تحكي القصة أن رجلاً كان يقف على شاطئ أحد الأنهار وفجأة سمع صوت استغاثة، التفت ليرى شخصاً يجرفه التيار القوي، ألقى هذا الرجل نفسه في النهر وسبح ليستخرج الرجل الغارق ويجري عليه الإسعافات الأولية بما فيها التنفس الصناعي وبالتالي أنقذ حياته.
بعدها سمع الرجل صرخة مشابهة، وتكرر الموقف إذ هناك عدة أشخاص وقعوا في النهر وجرفهم التيار، وكان الرجل «المنقذ» يلقي بنفسه في النهر ويسبح ويخرجهم ويسعفهم، فأنقذ بذلك حياة العديد منهم.
لكن الذي كان يستغربه الرجل هو أنه كلما أنقذ شخصاً وجد شخصاً آخر يجرفه التيار القوي في النهر، وأنه الوحيد الموجود على الشاطئ لينقذهم، وبعد عدة محاولات للإنقاذ كلما سمع صراخ شخص ما انهارت قوى الرجل وبدأ الإجهاد يظهر عليه وكانت اللحظة الحاسمة حينما قفز إلى الماء لينقذ شخصاً آخر، فإذا بطاقته الجسدية تخذله وتهاوى صمود عضلاته فتوقفت حركته قسراً ونزل جسده إلى قاع النهر غارقاً وسط تزايد صرخات الناس الغارقين الذين لن يجدوا شخصاً غيره لينقذهم.
غرق الرجل الذي أنقذ كثيراً من الغارقين، غرق ولم يعرف لماذا كلما أنقذ شخصاً وجد آخرين يسقطون في النهر، ولو أنه حاول التوقف لحظة والتفكير بـ«سبب» سقوط هذا الكم من البشر لوجد أن هناك فتحة كبيرة في معبر للمشاه فوق النهر، فتحة لم تكن واضحة للعيان وكانت كما الفخ الذي يسقط فيه الناس دون أن ينتبهوا، ولو أنه أدرك «سبب» السقوط لكان بالإمكان إغلاق هذه الفتحة ولكان بالإمكان تجنب سقوط مزيد من البشر، ولتجنب هو نفسه الجهد والإرهاق جراء تكرار عمليات الإنقاذ بإلقاء نفسه بالنهر، ولتجنب بالتالي الموت تعباً مع استمرار مشكلة سقوط الناس.
المغزى من هذه القصة الرمزية التي تورد في كثير من المراجع الإدارية يتمثل في أحد أهم أساليب «علاج الأزمات» أو «حل المشكلات» وهو التركيز على «معالجة السبب لا النتيجة»؛ إذ الجهود التي تبذل لمعالجة النتائج هي بمثابة «ردة فعل» يفرض علينا تطور النتائج طرائق التحرك وأساليب المعالجة، وهي عملية قد تستمر مدة طويلة بنفس «آلية التكرار» التي تشابه رمي المنقذ لنفسه في مياه النهر مراراً وتكراراً، وفي النهاية تم هدر طاقته وجهده ومات واستمرت المشكلة، لكن الجهود التي تبذل لمعرفة سبب المشكلة وإنهائها ومعالجتها هي التي تحكم على إنهاء هذه المشكلة أو تلك بشكل نهائي وتوفر الوقت والجهد والأهم تحمي الإنسان من الانهيار جراء «التكرار غير المؤثر على المدى البعيد».
في مواجهة أزمة كورونا أثبتت البحرين قدرتها على احتواء الوضع في مراحل «حساسة» جداً، ظننا خلالها أن الوضع تعقد وأن الأرقام ستزيد بصورة مخيفة، هذه المراحل تم التعامل فيها بأسلوب «معالجة السبب» بعد قضاء وقت في «معالجة النتيجة» بشكل عاجل، لكن العودة لـ«المسببات» كانت «المرحلة المفصلية» التي جعلت الأرقام تنزل وجعلت «يد التحكم والسيطرة» في التعامل مع الوضع لدى الجهات المسؤولة، ما يعني النجاح في حماية الناس وتقليل الإصابات والوفيات وبالضرورة تقنين الجهود والتضحيات المبذولة ومنح طواقم العمل المختلفة دفقات من التحفيز؛ لأنهم يرون نتيجة عملهم والإنجاز الذي حققوه عبر حماية الوطن والناس.
