بعض المثقفين والمبدعين الذين مروا بتجارب مؤلمة كالحبس خرجوا من مبنى السجن، ولكنهم عجزوا أن يخرجوا من حبسهم، احتباسهم الحراري أصبح داخلهم بإرادتهم وبقرارهم.
تمر السنون والأعوام والأيام ويتبدل حال الدنيا من حولهم ويتغير الوضع، وتفتح لهم أبواب الدنيا ويعاد لهم اعتبارهم المعنوي، لكن أمنهم وحريتهم لا تعود، يبقون سجناء للأسباب وللماضي وللتاريخ الذي بنى لهم أفكارهم ومعتقداتهم، يطوقهم ماضيهم لا إيماناً به، إنما خوفاً من فتح نوافذهم فيرون ما فاتهم.
لا أعلم ما هي الأدلة والبراهين والإثباتات التي يستند إليها بعض المثقفين حين يصدرون حكماً بأن الشعوب الخليجية لا تريد أنظمة الحكم فيها؟ ألا يرون ويسمعون تمنيات الشعوب العربية وأحلامهم بأن يحملوا جنسية هذه الدول الخليجية؟ لماذا تظنون وهم أبناء الشمال وهم أبناء العروبة والنضال والكفاح المسلح وغير المسلح يفضلون ويتمنون العيش في الدول الخليجية تحت ظل الأنظمة «الرجعية» كما يسمونها وتحت سماء يحكم أرضها قبائل بدوية؟!! لماذا بظنكم يحجون الآن للدول الخليجية ويتمنون أن يعيشوا فيها؟
المضحك أنهم يحتفون بأي خليجي يطعن في الأنظمة الخليجية ويمنحونه الأوسمة باعتباره لم يتنازل عن «مبادئه» و»قيمه»، يشجعون كل خليجي يدعو للإطاحة بالأنظمة الخليجية بيد ويقدمون طلبات التجنيس عند هذه الدول باليد الأخرى!
هل لأنهم هم لا يريدونها، هل لأن هناك مطالب واحتياجات وعدالة منتقصة، ضع إصبعك على دولة خالية منها؟
الأغرب أن من يصدر مثل هذه الأحكام على جدارة الأنظمة الخليجية من عدمها، هو مواطن يحصل على أكثر من 70% من خدماته وهو جالس في بيته وعبر هاتفه النقال، وتعلم ودرس وتعالج مجاناً، ودواؤه يصله لباب بيته إن أراد دون أن يدفع فلساً واحداً، وحظي بالتكريم الرسمي والشعبي في بلده تحت ظل تلك الأنظمة التي حكم بأن الناس لا تريدها، والأهم أنه يكتب ويبدع وينتج تحت ظل هذه الأنظمة ومازال حتى الآن أمد الله في عمره.
يظل ابن آدم يطالب بالأفضل ويظل الإنسان يطالب بالأكثر إنما لا يعني ذلك أن المواطن لا يريد هذا النظام الذي هو قادر على انتقاده، ذلك حكم واستنتاج خطير جربته شعوب أطاحت بأنظمتها وتعلمت أن إكمال الناقص لا يكون بالتصفير أبداً، وأن النظرة الواقعية لا تعني التنكر للمبادئ وللقيم، بل العكس فإصدار أحكام غير عادلة على تلك الأنظمة ينتهك ويدوس على أهم القيم الإنسانية التي يتمسك بها وهي قيمة «الإنصاف».
انتقد وطالب بالمزيد واعترض على الأخطاء وعلى النقص وعلى سوء الإدارة كن شجاعاً لا في نقدك إنما كن شجاعاً إن استطعت فانصف حينها فقط ستفك أسر قيدك.
تمر السنون والأعوام والأيام ويتبدل حال الدنيا من حولهم ويتغير الوضع، وتفتح لهم أبواب الدنيا ويعاد لهم اعتبارهم المعنوي، لكن أمنهم وحريتهم لا تعود، يبقون سجناء للأسباب وللماضي وللتاريخ الذي بنى لهم أفكارهم ومعتقداتهم، يطوقهم ماضيهم لا إيماناً به، إنما خوفاً من فتح نوافذهم فيرون ما فاتهم.
لا أعلم ما هي الأدلة والبراهين والإثباتات التي يستند إليها بعض المثقفين حين يصدرون حكماً بأن الشعوب الخليجية لا تريد أنظمة الحكم فيها؟ ألا يرون ويسمعون تمنيات الشعوب العربية وأحلامهم بأن يحملوا جنسية هذه الدول الخليجية؟ لماذا تظنون وهم أبناء الشمال وهم أبناء العروبة والنضال والكفاح المسلح وغير المسلح يفضلون ويتمنون العيش في الدول الخليجية تحت ظل الأنظمة «الرجعية» كما يسمونها وتحت سماء يحكم أرضها قبائل بدوية؟!! لماذا بظنكم يحجون الآن للدول الخليجية ويتمنون أن يعيشوا فيها؟
المضحك أنهم يحتفون بأي خليجي يطعن في الأنظمة الخليجية ويمنحونه الأوسمة باعتباره لم يتنازل عن «مبادئه» و»قيمه»، يشجعون كل خليجي يدعو للإطاحة بالأنظمة الخليجية بيد ويقدمون طلبات التجنيس عند هذه الدول باليد الأخرى!
هل لأنهم هم لا يريدونها، هل لأن هناك مطالب واحتياجات وعدالة منتقصة، ضع إصبعك على دولة خالية منها؟
الأغرب أن من يصدر مثل هذه الأحكام على جدارة الأنظمة الخليجية من عدمها، هو مواطن يحصل على أكثر من 70% من خدماته وهو جالس في بيته وعبر هاتفه النقال، وتعلم ودرس وتعالج مجاناً، ودواؤه يصله لباب بيته إن أراد دون أن يدفع فلساً واحداً، وحظي بالتكريم الرسمي والشعبي في بلده تحت ظل تلك الأنظمة التي حكم بأن الناس لا تريدها، والأهم أنه يكتب ويبدع وينتج تحت ظل هذه الأنظمة ومازال حتى الآن أمد الله في عمره.
يظل ابن آدم يطالب بالأفضل ويظل الإنسان يطالب بالأكثر إنما لا يعني ذلك أن المواطن لا يريد هذا النظام الذي هو قادر على انتقاده، ذلك حكم واستنتاج خطير جربته شعوب أطاحت بأنظمتها وتعلمت أن إكمال الناقص لا يكون بالتصفير أبداً، وأن النظرة الواقعية لا تعني التنكر للمبادئ وللقيم، بل العكس فإصدار أحكام غير عادلة على تلك الأنظمة ينتهك ويدوس على أهم القيم الإنسانية التي يتمسك بها وهي قيمة «الإنصاف».
انتقد وطالب بالمزيد واعترض على الأخطاء وعلى النقص وعلى سوء الإدارة كن شجاعاً لا في نقدك إنما كن شجاعاً إن استطعت فانصف حينها فقط ستفك أسر قيدك.