تغريدة الأستاذ أحمد الجار الله التي طلب فيها من رئيس وزرائهم الاتصال برئيس وزراء البحرين وسؤاله عن ماذا فعل كي تنجح البحرين في مواجهة «كورونا»؟ تغريدة أثارت جدلاً واسعاً في البحرين، ولست بصدد إعادة محور الجدل فيها، ولكن سأقف عند ما لفتت له انتباهنا بأننا حتى نحن كبحرينيين لم نعرف بعد تفاصيل الدور الذي قام به سمو رئيس الوزراء الشيخ سلمان بن حمد تحديداً كقائد ومدير للأزمة في الحرب على «الكورونا»؟.
فمنذ بداية الجائحة إلى يومنا عرفنا عن «فريق البحرين الوطني» التفاصيل الكثيرة، عرفنا تفاصيل الكادر الطبي أو الصحي، والخدمات المرافقة من المختبرات إلى الإسعاف إلى دور الأمن ورجاله.. عرفنا أداء المستشفيات البحرينية سواء العسكري أو السلمانية أو الملك حمد أو حتى تفاصيل المستشفيات الخاصة التي تم تسخيرها للمواجهة... إلخ.
إنما لم نعرف تفاصيل الاجتماع الأول الذي اتخذ فيه سمو ولي العهد أهم القرارات لمواجهة أخطر حرب واجهت البشرية في العصر الحالي.
ما هو القرار رقم واحد الذي اتخذ في اللحظة الأولى؟ من حضر الاجتماع؟ كيف تشكلت غرفة الحرب؟ وتفاصيل أخرى تحكي أهم قصة نجاح في فترة تولي سموه مهمة مواجهة هذا العدو الذي هز عروش العالم وأنظمتها.
فقد حرص الخطاب الإعلامي الصادر من مكتب سموه ومنذ اليوم الأول على أن يعيد الفضل للفريق الوطني لا لشخصه، وعدا عن بعض الصور التي نشرت تحمل عناوين تدور حول الثقة في سموه، فقط لا غير، لم يتحدث أحد عنه بالتفصيل، وقد يكون ذلك بتوجيه منه، أن يكون التركيز على الفريق لا عليه فلم نعرف تفاصيل كيفية إدارته للأزمة.
جاءت تغريدة الأستاذ أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية لتنبهنا إلى فقرنا في توثيق قصص نجاحاتنا الخاصة جداً، وفي إبراز مصدر من أهم مصادر قوتنا، ألا وهو قدرة «القيادة البحرينية» على إدارة الأزمات، المسألة لا علاقة لها بالاستعراض أو بالمديح الإعلامي الممجوج، نحن نتحدث عن سمعة دولة ودور قائد أدار حرباً حقيقية وخرج منتصراً فيها بالرغم من كبوتنا حين دخل المتحور الهندي للبحرين، وخسائرنا الكبيرة التي منينا بها، إلا أن البحرين لم تخرج من تلك الكبوة فقط، بل خرجت أفضل من قبل وسبقت الجميع بنتائجها ولله الحمد، وأياً كان ما قلنا عن كل العناصر التي أدت لهذا النجاح من وعي للشعب البحريني، والتزامه بالقانون، ومن تطوعه للعمل، ومن مهارة الفريق الوطني البحريني الأصيل ووو.. إلا أن دور سمو ولي العهد ورئيس الوزراء كقائد للفريق لم يأخذ حقه إلى الآن إعلامياً، كي تكون تلك القصة درساً من دروس فن إدارة الأزمات، نستخدمه للتعلم والاقتداء، وللترويج للبحرين كقيادة ودولة.
فتعامل سموه مع الجائحة «كحرب» كان القرار رقم واحد، وهنا تنقلب كل المعايير وتسخر لهذا الواقع الجديد كل الإمكانيات.
ثم تعامله مع الكبوة التي حصلت تعامل قائد عسكري حصل التفاف على جيشه وخسر فيها مواقع ثم أدار تلك الكبوة باقتدار، وعلى فكرة المتحور الهندي دخل دول أخرى أكبر وأكثر قدرة مادياً من البحرين، ولم تتمكن من تجاوز خطورته بالسرعة والاقتدار اللذين فعلتهما البحرين، لقد تجاوزناها خلال أربعين يوماً بنتائج أفضل مما كنا عليه، المسألة تتعلق بمهارات قيادية وبعناصر أخرى غير المادة.
تغريدة «الجار الله» نبهتنا إلى أهمية توثيق وحفظ وتدوين دور سمو رئيس الوزراء منذ اليوم الأول.
الصمت لا يجدي في كل حالة، وفي البحرين تحديداً دفعنا غالياً ثمن هذه السياسة، بالنظرة لنا على أننا الحلقة الأضعف، وهذا غير صحيح.
البحرين تحديداً تحتاج إلى أن تبرز نفسها كدولة ونظام وإدارة إعلامياً، فهذا يقود إلى مزيد من الثقة ومزيد من القناعة بنا وبقدراتنا، وقياداتنا مطالبة بأن تساهم في تعريف العالم بها من منظور إعلامي رصين بحرفية عالية لا بمنظور احتفائي.
مواجهة الجائحة درس جديد آخر يدرس في الكليات والجامعات ومراكز الأبحاث، المسألة لها علاقة بتوثيق وبتثبيت الرواية للتاريخ عن الكيفية التي بالإمكان أن تدير بها دولة صغيرة في مواجهة حرب عالمية مع عدو مجهول وبإمكانيات مادية أقل من محيطنا، وبظرف خرجت فيه البحرين للتو لتتعافى اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً من بعد أزمة شديدة مرت بها البلاد، هل هناك أحد يستهين بحجم هذه التحديات؟
إن جئتم للحق فتجارب القيادة البحرينية في إدارة العديد من الأزمات التاريخية تجارب تدرس قياساً بحجم التحديات والتهديدات وحجم الإمكانيات وآن أوان إبرازها للأجيال الحالية وللتاريخ، دعونا نروِ تاريخنا بلساننا لا أن يروى بلسان غيرنا.
