وزراء المالية والاقتصاد في كل دولة في العالم يجدون أنفسهم دائماً في مواجهة الناس، لأن طبيعة قراراتهم لها علاقة بدخل المواطن سلباً أو إيجاباً، زيادة أو نقصاناً، حسب السياسة الاقتصادية للدولة وكيف تواجه تحدياتها، وكثيراً ما يصب الناس غضبهم على وزراء المالية بدلاً من الحكومة، باعتبارهم «المسؤولين» دائماً عن خفض الدعم أو زيادة الضرائب وتلك أمور تمس جيب المواطن ومعيشته، وهذا غير صحيح فتلك القرارات هي سياسة دولة سياسة حكومة لا سياسة شخص أياً كانت امتدادات صلاحياته.
ونادراً ما تجد وزراء المالية ضيوفاً في الإعلام يخاطبون الناس، فهم يرون أن الشرح والإيضاح لسياسة الحكومة مهمة غيرهم من أعضاء الحكومة، وهذا صحيح أيضاً إلى حد كبير، فالقرارات التضامنية عموماً لا تتخذ بشكل فردي ولا يتحملها عضو منها فقط، فيوكلون متحدثاً رسمياً يزودونه بالمعلومات ويتولى هو مهمة المواجهة مع الناس، عدا أن كل وزير آخر يتحدث فيما يخصه.
قيام وزير المالية البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة بعقد مؤتمر صحفي يتحدث فيه هو شخصياً عن خطة الدولة للتعافي الاقتصادي خطوة جريئة له شخصياً وللحكومة كذلك، فهي تعكس رسالة عن الحكومة، بأنه ليس لديها ما تخفيه وأن الحكومة لديها الجرأة لإطلاع الناس على تحدياتها وكيف تنوي أن تتخطاها وتطلب مشاركتهم.
وبغض النظر عن سلامة القرارات والتوجهات والسياسات الاقتصادية أو عدمها إلا أن للتوجه لمخاطبة الناس مباشرة بامتلاك الحجة والمنطق والشفافية دوراً كبيراً في امتصاص ردود الفعل السلبية مما يساهم كثيراً في تفهم تلك القرارات التي عادة ما تضغط على المواطن.
أذكر ذات مرة -وهذه قصة أستشهد بها كثيراً- إبان حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك قررت الحكومة المصرية رفع الدعم عن السكر -إن لم تخني الذاكرة- أو تخفيضه، شيء من هذا القبيل، وحجتها أن المبلغ الذي يوجه للدعم يثقل كاهل الميزانية.
ثار المصريون بطبيعة الحال لأن السكر في حياة المصري مادة غذائية رئيسة، واستهلاكهم له كبير، يكفيك أن تراقب طريقة شرب الشاي في مصر لترى «كباية» الشاي نصفها سكر والنصف الآخر شاي!
حفلت الصحافة بتعليقات الناس ساخرة وغاضبة على هذا القرار لأن بداية حملة الحكومة لإقناع الناس بسلامة قرارها كانت غير ناجحة، حاولت الحكومة أن تتحدث عن ضرر السكر على الصحة، حاولت أن تبين بالأرقام حجم التكلفة المرهقة على كاهل الحكومة، فلم تفلح جميع تلك الحجج في تهدئة ردة الفعل، إلى أن خرج وزير المالية وتحدث في التلفزيون مخاطباً الشعب المصري بلغة مختلفة، فقال لهم بما معناه، إنت عارف لو حطيت ثلاث ملاعق سكر بدل الأربع في كباية الشاي ممكن تعمل إيه؟
أنا ممكن أبني بالملعقة دي خمسين فصلاً في المدارس لـ200 طالب من عيالنا، أو أبني بيهم عشر عيادات في النجوع والأرياف، وظل يعدد كماً من المشاريع التي بإمكانها أن تخدم الناس لو خفض الشعب المصري 25% فقط من استهلاكه من السكر وكيف ستوجه الحكومة الفارق في هذا المبلغ لخدمات أخرى.
هي ملعقة واحدة مش هتفرق معاك لكن شوف إنت تقدر تعمل بيها إيه؟ هذه خلاصة مقابلة الوزير، التي أشركت المواطن بخطط الدولة الاقتصادية، وجعلته باختياره مساهماً في إحداث الفارق، ولمست عصب «الشيمة» بذكاء دون استخفاف بعقله، ودون أن تستهين بذكائه فتلقي عليه أي حجة والسلام كما فعلنا حين قلنا للمواطن باستبيان مستفز للعقل «هل تفضل زيادة الضريبة أو تفضل تخفيض الراتب؟»، فأجاب 70% من المواطنين أنهم يفضلون زيادة الضريبة مستخرجين بهذا الاستبيان «الذكي» هذه الإجابة من سياقها!!!!!
