لأكثر من ثلاثة عقود استمات كارهو هذا الوطن لإبعاد إيران عن المشهد، وجاهدوا بكل ما أمكنهم لنفي الارتباط الإيراني بمحاولات اختطاف البحرين، وظنوا أنهم بمجرد «الكلام» سيقنعون العالم بأن ما حصل في بلادنا لا علاقة له أبدا بأطماع إيران وإصرارها على اعتبار بلادنا ولاية تابعة لها.
لو يفني الانقلابيون حياتهم كلها وهم ينفون ارتباطهم بإيران، وهم يدعون إخلاصهم وولاءهم لهذا البلد فلن يصدقهم عاقل ومنصف، إذ لا نحتاج إلى أن نتعب أنفسنا في فضح هذا الارتباط «الواضح» أصلاً، فمن «يُعري» الطابور الخامس في البحرين هم الإيرانيون أنفسهم.
طهران نفسها تكشف كل يوم عن مدى وثاقة ارتباطها بمواليها في البحرين والذي وصل أفراد منهم للتضرع والتوسل وممارسة طقوس التقديس في حضرة الخامنائي نفسه.
مسكين من سيصدق بألا علاقة لإيران بما يحصل في البحرين، فالانقلابيون أنفسهم يعرفون تماماً كيف هو الارتباط، واسألوا من اعتاش على دعم إيران له في الثمانينيات من جيل سابق، واسألوا «جائبي» الأرض أقصاها وأدناها من الجيل اللاحق، اسألوهم عن الدعم الإيراني السخي المقدم لهم بشرط إنجاز المهمة وسرقة البحرين.
إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تهتم بالبحرين بشكل يومي، وتحديداً تهتم بتأليب الحراك الطائفي عبر شق الصفوف، وكل أمر آخر يخدمها، وكأن ما يحصل في بلادنا شأن داخلي إيراني محض.
القنوات الإيرانية هي أكثر القنوات في العالم التي تطرقت للشأن البحريني وقدمته بالطريقة التي تخدم أطماعها في بلادنا، بل عناصر المعارضة وداعمو الانقلاب والمحرضون على الدولة سجلوا رقماً قياسياً في ظهورهم اليومي على القنوات الإيرانية أمام ظهورهم في القنوات الأخرى، وطبعاً لتجنب زعل الإيرانيين وصف «الخليج العربي» لا يأتي على لسانهم، ويقولون بعدها نحن عروبيون والبحرين عربية!
ما يسمى بحركة «أحرار البحرين» الموجودة في لندن، يرأسها شخص كان رئيساً لتحرير صحيفة إيرانية لمدة تزيد على العقد! ومكتبه في مبنى تابع لمؤسسة إيرانية مرتبطة بالنظام! وندواته لا تكاد تخلو خلفياتها من العلم الإيراني! وموارده المالية والصرف الذي صرفه على رفقائه السابقين منهم عناصر وفاقية ورفقائه الحاليين لا تحتاج لمحقق خطير حتى يكتشف منبعها. «أحرار البحرين» بالكلام، و»أتباع إيران» بالقول والفعل!
قيادي وفاقي يبلع لسانه ويتصبب عرقاً في برنامج تلفزيوني فقط لأن المحاور سأله عن تبعيته للولي الفقيه الإيراني، لم يقدر على النفي، ولم يمتلك شجاعة الإقرار، فقط صرخ وقال: وما دخل إيران؟! تعرفون تماماً ماذا يدخل إيران في الموضوع من أساسه. وغيرها من شواهد تربط بجلاء التابع بالمتبوع.
أبداً إيران ليس لها علاقة بالبحرين أبداً، فقط مئات التصريحات من مسؤولين رسميين أو شخصيات بارزة إيرانية تتحدث عن البحرين، إما بأسلوب دعم الانقلاب أو ادعاء أن البحرين ولاية إيرانية، ناهيكم عن الدعم المادي وتهريب الأسلحة والتدريب المسلح، وكل هذا ولا علاقة لإيران بما يحصل لدينا!
واليوم تحاول إيران عبر مسؤوليها أن تصور للعالم بأنها لا تعرف شيئاً عن البحرين، وألا علاقة لها باستهدافنا طوال تلكم العقود.