في تغريدة له كتب سعادة النائب الأول لرئيس مجلس الشورى الأستاذ جمال فخرو خبر تلقيه دعوة من القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الأمريكية في البحرين لحضور احتفال السفارة بمرور 15 عاماً على توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع البحرين، لكنه وجه لوماً - غير مباشر - لبعض المسؤولين في المملكة، لغيابهم عن هذه الاحتفالية على الرغم من أهميتها.

وللعلم فإن حجم التبادل التجاري بين البحرين وأمريكا يشهد تصاعداً كبيراً وتكاد كفة ميزان التبادل التجاري أن تتساوى بين البلدين على الرغم من حجم اقتصاد أمريكا الهائل، حيث نشر مكتب الإحصاء الأمريكي – وليس البحرين – بيانات مفصلة عن حجم التبادل التجاري في العام المنصرم 2020، بإجمالي 1.52 مليار دولار، كانت واردات البحرين منها 885.5 مليون دولار، وصدرت البحرين لأمريكا في المقابل سلعاً بمبلغ 637.6 مليون دولار.

وتوضح البيانات أيضاً ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 21% على أساس سنوي وبنسبة 87.6% في شهر ديسمبر مقارنة بنظيره في عام 2019، وهذه الأرقام تعظم حجم التساؤلات حول غياب أهل التجارة والاقتصاد من المسؤولين في المملكة عن هذه الاحتفالية، وأين كانوا وما هو المبرر الذي لم يقدموه للمواطنين لتغيبهم عن مناسبة تعتبر فرصة لنمو التبادل التجاري بين البلدين ورفع حجم صادراتنا في مواجهة الواردات.

ويوضح موقع مجلس التنمية الاقتصادية أهمية أو مزايا اتفاقيات التجارة الحرة من حيث تسهيل التدفقات التجارية وتحفيز تدفق الاستثمارات الواردة، وتنمية قطاعات الصناعة والخدمات الرئيسية، وتشجيع تبادل الخبرات لخلق فرص عمل وتحفيز النمو، وأشدد هنا على موضوع «خلق فرص عمل»، لأن أي زيادة في الصادرات تعني زيادة في أعداد التوظيف وزيادة في دخل المملكة واستقراراً نسبياً لأهم مكونات المجتمع وهم الشباب الباحث عن وظيفة.

وبالرغم من اعتراضي الشديد على بعض سياسات الحكومة الأمريكية في تعاملها مع بعض الملفات السياسية والحقوقية وخاصة في الشرق الأوسط إلا أنني أشجع وأدعم الملف الاقتصادي لما فيه خير للوطن وللمواطنين.

ولم تتقدم أمريكا عن باقي الدول إلا عبر الاهتمام بأدق التفاصيل التي يمكن أن تجعلها الأقوى اقتصاداً في الكرة الأرضية، ولذلك لم تفوت سفارتها فرصة الاحتفاء باتفاقية التجارة الحرة مع البحرين، والتي ربما تعتبر صغيرة مقارنة مع دول أخرى، كما يحرص مكتب الإحصاء الأمريكي على حصر ونشر البيانات الخاصة بالتبادل التجاري مع جميع الدول، فأين نحن من هذه الأمور؟ ولماذا لا يهتم المسؤولون إلا بالأمور الشكلية بعيداً عن البحث عن الفرص غير المباشرة؟ وما الذي أشغلهم عن اقتناص الفرص من تلك المناسبة؟

* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية