قرأت بمرارة ممزوجة بالألم تصريح وزارة الخارجية الأمريكية على تويتر الذي أبدت فيه انزعاجها من مقتل أحد زعماء مسلمي الروهينغا في بنغلاديش وقالت إن العالم سيتذكر محب الله كمدافع شجاع وقوي عن حقوق الإنسان لمسلمي الروهينغا في جميع أنحاء العالم.
فها هي أمريكا راعية حقوق الإنسان قد انزعجت من مقتل مسلم من الروهينغا بينما لم نرَها تنزعج أو تدافع عن آلاف المهجرين والمقتولين من ذات الأقلية المضطهدة في ميانمار والتي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ سنوات دون بواكي لهم.
ولمن لا يعرف محب الله الأركاني فهو ناشط حقوقي من أبرز المدافعين عن حقوق المسلمين الروهينغا ورئيس جمعية السلام وحقوق الإنسان لروهينغيا أراكان، وكان يقيم في أحد مخيمات المهجرين ببنغلاديش عندما قام مجهولين باستهدافه أثناء خروجه من مكتبه واغتياله، نحسبه عند الله شهيداً.
لكن ما أثار دهشتي في هذه الواقعة رد فعل أمريكا التي لديها معايير خاصة في قضايا حقوق الإنسان، فترى أحدهم أجدر بالانزعاج وملايين لا يرمش لها جفن عند قتلهم وتهجيرهم، ولم أعرف ما السر وراء هذه التغريدة ولماذا هذا الرجل المسلم بالذات، ولماذا لم تتخذ أمريكا إجراءات صارمة وقاسية ضد حكومة ميانمار وغيرها من أصدقائها الذين ينتهكون حقوق الإنسان بأكثر صور الانتهاكات بشاعة على مدار سنوات، مثلما فعلت مع دول أخرى؟!
وبينما قتلت أمريكا ملايين البشر حول العالم، لم يرد اسمها أبداً في سجلات الدول الإجرامية الكبرى، بل إن شخصيات مثل هتلر تتضاءل جرائمه أمام تاريخ أمريكا الأسود في انتهاكات حقوق الإنسان منذ نشأتها وحتى نشر هذا المقال.
معايير حقوق الإنسان بالنسبة لأمريكا تنحصر في أتباعها ومن تتوافر لديهم الخصائص الفريدة للإنسان من المنظور الأمريكي، فالقتل والتهجير والانتهاكات تحدث كل يوم في شتى بقاع الأرض، لكن يجب أن تحظى بمعايير الجودة الأمريكية حتى يطلق عليها لقب «حقوق الإنسان».
وللأسف هناك كثيرون يرون في أمريكا جنة حقوق الإنسان، رغم أنها تنتهك حتى حقوق مواطنيها وتصنف بعضهم بحسب لون البشرة في التعاطي مع قضاياهم، فلاهي حافظت على حقوق الإنسان الأمريكي، ولا دافعت عن حقوق غيره من البشر، بل إنها تتجاوز حقوق الإنسان وتطبق عقوبتها وتنزل لعناتها على الذين خرجوا من تصنيفها الإنساني، فهل سنعرف يوماً من هو الإنسان الذي تقصده أمريكا وتحاول أن تصون حقوقه، وما هي مقاييس هذا الإنسان لكي يستطيع البشر تفصيل رداء مناسب ترضى عنه أمريكا.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية
فها هي أمريكا راعية حقوق الإنسان قد انزعجت من مقتل مسلم من الروهينغا بينما لم نرَها تنزعج أو تدافع عن آلاف المهجرين والمقتولين من ذات الأقلية المضطهدة في ميانمار والتي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ سنوات دون بواكي لهم.
ولمن لا يعرف محب الله الأركاني فهو ناشط حقوقي من أبرز المدافعين عن حقوق المسلمين الروهينغا ورئيس جمعية السلام وحقوق الإنسان لروهينغيا أراكان، وكان يقيم في أحد مخيمات المهجرين ببنغلاديش عندما قام مجهولين باستهدافه أثناء خروجه من مكتبه واغتياله، نحسبه عند الله شهيداً.
لكن ما أثار دهشتي في هذه الواقعة رد فعل أمريكا التي لديها معايير خاصة في قضايا حقوق الإنسان، فترى أحدهم أجدر بالانزعاج وملايين لا يرمش لها جفن عند قتلهم وتهجيرهم، ولم أعرف ما السر وراء هذه التغريدة ولماذا هذا الرجل المسلم بالذات، ولماذا لم تتخذ أمريكا إجراءات صارمة وقاسية ضد حكومة ميانمار وغيرها من أصدقائها الذين ينتهكون حقوق الإنسان بأكثر صور الانتهاكات بشاعة على مدار سنوات، مثلما فعلت مع دول أخرى؟!
وبينما قتلت أمريكا ملايين البشر حول العالم، لم يرد اسمها أبداً في سجلات الدول الإجرامية الكبرى، بل إن شخصيات مثل هتلر تتضاءل جرائمه أمام تاريخ أمريكا الأسود في انتهاكات حقوق الإنسان منذ نشأتها وحتى نشر هذا المقال.
معايير حقوق الإنسان بالنسبة لأمريكا تنحصر في أتباعها ومن تتوافر لديهم الخصائص الفريدة للإنسان من المنظور الأمريكي، فالقتل والتهجير والانتهاكات تحدث كل يوم في شتى بقاع الأرض، لكن يجب أن تحظى بمعايير الجودة الأمريكية حتى يطلق عليها لقب «حقوق الإنسان».
وللأسف هناك كثيرون يرون في أمريكا جنة حقوق الإنسان، رغم أنها تنتهك حتى حقوق مواطنيها وتصنف بعضهم بحسب لون البشرة في التعاطي مع قضاياهم، فلاهي حافظت على حقوق الإنسان الأمريكي، ولا دافعت عن حقوق غيره من البشر، بل إنها تتجاوز حقوق الإنسان وتطبق عقوبتها وتنزل لعناتها على الذين خرجوا من تصنيفها الإنساني، فهل سنعرف يوماً من هو الإنسان الذي تقصده أمريكا وتحاول أن تصون حقوقه، وما هي مقاييس هذا الإنسان لكي يستطيع البشر تفصيل رداء مناسب ترضى عنه أمريكا.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية