عمل ممنهج ومدروس ما تقوم به البحرين عبر أجهزتها المختلفة بشأن التصدي لوباء كورونا، والنتيجة حاضرة أمامنا اليوم عبر وصول عدد الإصابات اليومية والوفيات لأرقام جداً متدنية مما أتاح المجال لإعادة فتح كثير من المرافق وانتعاش السياحة من جديد وشعور الناس باستعادة حياتهم الطبيعية شيئاً فشيئاً.
ورغم كل المؤشرات الإيجابية إلا أن الحذر موجود والحرص يُلمس بوضوح من خلال الإجراءات التي تتخذها الحكومة وعدم المسارعة للتحول كلياً إلى اللون الأخضر دون مراعاة لنوعية الأيام القادمة التي تتضمن عطلَ ومناسبات ما يعني احتمالات كبيرة للتجمعات والمخالطات، بالتالي ما تم اتخاذه هدفه حماية الإنسان أولاً، وثانياً عدم تضييع الجهود الكبيرة التي بذلت والحرص على عدم العودة لتلك النقطة التي كانت لها آثارها السلبية والنفسية على الجميع حينما تصاعدت حدة أرقام الإصابات والوفيات.
الآن أمامنا شهر هام جداً، فيه لابد من الحفاظ على المستوى الآمن الذي وصل إليه المجتمع، لابد وأن تقل أعداد الإصابات في مقابل ضرورة ارتفاع نسب التطعيم وأعداد الذين تلقوا الجرعتين والجرعة المنشطة وكذلك التطعيم في صفوف صغار السن، فالهدف في هذه المرحلة الوصول لمناعة مجتمعية عبر الخيار الأفضل وهو التحصن والتطعيم بدل الاعتماد على التعافي والتشافي إثر الإصابة.
لماذا هذا الشهر مهم؟! لأنني شخصياً أرى وأجزم بأن غالبية كبيرة تتفق معي أن أكثر المتضررين بسبب وباء كورونا كانوا أطفالنا والناشئة فيما يتعلق بالتحصيل العلمي، إذ نحن نتحدث الآن بعد عامين من الدراسة التي فرض الفيروس عليها أن تكون عبر المنصات الإلكترونية دون الحضور الشخصي للمدارس، وهذه الخطوة برغم أنها كانت حلاً لمواجهة ما فرضه الفيروس من عوائق إلا أن عائدها المعرفي بالنسبة للطلبة «نسبي»، إذ لا يمكن إطلاقاً أن نقارن الدراسة الميدانية بالدراسة عبر التطبيقات الإلكترونية، إذ أبسط الاختلافات تكمن في صعوبة المتابعة المباشرة والتأكد من استيعاب الطالب والتزامه، وكذلك عملية التقييم والاختبارات ومدى دقتها في قياس تطور الطلبة.
وعليه فإن الترقب بعد شهر أغسطس مرتبط بعودة أبنائنا للمدارس سواء الحكومية والخاصة، ما يعني عودة الحركة التعليمية لما كانت عليه وتواجد الطلبة ميدانياً في مدارسهم، ما يعني انتهاء الأمور المرتبطة بالتعليم عن بُعد وتداعيات ذلك سواء على الطلبة أو عوائلهم وحتى أفراد السلك التعليمي في المؤسسات المختلفة.
حالة السيطرة على انتشار الفيروس مطلوبة، والتراخي الآن من خلال التساهل في المسؤولية الشخصية للأفراد خلال الأيام القادمة أمر يجب الحذر منه، فالضرر سيقع مجدداً لو تهاونا وعلى أصعدة مختلفة، يكفي المثال الذي أوردته هنا بشأن عودة الطلبة للمدارس ليجعلنا نفكر بحجم خسارتهم طوال عامين وأنه بات ضرورياً استعادتهم لحياتهم التعليمية بشكلها الطبيعي المعتاد.