أدرك العالم بأسره، ولا سيما المتابعين للمشهد في مختلف بقاع الأرض أن نعمة الأمن هي العنصر الأساس لاستقرار الأوطان والنهوض بها على كل الأصعدة، وصار من المؤكد أن غياب الأمن يستحيل معه البناء والنمو والإنجاز، وإن توافرت كافة الإمكانات الأخرى؛ فانعدام الأمن يعني ضياع الأوطان وهدم مقدراتها والسرد يطول لوصف مظاهر الفوضى وضياع الحقوق في كل صوره عند ضياع الأمن. والواقع أن خير من يقدر قيمة النعمة هو فاقدها، كما أن غياب النور يسببالظلام الدامس، وأهل الحكمة والحنكة لهم دورهم في صون نعمة الأمن بكل اقتدار. وهكذا هو معالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الموقر حفظه الله وسدد خطاه.
والمتتبع للتطور الكبير الذي شهدته وزارة الداخلية منذ تولي معاليه المسؤولية يرى بوضوح المنهجية العلمية التي تنتهجها الوزارة بمختلف إداراتها وأقسامها وفق معايير عالية تحفظ لجميع المواطنين والمقيمين حقوقهم وتحقق لهم العيش الآمن في دولة المؤسسات والقانون وفق الإرادة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والتي ينفذها بكل اقتدار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر نرى التطور الكبير في إدخال تقنية المعلومات في كافة تعاملات الوزارة مع المواطنين والمقيمين وزوار المملكة، ما سرّع إتمام كافة التعاملات ورفع مستوى الأداء وفق كافة المؤشرات. وكذلك إنشاء إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية والاقتصادية لمواكبة التغيرات الدولية والقيام بالمسؤولية بالوجه الذي يليق بالمكانة المتميزة التي تتبوؤها مملكة البحرين على الخارطة الدولية.
وعلى صعيد آخر اعتماد الوزارة على مبدأ الشفافية في القضايا الأمنية بما كشف للعالم أجمع زيف الادعاءات المغرضة التي يطلقها البعض بهدف النيل من سمعة البحرين بين الأمم بين الفينة والأخرى. والمتابع لعمل الأجهزة الأمنية لا يملك إلا الإشادة بدورها الإيجابي الفاعل في حفظ الأمن وتمكين كافة المواطنين والمقيمين من ممارسة كافة نشاطاتهم المشروعة، ولنا في موسم عاشوراء الذي انقضى أفضل مثل.
إن الوزارة لا تعمل بشكل منفرد ولكنها امتداد للنسيج الوطني المتماسك وهذا ما يؤكده التعاون الدائم بين المواطنين والمؤسسات والمنظمات والجمعيات وكافة الجهات مع المؤسسة الأمنية على اختلاف درجات التعاون والتنسيق.
والواقع أن هذا كله لم يأت من فراغ، ولكن هناك مصنع للرجال البواسل ويضخ من الكوادر الأمنية المؤهلة والمزودة بأرقى العلوم القانونية والحقوقية والشرطية والإدارية إلى كافة قطاعات الوزارة، وهذا المصنع ليس سوى الأكاديمية الملكية للشرطة التي باتت تضاهي مؤسسات التعليم العالي محلياً وخارجياً، من حيث جودة مخرجاتها علمياً وعملياً.
فالأكاديمية تقوم بتزويد الوزارة بالكفاءات المؤهلة لتحمل المسؤولية في كافة الأجهزة والإدارات والأقسام التابعة للوزارة لمواصلة العمل على صون المكتسبات الوطنية وتنميتها في بلد المحبة والتسامح والسلام.
وتجدر الإشارة إلى المعسكر الصيفي السنوي الذي تقيمه الأكاديمية الملكية للشرطة الذي يستفيد منه المئات من أبناء البحرين من أجل تنشئة سليمة تساعدهم في شق طريقهم نحو النجاح والتميز بكل إصرار وثبات. ومن اللافت للنظر تكليف مجموعة من خيرة الشباب في الوزارة للإشراف المباشر على طلبة المعسكر الصيفي.
وفي ختام كلمتي أود أن أتقدم بجميل التحية لمعالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الموقر وكافة منتسبي الوزارة على دورهم المشهود به لحفظ أمن واستقرار المملكة، وأدعو الله العلي القدير أن يعين معاليه على مواصلة تحمل هذه المسؤولية الكبيرة وهو أهل لها، وأن يوفقه في التوجيه بإعداد وتأهيل مزيد من الكفاءات الأمنية ليكونوا الدرع الحصين للوطن ضد أي من التحديات الأمنية ضباطاً وأفراداً.