً للإحراج، آه.. ونسيت أن أقول إن تلك القيم ليست بالضرورة مقبولة أو صحيحة أو هي في صالح المجتمعات الشرقية التي تنبتها إرضاء لجماعات الضغط الغربية، إنما هي تبادل أدوار مع الأحزاب الغربية فقط والاثنان يعرفان أن صورا شكلية من تلك القيم بإمكانها إسكات الجماعات.
إلى أن وصلنا إلى تمكين المثليين، إلى هنا والضغط يلامس الوريد بالنسبة للمجتمعات الشرقية، إلى هنا وتكون الكأس قد طفحت في محاولات استرضاء جماعات الضغط اليسارية، إلى هنا والمجتمعات الشرقية يمكن أن تقلب الطاولة على الجميع إن هي شعرت بأي محاولة «لفرض» هذه القيمة تحديداً بأي وسيلة كانت، أنت هنا لامست العقيدة والأديان السماوية كلها، إلى هنا وأنت لامست الأعراف، ولامست التقاليد، فإن شعرت تلك المجتمعات بأن ضغوطا عليها لتقبل هذه «القيمة» بربطها بأي من المصالح المشتركة، فإن كل الصور المتفق عليها والتي سكتت عنها ستنسف من أساسها.
فالمجتمعات الشرقية تعي تماما ورادارها قوي جداً وحساس لأي محاولة ضغط سلطوية، هي تعي تماماً محاولات تسرب وتسلل هذه القيم من خلال القوى الناعمة وزرعها في ذهنية الأطفال في الدراما وفي البرامج وفي لعب الأطفال وفي رموز الهاتف كي يتقبلها ويشعر أنها أمور عادية.
فأياً كانت درجة تقبلنا وتعايشنا مع قيم الآخرين حتى وإن اختلفنا معها، إلا أننا لا نقبل أن تفرض علينا أو تربط بأي من مصالحنا، إلى هنا والمصلحة تلغى أيا كانت أهميتها، ولا نسمح لأطفالنا أن يبلعوا طعمها.
* ملاحظة:
«قيم» هنا لا تعني مفهوم الثمن المرتفع للمبادئ، وقيمة لا تعني أننا نتحدث عن مبادئ قيمة، بل تعني مجموعة المبادئ التي يقدرها شخص ما، أو جماعة ما، بغض النظر عن قيمتها أو تقبلها عند الآخر.