اليمن ذلك البلد الهش الذي مزقت أطرافه الحروب والنعرات والقبليات وتداعى فيه شتى أنواع الجهل والمرض والجوع، إضافة إلى أن المنظمات الإرهابية اتخذت من اليمن ملاذاً لها؛ لأن اليمن لا يعرف سوى لغة السلاح، فسيطرت عليه آفات التطرف والإرهاب والفكر الضال. 30 عاماً قضاها اليمن في حكم الطاغية علي عبدالله صالح فجعل من الشعب اليمني شعباً يقدم له وجبات التخدير، حتى إن الصبي ما إن يبلغ العاشرة من عمره إلا وجسمه يبدأ يتشبع بمادة القات المخدر، فانتهى التعليم وحل محله الجهل والمرض والجوع، حتى بدأت الدول العظمى تتطلع إلى هذا البلد المنكوب، فأشعلت فتيل الحرب الطائفية بين فئة الحوثي والسلطة الشرعية وأوعزت الدول العظمى للعدو الأوحد إيران التدخل ومناصرة جماعة الحوثي المتطرفة الإرهابية، وقامت بإرسال خبراء عسكريين للإشراف على تدريب أفراد مليشياته وزودتهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة للضرب والاعتداء على الأراضي السعودية ومطاراتها المدنية ومنشآتها النفطية، كل ذلك على مرأى ومسمع من الدول العظمى ومجلس الأمن دون تحريك ساكن، بل تمدهم في الخفاء بشتى أنواع الأسلحة حتى أضحى الشعب اليمني المنكوب تحت خط الصفر من الجوع والألم رغم المساعدات الإنسانية التي ترسلها المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي من مساعدات غذائية وطبية وخلافه، والتي غالباً ما تقع في أيدي الحوثيين، والآن تمضي قرابة الست سنوات على هذه الحرب دون أن يظهر أي مؤشر لنهايتها، ورغم اتفاقيات الرياض وعدن لإنهاء هذه الحرب فإن الدول الكبرى لا تريد إنهاءها ورغم ما بذلته المملكة العربية السعودية من جهود مكثفة لاحتواء هذه الحرب فإن الحوثي المدعوم من إيران يستمر في الاعتداءات على السعودية والأمم المتحدة تنظر وتشاهد، ولكن لا حياة لمن تنادي، فمتى تنوي أمريكا وحلفاؤها نهاية حرب اليمن، وإنقاذ شعب اليمن المسكين؟
* كاتب ومحلل سياسي
* كاتب ومحلل سياسي