تحدث الكاتب الأمريكي هربرت شيللر في كتابه: «المتلاعبون بالعقول» عن أشكال التضليل والوعي المعلب، ودورهما في تغريب الإنسان عن ذاته وعن مجتمعه. وبالرغم من أن هذا الكلام، قد مضى عليه أكثر من نصف قرن، فإن التطورات الحاصلة في المجال الإعلامي، تؤكد وجاهته. بل أن الجديد أن التلاعب بأفكار الجمهور وفبركة الأحلام والاتجاهات، قد ارتقى إلى مستوى العلم الذي يدرس في الجامعات، وتشتغل عليه مراكز البحث والتأثير، وتتولى وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الجديدة، عملية التأثير لصناعة الرأي العام، وبناء الاتجاهات بكل الوسائل، حتى وإن كانت غير مهنية، أو غير أخلاقية، أو غير مشروعة، لأننا انتقلنا من زمن تراجع الموضوعية إلى زمن انعدامها، بفبركة الأخبار والصور والقصص. ويمكن أن نرصد وجهين فقط من تلك الصور:
الوجه الأول: يتعلق بانحراف الرسائل الإعلامية عن مسارها المعرفي والمهني والإنساني والقيمي: فإذا كان من الطبيعي أن يكون لوسائل الإعلام، بمختلف أشكالها، وظيفة التأثير على الجمهور، وبناء الاتجاهات والقيم، إلا أن المشكلة تبدأ عندما تتحول هذه الوظيفة إلى الفبركة التي تهدف إلى سلب الناس وعيهم، وبناء عالم بديل من الأوهام والاغتراب والأكاذيب. ويزداد هذا الوضع قوة في ضوء تطور تقنيات الاتصال ووسائل الإيهام والإقناع التي ما فتئت تتحسن لإيصال الرسائل إلى العقول والوجدان مباشرة. فأصبح حجم الرسائل التي يتعرض لها المتلقي هائلاً، وربما غير قابل للحصر، ليكون غارقاً معظم الوقت في هذه الفبركات والتوجيه الأيديولوجي، والتضليل أو التنكيل بالناس، خاصة مع طغيان الطابع السياسي الحزبي الملوث برائحة المال، مما جعل العديد من المنابر أو المنصات الإعلامية مفتقرة إلى المصداقية والنزاهة، وتبتلع بمرارة كل يوم ما يكتبه عدد ممن سيطرت على عقولهم الولاءات على حساب الموضوعية القيم، حتى أن الحقيقة لم تعد مهمة أصلاً، بقدر أهمية الهراء الذي يراد له أن يتحول بديلاً عن الحقيقة.
الوجه الثاني: يتعلق بفبركة الأوهام، أو ما يمكن أن نسميه ببيع الأوهام للناس، من خلال اقتراح مختصرات رمزية، للصعود الاجتماعي السريع، وفبركة الرغبات وتقديم عالم من العطالة السعيدة، والمنتجات العجائبية للسعادة والصحة والشباب الدائم...وعن طريق التراكم، وتكرار الرسائل يتم ترسيخ الأوهام.
ويمكن أن نمثل على هذا النوع من الفبركة المنهجية صورة المرأة في الإعلام، والتي تبقى محصورة داخل مجموعة من تلك الرسائل والصور المتكررة، ضمن خطاب لا يعترف بها إلا كأداة للذة أو كخادمة للمنزل، وكمسؤولة عن المنزل، وملابس زوجها وأولادها وإطعامهم.. وسواء في المكتب أم في المطبخ، أو على شاطئ البحر، فإن صورتها لا تتبدل: أنها عبدة لتلك النظرة النمطية، التي تتعقبها دائماً وتكرسها الرسائل الإعلامية والدعائية دون توقف، مهما جرى الادعاء بغير ذلك، في زمن التضليل والفبركة.
الوجه الأول: يتعلق بانحراف الرسائل الإعلامية عن مسارها المعرفي والمهني والإنساني والقيمي: فإذا كان من الطبيعي أن يكون لوسائل الإعلام، بمختلف أشكالها، وظيفة التأثير على الجمهور، وبناء الاتجاهات والقيم، إلا أن المشكلة تبدأ عندما تتحول هذه الوظيفة إلى الفبركة التي تهدف إلى سلب الناس وعيهم، وبناء عالم بديل من الأوهام والاغتراب والأكاذيب. ويزداد هذا الوضع قوة في ضوء تطور تقنيات الاتصال ووسائل الإيهام والإقناع التي ما فتئت تتحسن لإيصال الرسائل إلى العقول والوجدان مباشرة. فأصبح حجم الرسائل التي يتعرض لها المتلقي هائلاً، وربما غير قابل للحصر، ليكون غارقاً معظم الوقت في هذه الفبركات والتوجيه الأيديولوجي، والتضليل أو التنكيل بالناس، خاصة مع طغيان الطابع السياسي الحزبي الملوث برائحة المال، مما جعل العديد من المنابر أو المنصات الإعلامية مفتقرة إلى المصداقية والنزاهة، وتبتلع بمرارة كل يوم ما يكتبه عدد ممن سيطرت على عقولهم الولاءات على حساب الموضوعية القيم، حتى أن الحقيقة لم تعد مهمة أصلاً، بقدر أهمية الهراء الذي يراد له أن يتحول بديلاً عن الحقيقة.
الوجه الثاني: يتعلق بفبركة الأوهام، أو ما يمكن أن نسميه ببيع الأوهام للناس، من خلال اقتراح مختصرات رمزية، للصعود الاجتماعي السريع، وفبركة الرغبات وتقديم عالم من العطالة السعيدة، والمنتجات العجائبية للسعادة والصحة والشباب الدائم...وعن طريق التراكم، وتكرار الرسائل يتم ترسيخ الأوهام.
ويمكن أن نمثل على هذا النوع من الفبركة المنهجية صورة المرأة في الإعلام، والتي تبقى محصورة داخل مجموعة من تلك الرسائل والصور المتكررة، ضمن خطاب لا يعترف بها إلا كأداة للذة أو كخادمة للمنزل، وكمسؤولة عن المنزل، وملابس زوجها وأولادها وإطعامهم.. وسواء في المكتب أم في المطبخ، أو على شاطئ البحر، فإن صورتها لا تتبدل: أنها عبدة لتلك النظرة النمطية، التي تتعقبها دائماً وتكرسها الرسائل الإعلامية والدعائية دون توقف، مهما جرى الادعاء بغير ذلك، في زمن التضليل والفبركة.