معالجة الأسباب أساس إنهاء المشاكل والأزمات وهو الطريق الأصح للتحكم بالنتائج.
بعدها سمع الرجل صرخة مشابهة، وتكرر الموقف إذ هناك عدة أشخاص وقعوا في النهر وجرفهم التيار، وكان الرجل «المنقذ» يلقي بنفسه في النهر ويسبح ويخرجهم ويسعفهم، فأنقذ بذلك حياة العديد منهم.
لكن الذي كان يستغربه الرجل هو أنه كلما أنقذ شخصاً وجد شخصاً آخر يجرفه التيار القوي في النهر، وأنه الوحيد الموجود على الشاطئ لينقذهم، وبعد عدة محاولات للإنقاذ كلما سمع صراخ شخص ما انهارت قوى الرجل وبدأ الإجهاد يظهر عليه وكانت اللحظة الحاسمة حينما قفز إلى الماء لينقذ شخصاً آخر، فإذا بطاقته الجسدية تخذله وتهاوى صمود عضلاته فتوقفت حركته قسراً ونزل جسده إلى قاع النهر غارقاً وسط تزايد صرخات الناس الغارقين الذين لن يجدوا شخصاً غيره لينقذهم.
غرق الرجل الذي أنقذ كثيراً من الغارقين، غرق ولم يعرف لماذا كلما أنقذ شخصاً وجد آخرين يسقطون في النهر، ولو أنه حاول التوقف لحظة والتفكير بـ«سبب» سقوط هذا الكم من البشر لوجد أن هناك فتحة كبيرة في معبر للمشاه فوق النهر، فتحة لم تكن واضحة للعيان وكانت كما الفخ الذي يسقط فيه الناس دون أن ينتبهوا، ولو أنه أدرك «سبب» السقوط لكان بالإمكان إغلاق هذه الفتحة ولكان بالإمكان تجنب سقوط مزيد من البشر، ولتجنب هو نفسه الجهد والإرهاق جراء تكرار عمليات الإنقاذ بإلقاء نفسه بالنهر، ولتجنب بالتالي الموت تعباً مع استمرار مشكلة سقوط الناس.
المغزى من هذه القصة الرمزية التي تورد في كثير من المراجع الإدارية يتمثل في أحد أهم أساليب «علاج الأزمات» أو «حل المشكلات» وهو التركيز على «معالجة السبب لا النتيجة»؛ إذ الجهود التي تبذل لمعالجة النتائج هي بمثابة «ردة فعل» يفرض علينا تطور النتائج طرائق التحرك وأساليب المعالجة، وهي عملية قد تستمر مدة طويلة بنفس «آلية التكرار» التي تشابه رمي المنقذ لنفسه في مياه النهر مراراً وتكراراً، وفي النهاية تم هدر طاقته وجهده ومات واستمرت المشكلة، لكن الجهود التي تبذل لمعرفة سبب المشكلة وإنهائها ومعالجتها هي التي تحكم على إنهاء هذه المشكلة أو تلك بشكل نهائي وتوفر الوقت والجهد والأهم تحمي الإنسان من الانهيار جراء «التكرار غير المؤثر على المدى البعيد».
في مواجهة أزمة كورونا أثبتت البحرين قدرتها على احتواء الوضع في مراحل «حساسة» جداً، ظننا خلالها أن الوضع تعقد وأن الأرقام ستزيد بصورة مخيفة، هذه المراحل تم التعامل فيها بأسلوب «معالجة السبب» بعد قضاء وقت في «معالجة النتيجة» بشكل عاجل، لكن العودة لـ«المسببات» كانت «المرحلة المفصلية» التي جعلت الأرقام تنزل وجعلت «يد التحكم والسيطرة» في التعامل مع الوضع لدى الجهات المسؤولة، ما يعني النجاح في حماية الناس وتقليل الإصابات والوفيات وبالضرورة تقنين الجهود والتضحيات المبذولة ومنح طواقم العمل المختلفة دفقات من التحفيز؛ لأنهم يرون نتيجة عملهم والإنجاز الذي حققوه عبر حماية الوطن والناس.
معالجة الأسباب أساس إنهاء المشاكل والأزمات وهو الطريق الأصح للتحكم بالنتائج.