صدق أو لا تصدق؛ إذ هي ليست دعابة على الإطلاق، بل بالفعل هنالك جامعة عالمية مرموقة ولها عدة أفرع حول العالم، واسمها جامعة «الهامبورغر»، وعلى فكرة الالتحاق بها عملية صعبة جداً وليست متاحة لأي شخص.
هذه الجامعة تأسست عام ١٩٦١ وهي تابعة لشركة «ماكدونالدز» العالمية الشهيرة بصناعة سندويتشات الهامبورغر والتي تأسست بدورها في عام ١٩٤٠، ويقع مقرها في ولاية شيكاغو الذي تم الانتقال له من المقر السابق في أوك بروك إلينوي، والمقر الحالي كان الاستوديو الخاص بتصوير برنامج أوبرا وينفري الشهير.
نعم «ماكدونالدز» لديها جامعة، وهذه الجامعة مقامة على مساحة تبلغ ١٣٠ ألف قدم مربع، وتخرج سنوياً ما يقارب الـ٥٣٠٠ متدرب يدرسون أسبوعياً بواقع ٣٢ ساعة، وبلغ مجموع المتخرجين منها حتى يومنا هذا قرابة ٣٥٠ ألف متدرب، وتضم ١٣ غرفة تدريس تتضمن ٣٠٠ مقعد و١٢ غرفة تعليم تفاعلي و٣ مطابخ بالإضافة لتوافر الدراسة عبر ٢٨ لغة حية حول العالم.
بل قد يستغرب بعضكم بأن هذه الجامعة «الهامبورغرية» افتتحت فروعاً عالمية لها، ففي طوكيو تقع مكاتبها في ناطحة سحاب، بينما تتواجد أفرع لها في لندن وميونخ وساوباولو وشنغهاي وموسكو.
والمثير هنا بأن الدخول لهذه الجامعة صعب جداً من خلال نسبة القبول، رغم أن الدراسة فيها مجانية لمن يتم قبوله حيث تقتسم الجامعة الرسوم مع أصحاب الفروع التي تفوق الـ٣٠ ألف فرع على امتداد ١٢١ دولة مبلغ التحاق الموظفين التابعين لهذه الفروع بالجامعة.
طيب، وما الذي تدرسه جامعة «الهامبورغر» هذه؟! هل هي الوصفات الشهيرة لصناعة السندويشات التي يطلبها أكثر من ٧٠ مليون شخص يومياً حول العالم ويعمل على إعدادها أكثر من ٣٠٠ ألف موظف، بما تحقق مدخولاً سنوياً يصل إلى ٢٥ مليار دولار؟!
في الواقع «جامعة الهامبورغر» هذه التي قد يستخف البعض باسمها أوجدتها الشركة الشهيرة «ماكدونالدز» بهدف تثبيت اسمها بقوة كأشهر مطاعم الوجبات السريعة من خلال أشخاص مؤهلين على مستوى الإدارتين العليا والوسطى وكذلك الموظفين في خدمة العملاء وخط الإنتاج، إذ آمن مؤسسو هذه الشركة بأن عمليتي «التعليم والتدريب» هما أساس الديمومة والاستمرارية بل هما الطريق لتبوء الصدارة والمواقع المميزة على خارطة التنافس، والأهم الثبات والبقاء دون التوجس من خطر الإغلاق تحت أية ظروف كانت.
الاستثمار في العنصر البشري لدى شركة تملك أحد أكبر سلاسل المطاعم حول العالم دفعها لإنشاء هذه الجامعة وتوسع نشاطاتها لعدة فروع عالمية لتمكن موظفيها من الحصول على شهادات ذات قيمة نتيجة دراسة عديد من المناهج واكتساب فنون ومهارات متقدمة في الإدارة والاقتصاد. فالملتحق بجامعة الهامبورغر هذه إضافة إلى تدريبه العملي سيتعلم فن الإدارة وإدارة العمليات والأعمال، بالإضافة إلى علم الجودة وخدمة العملاء وحل المشاكل وإدارة الأزمات، مع توسيع مداركهم في شأن التسويق والابتكار والإبداع.
أساس جامعة الهامبورغر هذه يرتكز على رؤية ورسالة ومبادئ وقيم يجب أن يتمثل بها كل طالب فيها، ومن ثم عليه أن يطبقها خلال عمله في سلسلة هذه المطاعم، وقد يستفيد منها بالضرورة في أي عمل تجاري آخر لو قرر مغادرة المجموعة.
الفكرة من هذه السطور ليست استعراض أحد أبرز نقاط قوة شركة ضخمة مثل «ماكدونالدز» كمثال يورد هنا، بل للدلالة والتأكيد على أهمية الاستثمار في العنصر البشري، وأهمية التركيز على تعليم وتدريب الكوادر وتأهيلها وتطويرها في حال أردنا ضمان الاستمرار والديمومة في عالم تنافسي متغير لا يرحم التخاذل أو التكاسل أو الاستهتار.