لذلك نشد على يد وزير المالية بتحدثه للناس في المؤتمر الصحفي ونطالبه بالمزيد، ونشد عليه لحثه بقية الوزراء للتحدث والإجابة على استفسارات الناس، فلا شيء كالشفافية والصدق والصراحة ممكن أن يسهل على الحكومة إنفاذ سياستها وخططها مع الناس وتقبلهم لها، ولا شيء كالحديث المخلص والصريح والبسيط الذي لا يستخف بذكاء الناس ويتذاكى عليهم، تلك الأريحية تخلق جواً مريحاً وتعكس مدى الثقة التي تتمتع بها أي حكومة فتنعكس على السوق محلياً ودولياً أيضاً.
ونادراً ما تجد وزراء المالية ضيوفاً في الإعلام يخاطبون الناس، فهم يرون أن الشرح والإيضاح لسياسة الحكومة مهمة غيرهم من أعضاء الحكومة، وهذا صحيح أيضاً إلى حد كبير، فالقرارات التضامنية عموماً لا تتخذ بشكل فردي ولا يتحملها عضو منها فقط، فيوكلون متحدثاً رسمياً يزودونه بالمعلومات ويتولى هو مهمة المواجهة مع الناس، عدا أن كل وزير آخر يتحدث فيما يخصه.
قيام وزير المالية البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة بعقد مؤتمر صحفي يتحدث فيه هو شخصياً عن خطة الدولة للتعافي الاقتصادي خطوة جريئة له شخصياً وللحكومة كذلك، فهي تعكس رسالة عن الحكومة، بأنه ليس لديها ما تخفيه وأن الحكومة لديها الجرأة لإطلاع الناس على تحدياتها وكيف تنوي أن تتخطاها وتطلب مشاركتهم.
وبغض النظر عن سلامة القرارات والتوجهات والسياسات الاقتصادية أو عدمها إلا أن للتوجه لمخاطبة الناس مباشرة بامتلاك الحجة والمنطق والشفافية دوراً كبيراً في امتصاص ردود الفعل السلبية مما يساهم كثيراً في تفهم تلك القرارات التي عادة ما تضغط على المواطن.
أذكر ذات مرة -وهذه قصة أستشهد بها كثيراً- إبان حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك قررت الحكومة المصرية رفع الدعم عن السكر -إن لم تخني الذاكرة- أو تخفيضه، شيء من هذا القبيل، وحجتها أن المبلغ الذي يوجه للدعم يثقل كاهل الميزانية.
ثار المصريون بطبيعة الحال لأن السكر في حياة المصري مادة غذائية رئيسة، واستهلاكهم له كبير، يكفيك أن تراقب طريقة شرب الشاي في مصر لترى «كباية» الشاي نصفها سكر والنصف الآخر شاي!
حفلت الصحافة بتعليقات الناس ساخرة وغاضبة على هذا القرار لأن بداية حملة الحكومة لإقناع الناس بسلامة قرارها كانت غير ناجحة، حاولت الحكومة أن تتحدث عن ضرر السكر على الصحة، حاولت أن تبين بالأرقام حجم التكلفة المرهقة على كاهل الحكومة، فلم تفلح جميع تلك الحجج في تهدئة ردة الفعل، إلى أن خرج وزير المالية وتحدث في التلفزيون مخاطباً الشعب المصري بلغة مختلفة، فقال لهم بما معناه، إنت عارف لو حطيت ثلاث ملاعق سكر بدل الأربع في كباية الشاي ممكن تعمل إيه؟
أنا ممكن أبني بالملعقة دي خمسين فصلاً في المدارس لـ200 طالب من عيالنا، أو أبني بيهم عشر عيادات في النجوع والأرياف، وظل يعدد كماً من المشاريع التي بإمكانها أن تخدم الناس لو خفض الشعب المصري 25% فقط من استهلاكه من السكر وكيف ستوجه الحكومة الفارق في هذا المبلغ لخدمات أخرى.
هي ملعقة واحدة مش هتفرق معاك لكن شوف إنت تقدر تعمل بيها إيه؟ هذه خلاصة مقابلة الوزير، التي أشركت المواطن بخطط الدولة الاقتصادية، وجعلته باختياره مساهماً في إحداث الفارق، ولمست عصب «الشيمة» بذكاء دون استخفاف بعقله، ودون أن تستهين بذكائه فتلقي عليه أي حجة والسلام كما فعلنا حين قلنا للمواطن باستبيان مستفز للعقل «هل تفضل زيادة الضريبة أو تفضل تخفيض الراتب؟»، فأجاب 70% من المواطنين أنهم يفضلون زيادة الضريبة مستخرجين بهذا الاستبيان «الذكي» هذه الإجابة من سياقها!!!!!
لذلك نشد على يد وزير المالية بتحدثه للناس في المؤتمر الصحفي ونطالبه بالمزيد، ونشد عليه لحثه بقية الوزراء للتحدث والإجابة على استفسارات الناس، فلا شيء كالشفافية والصدق والصراحة ممكن أن يسهل على الحكومة إنفاذ سياستها وخططها مع الناس وتقبلهم لها، ولا شيء كالحديث المخلص والصريح والبسيط الذي لا يستخف بذكاء الناس ويتذاكى عليهم، تلك الأريحية تخلق جواً مريحاً وتعكس مدى الثقة التي تتمتع بها أي حكومة فتنعكس على السوق محلياً ودولياً أيضاً.