{{ article.visit_count }}
فمنذ بداية الجائحة إلى يومنا عرفنا عن «فريق البحرين الوطني» التفاصيل الكثيرة، عرفنا تفاصيل الكادر الطبي أو الصحي، والخدمات المرافقة من المختبرات إلى الإسعاف إلى دور الأمن ورجاله.. عرفنا أداء المستشفيات البحرينية سواء العسكري أو السلمانية أو الملك حمد أو حتى تفاصيل المستشفيات الخاصة التي تم تسخيرها للمواجهة... إلخ.
إنما لم نعرف تفاصيل الاجتماع الأول الذي اتخذ فيه سمو ولي العهد أهم القرارات لمواجهة أخطر حرب واجهت البشرية في العصر الحالي.
ما هو القرار رقم واحد الذي اتخذ في اللحظة الأولى؟ من حضر الاجتماع؟ كيف تشكلت غرفة الحرب؟ وتفاصيل أخرى تحكي أهم قصة نجاح في فترة تولي سموه مهمة مواجهة هذا العدو الذي هز عروش العالم وأنظمتها.
فقد حرص الخطاب الإعلامي الصادر من مكتب سموه ومنذ اليوم الأول على أن يعيد الفضل للفريق الوطني لا لشخصه، وعدا عن بعض الصور التي نشرت تحمل عناوين تدور حول الثقة في سموه، فقط لا غير، لم يتحدث أحد عنه بالتفصيل، وقد يكون ذلك بتوجيه منه، أن يكون التركيز على الفريق لا عليه فلم نعرف تفاصيل كيفية إدارته للأزمة.
جاءت تغريدة الأستاذ أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية لتنبهنا إلى فقرنا في توثيق قصص نجاحاتنا الخاصة جداً، وفي إبراز مصدر من أهم مصادر قوتنا، ألا وهو قدرة «القيادة البحرينية» على إدارة الأزمات، المسألة لا علاقة لها بالاستعراض أو بالمديح الإعلامي الممجوج، نحن نتحدث عن سمعة دولة ودور قائد أدار حرباً حقيقية وخرج منتصراً فيها بالرغم من كبوتنا حين دخل المتحور الهندي للبحرين، وخسائرنا الكبيرة التي منينا بها، إلا أن البحرين لم تخرج من تلك الكبوة فقط، بل خرجت أفضل من قبل وسبقت الجميع بنتائجها ولله الحمد، وأياً كان ما قلنا عن كل العناصر التي أدت لهذا النجاح من وعي للشعب البحريني، والتزامه بالقانون، ومن تطوعه للعمل، ومن مهارة الفريق الوطني البحريني الأصيل ووو.. إلا أن دور سمو ولي العهد ورئيس الوزراء كقائد للفريق لم يأخذ حقه إلى الآن إعلامياً، كي تكون تلك القصة درساً من دروس فن إدارة الأزمات، نستخدمه للتعلم والاقتداء، وللترويج للبحرين كقيادة ودولة.
فتعامل سموه مع الجائحة «كحرب» كان القرار رقم واحد، وهنا تنقلب كل المعايير وتسخر لهذا الواقع الجديد كل الإمكانيات.
ثم تعامله مع الكبوة التي حصلت تعامل قائد عسكري حصل التفاف على جيشه وخسر فيها مواقع ثم أدار تلك الكبوة باقتدار، وعلى فكرة المتحور الهندي دخل دول أخرى أكبر وأكثر قدرة مادياً من البحرين، ولم تتمكن من تجاوز خطورته بالسرعة والاقتدار اللذين فعلتهما البحرين، لقد تجاوزناها خلال أربعين يوماً بنتائج أفضل مما كنا عليه، المسألة تتعلق بمهارات قيادية وبعناصر أخرى غير المادة.
تغريدة «الجار الله» نبهتنا إلى أهمية توثيق وحفظ وتدوين دور سمو رئيس الوزراء منذ اليوم الأول.
الصمت لا يجدي في كل حالة، وفي البحرين تحديداً دفعنا غالياً ثمن هذه السياسة، بالنظرة لنا على أننا الحلقة الأضعف، وهذا غير صحيح.
البحرين تحديداً تحتاج إلى أن تبرز نفسها كدولة ونظام وإدارة إعلامياً، فهذا يقود إلى مزيد من الثقة ومزيد من القناعة بنا وبقدراتنا، وقياداتنا مطالبة بأن تساهم في تعريف العالم بها من منظور إعلامي رصين بحرفية عالية لا بمنظور احتفائي.
مواجهة الجائحة درس جديد آخر يدرس في الكليات والجامعات ومراكز الأبحاث، المسألة لها علاقة بتوثيق وبتثبيت الرواية للتاريخ عن الكيفية التي بالإمكان أن تدير بها دولة صغيرة في مواجهة حرب عالمية مع عدو مجهول وبإمكانيات مادية أقل من محيطنا، وبظرف خرجت فيه البحرين للتو لتتعافى اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً من بعد أزمة شديدة مرت بها البلاد، هل هناك أحد يستهين بحجم هذه التحديات؟
إن جئتم للحق فتجارب القيادة البحرينية في إدارة العديد من الأزمات التاريخية تجارب تدرس قياساً بحجم التحديات والتهديدات وحجم الإمكانيات وآن أوان إبرازها للأجيال الحالية وللتاريخ، دعونا نروِ تاريخنا بلساننا لا أن يروى بلسان غيرنا.