كثيرة هي الأخبار الجميلة التي تمر مرور الكرام ولا تلقى اهتماماً كافياً يليق بها من قبلنا كإعلاميين وكمؤثرين، بالرغم من أننا ومجمتعنا البحريني في أمسّ الحاجة لها.

لا نعتني بها إعلامياً ولا حتى اجتماعياً، بالرغم من أنها تبرز صورة البحرينيين كشعب جميل راق معطاء يفزع وقت الحاجة للمحتاج، والتكافل عنده تلقائي وعفوي وكأنها سمة مغروسة في جينات البحريني.

ما عدا الخبر الذي نشر في الخامس من شهر سبتمبر بعنوان "بدعم سخي من بيت التمويل الكويتي.. وزير العدل: صرف ثلاثة ملايين ونصف مليون دينار لـ"سهم الغارمين" في 2021" فلم تقم أي جهة إعلامية بالاهتمام أو إبراز الجهد الذي بذل في هذا المشروع الضخم، والنتائج المحفزة لاستمراره.

ما وجدنا التقارير التلفزيونية التي بإمكانها أن تصنع من هذا المحتوى قصة نجاح بحرينية، ولا اهتم بها أحد من أصحاب الحسابات المشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكم كانت ستكون قصة جميلة للنشر تعكس قصة ناجحة إعلامياً لو أننا سلطنا الضوء على البحرين حين تتكافل، البحرين حين يجتمع الجهد الرسمي بالجهد الشعبي، والبحرين حين تقرر تفعل ولا تقول.

مشروع كبير جداً نفذه صندوق الزكاة بالتعاون مع وزارة العدل وبإشراف الوزير نفسه الذي كان له دور كبير في التواصل مع الدائنين ومخاطبتهم عبر أعضاء مجالس إدارات البنوك من أجل التنازل عن ديون المعسرين الذين تنطبق عليهم الشروط.

هذا التحرك الرسمي ليس من المهام المطلوبة منه رسمياً لكنها مطلوبة منه إنسانياً، وقد قام به بصفة شخصية واستطاع أن يحقق أرقاماً كبيرة من فك العسرة عن المئات.

أعضاء مجالس الإدارة الذين تجاوبوا معه ألا يستحقون الشكر منا ويستحقون أن تُعرف أسماؤهم لشكرهم وتكريمهم على الأقل من قبل المجتمع البحريني؟

فريق عمل في صندوق الزكاة تواصل مع العديد من الدائنين لعقد التفاوض معهم للوصول إلى تسويات، وضع قاعدة بيانات للمعسرين ووضع الشروط والمعايير ومطابقتها ألا يستحقون أن نشكرهم؟

ثلاثة ملايين ونصف مليون دينار تم سدادها هذا العام أليس خبراً يستأهل الاحتفاء به بالقدر الذي يستحقه؟

ما يقارب الـ1000 مدين تم سداد دينهم، الجزء الأكبر منهم هذا العام فقط ما يزيد عن 350 على مدى السنوات الأربع الماضية 2100 ملف تنفيذي تم إغلاقه، البنوك تنازلت مشكورة عن مليون ونصف المليون دينار بحريني، بنوك تبرعت وعلى رأسها بيت التمويل الكويتي الذي تبرع بملبغ سخي جداً جزاه الله ألف خير هو وبقية المساهمين.

كم تمنيت أن أرى تقريراً مصوراً يعمل بحرفية ومهنية عالية ويلامس الجانب الإنساني من الفرحة التي دخلت 350 بيتاً بحرينياً نتيجة إزاحة جبل الهم الذي كان يقبع على أكتفاهم، ليتنا نسمع بكاء الفرح للعديد من الذين اتصلوا ليتأكدوا أن الخبر صحيح أم لا؟ حين تم إبلاغهم بدفع دينهم وإطلاق سراحهم أو وقف تنفيذ الحكم عليهم.

الآن هذه دعوة لكل جهة إعلامية رسمية أو غير رسمية وعلى وسائل التواصل أن يتنافسوا في إخراج عمل مصور يبرز هذا المشروع كي نرى جمال أرواحنا وطبيعتنا البحرينية الرائعة.

تقدير هذا الجهد وتكريم كل من ساهم فيه هو أقل ما يقدم لا من أجل من عمل على هذا العمل الجليل فحسب وهم يستحقون، بل من أجل تحفيز الآخرين؛ لأن المشروع مستمر، "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".