كم كان مؤلماً مشهد مئات وربما آلاف الأفغان، وهم يركضون تحت وحول طائرة عسكرية أمريكية تهم بالإقلاع، ويتشبثون بعجلاتها وبكل شيء يمكن التشبث به أملاً في الهروب، وكأنهم يحاولون الالتحاق بالسفينة قبل الطوفان.
الجيش الأفغاني الذي بنته وجهزته ودربته القوات الأمريكية على مدار عشرين سنة وتعداده 300 ألف فرد، تبخر واستسلم لحظة دخول طالبان إلى المدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى، لأنه لا يقاتل من أجل قضية أو عقيدة عسكرية.
لقد غزت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان في أكتوبر 2001 بعيد اعتداءات 11سبتمبر 2001م للإطاحة بحركة طالبان، بسبب إيوائها أسامة بن لادن ولشخصيات متهمة بالضلوع في تلك الهجمات، وقد بلغ عدد تلك القوات حتى العام 2011م أكثر من 100 ألف جندي، ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة براون في عام 2019، فإن الولايات المتحدة قد أنفقت حوالي 978 مليار دولار على التواجد في افغانستان، إضافة إلى نحو 44 مليار دولار أنفقت على مشاريع إعادة الإعمار. ولكن من دون جدوى تذكر، حيث لم يتحقق أي هدف من أهداف الغزو، ولذلك كان لابد من الانسحاب الذي اتخذ شكل الهروب الذي لا يليق بالقوة الأولى في العالم، تعبيراً عن فشل استراتيجي وعسكري وسياسي واستخباراتي، بما أظهر هذ الانسحاب وكأنه هزيمة في ساحة حرب تكتسحها قوات لا تمتلك من الأسلحة إلا القليل القليل.
وباختصار، عشرون عاماً من الاحتلال ولكن النتيجة النهاية كانت عوداً على بدء: انسحاب للقوات الأمريكية والغربية، وعودة طالبان بسرعة ويسر غير مسبوقين في تاريخ الحروب والمواجهات.
وبغض النظر عن مآلات الوضع في الأيام المقبلة، وتطوراته السياسية والعسكرية، فإن ما يهمنا هنا هو استخلاص بعض أهم النتائج من الدرس الأفغاني:
أولاً: أن الغزو والاحتلال والتعدي على استقلال البلدان وسيادتها، لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، مهما كانت الشعارات المرفوعة لتبرير ذلك الغزو: (محاربة الإرهاب -القضاء على أسلحة الدمار الشامل ...). فنهاية الاستعمار حتمية، وفقاً لدرس التاريخ.
ثانياً: إن التشبث بالاستعمار، وخدمته والتعاون معه غالباً ما تكون نهايته وخيمة، حيث رأينا كيف تهرب تلك الكائنات المنبوذة، بمجرد انسحاب قوات الاحتلال، فأي حياة يمكن أن يعيشها هؤلاء في المستقبل، بعد أن يتم إجلاؤهم بعيداً عن أوطانهم!!؟؟
ثالثاً: إن الدول الغربية جميعها، تتحرك وفقاً لمصالحها الاستراتيجية، فليس لها أصدقاء دائمون، وإنما لها فقط مصالح دائمة، وقد أكد لنا الدرس الأفغاني مجدداً، كيف يمكن أن يتخلى الغرب عن أصدقائه وحلفائه في لحظة واحدة من لحظات التاريخ الملتبسة، عندما تقتضي مصالحه ذلك، فيترك أصدقاءه في العراء، من دون غطاء عسكري أو سياسي، ليواجهوا مصيرهم، ولنتذكر هنا، سلسلة الدروس، من شاه إيران إلى الرئيس أشرف غني..
الجيش الأفغاني الذي بنته وجهزته ودربته القوات الأمريكية على مدار عشرين سنة وتعداده 300 ألف فرد، تبخر واستسلم لحظة دخول طالبان إلى المدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى، لأنه لا يقاتل من أجل قضية أو عقيدة عسكرية.
لقد غزت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان في أكتوبر 2001 بعيد اعتداءات 11سبتمبر 2001م للإطاحة بحركة طالبان، بسبب إيوائها أسامة بن لادن ولشخصيات متهمة بالضلوع في تلك الهجمات، وقد بلغ عدد تلك القوات حتى العام 2011م أكثر من 100 ألف جندي، ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة براون في عام 2019، فإن الولايات المتحدة قد أنفقت حوالي 978 مليار دولار على التواجد في افغانستان، إضافة إلى نحو 44 مليار دولار أنفقت على مشاريع إعادة الإعمار. ولكن من دون جدوى تذكر، حيث لم يتحقق أي هدف من أهداف الغزو، ولذلك كان لابد من الانسحاب الذي اتخذ شكل الهروب الذي لا يليق بالقوة الأولى في العالم، تعبيراً عن فشل استراتيجي وعسكري وسياسي واستخباراتي، بما أظهر هذ الانسحاب وكأنه هزيمة في ساحة حرب تكتسحها قوات لا تمتلك من الأسلحة إلا القليل القليل.
وباختصار، عشرون عاماً من الاحتلال ولكن النتيجة النهاية كانت عوداً على بدء: انسحاب للقوات الأمريكية والغربية، وعودة طالبان بسرعة ويسر غير مسبوقين في تاريخ الحروب والمواجهات.
وبغض النظر عن مآلات الوضع في الأيام المقبلة، وتطوراته السياسية والعسكرية، فإن ما يهمنا هنا هو استخلاص بعض أهم النتائج من الدرس الأفغاني:
أولاً: أن الغزو والاحتلال والتعدي على استقلال البلدان وسيادتها، لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، مهما كانت الشعارات المرفوعة لتبرير ذلك الغزو: (محاربة الإرهاب -القضاء على أسلحة الدمار الشامل ...). فنهاية الاستعمار حتمية، وفقاً لدرس التاريخ.
ثانياً: إن التشبث بالاستعمار، وخدمته والتعاون معه غالباً ما تكون نهايته وخيمة، حيث رأينا كيف تهرب تلك الكائنات المنبوذة، بمجرد انسحاب قوات الاحتلال، فأي حياة يمكن أن يعيشها هؤلاء في المستقبل، بعد أن يتم إجلاؤهم بعيداً عن أوطانهم!!؟؟
ثالثاً: إن الدول الغربية جميعها، تتحرك وفقاً لمصالحها الاستراتيجية، فليس لها أصدقاء دائمون، وإنما لها فقط مصالح دائمة، وقد أكد لنا الدرس الأفغاني مجدداً، كيف يمكن أن يتخلى الغرب عن أصدقائه وحلفائه في لحظة واحدة من لحظات التاريخ الملتبسة، عندما تقتضي مصالحه ذلك، فيترك أصدقاءه في العراء، من دون غطاء عسكري أو سياسي، ليواجهوا مصيرهم، ولنتذكر هنا، سلسلة الدروس، من شاه إيران إلى الرئيس أشرف غني..