أعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مؤخراً عن نتائج البرنامج الوطني للتوظيف 2، والذي جاء بأرقام كبيرة في شأن توظيف المواطنين بمؤسسات القطاع الخاص، ولا أريد التشكيك في تلك الأرقام بقدر ما هي تساؤلات الشارع أنقلها في عجالة.

تساءل بعض المواطنين عن هذا العدد المعلن من الوظائف التي من المفترض أن يكون قد حصل عليها أبناؤهم والتي تجاوزت 20 ألف وظيفة، بينما أبناؤهم قاعدين في البيوت ولم يتصل بهم أحد ليبشرهم بوظيفة، بل أن بعضهم تجاوز أكثر من سنتين وثلاث ورباع بعد التخرج، فمن هم المجهولون الذين حصلوا على الوظائف، وهل هي فعلاً في البحرين أم في دولة أخرى؟

لقد ذكر سعادة الوزير جميل حميدان في حوار لصحيفة «الوطن» أن معدلات الوظائف أصبحت -حسب الهدف الذي تنشده الوزارة- بواقع 2000 عملية توظيف شهرياً، وهو رقم أيضاً تسبب في رفع حواجب مئات المواطنين، تعبيراً عن العجب من هذا الكلام، وقال بعضهم: إذا كان هذا هو المعدل الشهري، فلابد أن تكون البطالة قد شارفت على نهايتها في مملكتنا الحبيبة.

ذهب بعض المواطنين إلى موقع الوزارة لينظروا في الأرقام الموثقة لشركات قامت بتعيين أبنائهم، حيث كانت الأرقام لا تعبر عن الحقيقة -بحسب ما ذكره الناس- وتساءلوا عن الشركات الخاصة التي وظفت عشرات ومئات الموظفين البحرينيين، بينما لا ينم نشاطها عن توظيف أكثر من 15 موظفاً سيكون نصفهم من الأجانب، وأشار أحدهم إلى أن معظم الوظائف المعروضة في قائمة الشركات والبنوك لم تكن أصلاً موجودة في معرض الوظائف، فمن أين أتت ومن توظف فيها، وهل يمكن إرفاق أسماء المحظوظين ممن تم توظيفهم والمسجلة والمثبتة أسماؤهم لدى الوزارة الموقرة؟

ومن بين الأمور التي يعاني منها أبناؤنا في عملية التوظيف، هي مشكلة التدريب الذي يستهلك طاقة ومال المتعطل، ثم يتخرج ليدخل في دورة جديدة لأن الأولى لم تكن مناسبة للوظائف المتاحة، ويظل العاطل في دوامة التدريب إلى أن ييأس، وعندها يغلق ملفه بذريعة عدم التزامه.

وفئة أخرى من أبنائنا الذين تم فصلهم من وظائفهم، لم يجدوا معونة مادية ولا معنوية من الوزارة، فلا حق لهم في بدل التعطل، ولا وظائف لهم إلى أن يشاء الله.

نرجو تكرم الوزارة مراجعة تلك الأرقام وتوضيحها، وأن تحدثنا بما يعقل لأن الحقيقة تخالف الأرقام المذكورة تماماً، ولأن الخبر كان مستفزاً لأكبر شريحة من الشباب العاطل وأهاليهم.

* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية