المضحك المبكي هو حين قارب الستار على الانسدال وانتهاء مسرحية «إيران المعتدلة» ومسلسل «إيران المخلصة والمنقذة للشيعة في كل العالم» بعد انكشاف زيفها وثورة الشيعة عليها لسوء استغلالهم يحاول البعض تسويقها من جديد في المنطقة!!
ألا يرون مدى حساسية الشعوب العربية من كل من له علاقة بإيران من قريب أو بعيد؟ ألا يرون أن هناك رفضاً شعبياً سريعاً لأي محاولة لدخول إيران من الشباك بعد أن طردها الشعب البحريني من الباب؟
عن أي احتواء لإيران تتحدثون؟ عن أي مفاوضات واتفاق نووي؟ أنتم في عالم اللالالاند، هناك ثورات شعبية لطرد المحتل الإيراني في العالم العربي يموت فيها خيرة شبابنا وأنتم تحاولون إقناع أنفسكم أن في إيران جناحاً معتدلاً سيجلس معكم على طاولة للحديث عن مشروع لم يكتمل، وتتجاهلون مشروعاً مكتملاً وينزف دماً؟
ألا تعون أن فشل محاولة 2011 الانقلاب على الدستور في البحرين كان بسبب الرفض الشعبي لها، لا بسبب التدخل الخليجي أو درع الجزيرة أو أي من الأسباب التي توهم بها التقارير الأمريكية نفسها؟ ألا ترون أنه يوجد لدى البحرينيين الآن توجس واستنفار لمحاولة إعادة التحالف بين فلول التبعية الإيرانية والسفارات الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص؟ فالحقيقة التي لا بد من أن ينتبه لها أن هذا التحالف الأمريكي الإيراني هو ضد الشعوب العربية لا ضد الأنظمة.
هذه الحقائق يجب أن يعيها ثلاثة أطراف، الطرف الأول هو الغرب ممثلاً في الأحزاب اليسارية التي تتوهم فكرة احتواء إيران والتحالف معها ومع أتباعها، مثل إدارة بادين والأحزاب اليسارية الأوروبية.
فثورة الجنوب العراقي على الوجود الإيراني حقيقة لا جدال عليها دفع ثمن رفض إيران في العراق شباب في عمر الزهور من الطائفة الشيعية الأحرار، قتلهم القناصة من الحشد الشعبي وأطلق عليهم الرصاص الحي، وكذلك طرد أهالي قرية الشوفا اللبنانية لعناصر حزب الله الذين أرادوا استخدامهم دروعاً بشرية وهي قرية جنوبية درزية وشيعية هو إعلان رفض لحزب الله، وليس دفاعاً عن إسرائيل، وكذلك رفض السوريين للوجود الإيراني، الشعوب والشيعة تحديداً هم من يرفضون أي نفوذ إيراني، تلك الحقائق هي التي تحدد مستقبل التمدد الإيراني كما تحدد مستقبل الخونة الذين فتحوا لهم الباب وجعلوهم أسياداً عليهم وأخيراً ستحدد موقفنا كشعوب من حلفاء إيران.
الطرف الثاني هم النظام الإيراني نفسه، فلن يكون لإيران موطئ قدم مستقر في الدول العربية، والقلة التي تعاونت معكم هي في موضع حصار وتلقي الغضب من الشعوب العربية ومن الطائفة الشيعية نفسها على ما قامت به من قتل وفساد في الأرض وتدمير من أجل أن تحكم هي وتستفيد هي كما يحدث في العراق ولبنان، وهما أفظع مثال وصورة حية للتحكم الإيراني على العرب، شيعة العرب هم من يثور على إيران الآن في العواصم العربية الثلاث ولن يطول الأمر إلا وستلحقهم اليمن الرابعة إن هم تخلصوا من تحالفهم مع الإخوان.
أما الطرف الثالث الذي يجب أن يعي تلك الحقائق فهم المتعاونون مع الاحتلال الإيراني، هؤلاء الآن هم في مواجهة شعوب المنطقة بعد ثمانية عشر عاماً من التمدد والتوسع والاحتلال الإيراني لأوطانهم، وجد الخونة أنفسهم الآن في مواجهة الشعوب العربية بما فيهم شيعة العرب الأشراف، فالقادم أفظع وأكثر حدة.
ثلاثة أطراف حاولت فرض جسم غريب على الدول العربية بقوة السلاح وبدعم غربي، ففقدت البيئة الحاضنة وفقدت الطائفة الشيعية إيمانها وقناعتها بعدالة ومصداقية الفقيه الإيراني، وأي محاولة للتحايل أو التذاكي أو الاعتقاد بأننا نسينا محاولة لن تبوء بالفشل فحسب، بل ستفتح جروحاً نريد غلقها وتجاوزها، وستحدد موقفنا من أي حليف.