الضجة التي حدثت بسبب تصريحات جورج قرداحي الإعلامي المعروف الذي أصبح وزيراً للإعلام مؤخراً تحتاج أن نقف عندها لبعض نقاط تستحق التعليق.
أولها: إن «قرداحي» ما عين وزيراً للإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة التي شكلها الرئيس ميقاتي إلا لأنه في لقاء تلفزيوني سابق قال عن «جرذ الضاحية» حسن نصرالله «إنه روحه ودمه» وإنه يراه «بطلاً» واختاره كأهم شخصية في الوطن العربي، دون هذا الموقف لا يمكن أن يمر اسمه من حكومة لا يمكن أن تُقَرَ أسماؤها إلا بالموافقة الإيرانية!!
ولم يمضِ على تعيينه إلا شهر واحد إلا وقد أحدث أزمة جديدة في العلاقة المتصدعة أصلاً بين السعودية ولبنان.
إذ وصف قرداحي موقف السعودية والإمارات من اليمن بأنه اعتداء! وبأن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم! وأن طائراتهم المسيرة التي يقصفون بها المملكة العربية السعودية رد فعل طبيعي لأنه حسب قوله إن السعودية والإمارات هي من يقصف أفراحهم ومستشفياتهم!
دعك من أن الحوثيين انقلبوا على حكومة منتخبة، دعك من أن الحوثيين يقصفون المدن اليمنية ويقتلون شعبهم، دعك من تجنيدهم للأطفال، دعك من زرعهم الألغام، دعك من إعدامهم للأطفال، دعك من حصارهم للمدن التي تمتنع عن الرضوخ لهم وتحاصرهم وتمنع عنهم الدواء والغذاء، كل ذلك لا يراه ولا يسمعه القرداحي لأن ساعتها سيغضب بطله وروحه ودمه الذي يرسل مستشاريه ومحاربيه لمساعدة الحوثي على قتل شعبه مثلما يقتل «روحه ودمه» اللبنانيين والسوريين معاً.
القرداحي عبر عن رأيه المعروف مسبقاً، فلم يأتِ بجديد، إنما حين أثارت تصريحاته ضجة كبيرة بين السعوديين تبرأ منها الرئيس اللبناني الذي عينه وقال عنها إنها تمثل رأي قرداحي الشخصي وليس رأي الحكومة اللبنانية، وكذلك بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي أكد هو الآخر أنه رأي لا يمثل وجهة نظر الحكومة اللبنانية الحريصة على العلاقات الوثيقة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
أما قرداحي نفسه فقد برر تصريحاته بأنه أسيء فهمها وبأنها جاءت ضمن برنامج لصالح قناة «الجزيرة» وأن تصويره كان في شهر أغسطس أي قبل تعيينه وزيراً، وأنه يكن كل المحبة والتقدير للشعب السعودي والإماراتي!!
فرد عليه الأمير عبدالرحمن بن مساعد بطريقة حملت الطرافة والذكاء معاً فقال له صرحت بأنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات:
1: هل تظننا حمقى.
2: هل أنت أحمق.
3: هل تصدق أنك وزير.
4: هل تعتقد أنك ذكي.
بإمكانك الاستعانة بجمهور الضاحية أو الاتصال بصديق من التيار الحر، بانتظار جوابك النهائي.
أما أطرف ما في الموضوع أن البرنامج الذي جاءت تلك التصريحات ضمن سياقه فهو برنامج اسمه «برلمان الشعب» ويقدمه مجموعة من شباب الوطن العربي يستجوبون فيه شخصية عامة، ثم في نهاية الحلقة يصوتون على طرح الثقة فيه أو كسبها بعد توجيه عدة أسئلة، وفي نهاية تلك الحلقة المشهورة تم سحب الثقة من قرداحي بالإجماع وهم من مصر والأردن واليمن والصومال وسوريا، بعد ما مسح الشباب بقرداحي البلاط، ووجهوا له كلاماً قاسياً عنيفاً وقالوا إنه لا يشرفنا أن نعطيك الثقة!!
كلمة أخيرة
إعلامنا الممول خليجياً والذي من المفروض أنه يخدم مصالح الدولة الممولة، ومنتدياتنا الخليجية التي من المفروض أنها تخدم مصالح الدول المضيفة، والتي هي من لمع هؤلاء ومنحهم المكانة وأبرزهم ورفع شأنهم، إلى متى «نطز عينا بفلوسنا؟» نأمل أن يكون قرداحي هو الدرس الأخير، أو الصفعة الأخيرة.