{{ article.visit_count }}
هذه الجامعة تأسست عام ١٩٦١ وهي تابعة لشركة «ماكدونالدز» العالمية الشهيرة بصناعة سندويتشات الهامبورغر والتي تأسست بدورها في عام ١٩٤٠، ويقع مقرها في ولاية شيكاغو الذي تم الانتقال له من المقر السابق في أوك بروك إلينوي، والمقر الحالي كان الاستوديو الخاص بتصوير برنامج أوبرا وينفري الشهير.
نعم «ماكدونالدز» لديها جامعة، وهذه الجامعة مقامة على مساحة تبلغ ١٣٠ ألف قدم مربع، وتخرج سنوياً ما يقارب الـ٥٣٠٠ متدرب يدرسون أسبوعياً بواقع ٣٢ ساعة، وبلغ مجموع المتخرجين منها حتى يومنا هذا قرابة ٣٥٠ ألف متدرب، وتضم ١٣ غرفة تدريس تتضمن ٣٠٠ مقعد و١٢ غرفة تعليم تفاعلي و٣ مطابخ بالإضافة لتوافر الدراسة عبر ٢٨ لغة حية حول العالم.
بل قد يستغرب بعضكم بأن هذه الجامعة «الهامبورغرية» افتتحت فروعاً عالمية لها، ففي طوكيو تقع مكاتبها في ناطحة سحاب، بينما تتواجد أفرع لها في لندن وميونخ وساوباولو وشنغهاي وموسكو.
والمثير هنا بأن الدخول لهذه الجامعة صعب جداً من خلال نسبة القبول، رغم أن الدراسة فيها مجانية لمن يتم قبوله حيث تقتسم الجامعة الرسوم مع أصحاب الفروع التي تفوق الـ٣٠ ألف فرع على امتداد ١٢١ دولة مبلغ التحاق الموظفين التابعين لهذه الفروع بالجامعة.
طيب، وما الذي تدرسه جامعة «الهامبورغر» هذه؟! هل هي الوصفات الشهيرة لصناعة السندويشات التي يطلبها أكثر من ٧٠ مليون شخص يومياً حول العالم ويعمل على إعدادها أكثر من ٣٠٠ ألف موظف، بما تحقق مدخولاً سنوياً يصل إلى ٢٥ مليار دولار؟!
في الواقع «جامعة الهامبورغر» هذه التي قد يستخف البعض باسمها أوجدتها الشركة الشهيرة «ماكدونالدز» بهدف تثبيت اسمها بقوة كأشهر مطاعم الوجبات السريعة من خلال أشخاص مؤهلين على مستوى الإدارتين العليا والوسطى وكذلك الموظفين في خدمة العملاء وخط الإنتاج، إذ آمن مؤسسو هذه الشركة بأن عمليتي «التعليم والتدريب» هما أساس الديمومة والاستمرارية بل هما الطريق لتبوء الصدارة والمواقع المميزة على خارطة التنافس، والأهم الثبات والبقاء دون التوجس من خطر الإغلاق تحت أية ظروف كانت.
الاستثمار في العنصر البشري لدى شركة تملك أحد أكبر سلاسل المطاعم حول العالم دفعها لإنشاء هذه الجامعة وتوسع نشاطاتها لعدة فروع عالمية لتمكن موظفيها من الحصول على شهادات ذات قيمة نتيجة دراسة عديد من المناهج واكتساب فنون ومهارات متقدمة في الإدارة والاقتصاد. فالملتحق بجامعة الهامبورغر هذه إضافة إلى تدريبه العملي سيتعلم فن الإدارة وإدارة العمليات والأعمال، بالإضافة إلى علم الجودة وخدمة العملاء وحل المشاكل وإدارة الأزمات، مع توسيع مداركهم في شأن التسويق والابتكار والإبداع.
أساس جامعة الهامبورغر هذه يرتكز على رؤية ورسالة ومبادئ وقيم يجب أن يتمثل بها كل طالب فيها، ومن ثم عليه أن يطبقها خلال عمله في سلسلة هذه المطاعم، وقد يستفيد منها بالضرورة في أي عمل تجاري آخر لو قرر مغادرة المجموعة.
الفكرة من هذه السطور ليست استعراض أحد أبرز نقاط قوة شركة ضخمة مثل «ماكدونالدز» كمثال يورد هنا، بل للدلالة والتأكيد على أهمية الاستثمار في العنصر البشري، وأهمية التركيز على تعليم وتدريب الكوادر وتأهيلها وتطويرها في حال أردنا ضمان الاستمرار والديمومة في عالم تنافسي متغير لا يرحم التخاذل أو التكاسل أو الاستهتار.