{{ article.visit_count }}
أولها: إن «قرداحي» ما عين وزيراً للإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة التي شكلها الرئيس ميقاتي إلا لأنه في لقاء تلفزيوني سابق قال عن «جرذ الضاحية» حسن نصرالله «إنه روحه ودمه» وإنه يراه «بطلاً» واختاره كأهم شخصية في الوطن العربي، دون هذا الموقف لا يمكن أن يمر اسمه من حكومة لا يمكن أن تُقَرَ أسماؤها إلا بالموافقة الإيرانية!!
ولم يمضِ على تعيينه إلا شهر واحد إلا وقد أحدث أزمة جديدة في العلاقة المتصدعة أصلاً بين السعودية ولبنان.
إذ وصف قرداحي موقف السعودية والإمارات من اليمن بأنه اعتداء! وبأن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم! وأن طائراتهم المسيرة التي يقصفون بها المملكة العربية السعودية رد فعل طبيعي لأنه حسب قوله إن السعودية والإمارات هي من يقصف أفراحهم ومستشفياتهم!
دعك من أن الحوثيين انقلبوا على حكومة منتخبة، دعك من أن الحوثيين يقصفون المدن اليمنية ويقتلون شعبهم، دعك من تجنيدهم للأطفال، دعك من زرعهم الألغام، دعك من إعدامهم للأطفال، دعك من حصارهم للمدن التي تمتنع عن الرضوخ لهم وتحاصرهم وتمنع عنهم الدواء والغذاء، كل ذلك لا يراه ولا يسمعه القرداحي لأن ساعتها سيغضب بطله وروحه ودمه الذي يرسل مستشاريه ومحاربيه لمساعدة الحوثي على قتل شعبه مثلما يقتل «روحه ودمه» اللبنانيين والسوريين معاً.
القرداحي عبر عن رأيه المعروف مسبقاً، فلم يأتِ بجديد، إنما حين أثارت تصريحاته ضجة كبيرة بين السعوديين تبرأ منها الرئيس اللبناني الذي عينه وقال عنها إنها تمثل رأي قرداحي الشخصي وليس رأي الحكومة اللبنانية، وكذلك بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي أكد هو الآخر أنه رأي لا يمثل وجهة نظر الحكومة اللبنانية الحريصة على العلاقات الوثيقة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
أما قرداحي نفسه فقد برر تصريحاته بأنه أسيء فهمها وبأنها جاءت ضمن برنامج لصالح قناة «الجزيرة» وأن تصويره كان في شهر أغسطس أي قبل تعيينه وزيراً، وأنه يكن كل المحبة والتقدير للشعب السعودي والإماراتي!!
فرد عليه الأمير عبدالرحمن بن مساعد بطريقة حملت الطرافة والذكاء معاً فقال له صرحت بأنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات:
1: هل تظننا حمقى.
2: هل أنت أحمق.
3: هل تصدق أنك وزير.
4: هل تعتقد أنك ذكي.
بإمكانك الاستعانة بجمهور الضاحية أو الاتصال بصديق من التيار الحر، بانتظار جوابك النهائي.
أما أطرف ما في الموضوع أن البرنامج الذي جاءت تلك التصريحات ضمن سياقه فهو برنامج اسمه «برلمان الشعب» ويقدمه مجموعة من شباب الوطن العربي يستجوبون فيه شخصية عامة، ثم في نهاية الحلقة يصوتون على طرح الثقة فيه أو كسبها بعد توجيه عدة أسئلة، وفي نهاية تلك الحلقة المشهورة تم سحب الثقة من قرداحي بالإجماع وهم من مصر والأردن واليمن والصومال وسوريا، بعد ما مسح الشباب بقرداحي البلاط، ووجهوا له كلاماً قاسياً عنيفاً وقالوا إنه لا يشرفنا أن نعطيك الثقة!!
كلمة أخيرة
إعلامنا الممول خليجياً والذي من المفروض أنه يخدم مصالح الدولة الممولة، ومنتدياتنا الخليجية التي من المفروض أنها تخدم مصالح الدول المضيفة، والتي هي من لمع هؤلاء ومنحهم المكانة وأبرزهم ورفع شأنهم، إلى متى «نطز عينا بفلوسنا؟» نأمل أن يكون قرداحي هو الدرس الأخير، أو الصفعة الأخيرة.