منذ انتشار جائحة كورونا اتخذ التعليم في واقعنا المعاصر منحنى يتماشى مع الاحترازات الصحية بغية حظر انتشار الفيروس، مما أدى إلى اختيار طرق ووسائل تعليمية تلبي متطلبات العصر الذي نعيش فيه، والذي يعرف بالعصر الرقمي. من ضمن الطرق الناجعة في إثراء البيئة التعليمية هي طريقة التعلم المقلوب. وذلك يتحقق من خلال جعل الطالب هو المحور العملية في واقع افتراضي مدمج، والذي یشمل استخدام التكنولوجيا الرقمية للاستفادة من نقل المحاضرات الدراسية خارج الفصول الدراسية. وبالتالي، تؤدي إلى تغییر طريقة التعلم داخل الفصول الدراسية، بحیث یمكن للطلاب قضاء المزيد من الوقت في التفاعل مع بعضهم البعض تحت إشراف وتوجیه المعلم.
تتم طريقة قلب واقع الفصل الدراسي باستخدام الوسائل المتاحة في البيئة التعليمية الافتراضية عن طريق إعطاء الطالب مواد دراسية قبل الحضور إلى الصف الافتراضي. فيعكف الطالب على دراسة هذه المواد بشكل فردي مستعينا بوسائل مرئية ومسموعة التي يتم إعدادها مسبقاً من قبل المدرس أو بالتعاون مع مجموعة من المدرسين المختصين في المادة العلمية مما يساهم في تحقيق الفهم المعمق للطالب. وفي الفصل، يتم اختبار استيعاب الطالب للمادة العلمية من خلال الإجابة على أسئلة معدة سلفاً من قبل نخبة من مدرسي المادة والتي تتميز بطابع التحدي والتفكير الناقد مع القيام بأعمال تطبيقية مساندة.
في النمط التقليدي للتدريس، يقوم المدرس بشرح المادة العلمية ابتداءً من غير معرفة مسبقة للمادة العلمية من قبل الطالب. أما في طريقة قلب واقع الفصل الدراسي، يكمن دور المدرس في توجيه الطالب الذي اعتمد على نفسه في استيعاب المادة العلمية. وهذا يوفر للمدرس الوقت الأمثل للتركيز على توضيح المفاهيم وتثبيت المعارف والمهارات كما يقدم الدعم المناسب للمتعثرين منهم وبالتالي تكون مستويات الفهم والتحصيل العـلمي عاليةً جداً، بسبب مراعاة المعلم للفروقات الفردية بين المتعلمين.
من إيجابيات طريقة قلب واقع الفصل الدراسي الاستغلال الجيد للوقت في التحفيز والمساعدة، مراعاة الفروق الفردية، التواصل والتعاون بين الطلاب، تنمية تفكير الطالب على النقد والابتكار بحيث يتحول الطالب إلى باحث عن مصدر المعلومات، الحث على التعلم الذاتي، خلق بيئة تعليمية تفاعلية، والاستغلال الأمثل للتقنيات الرقمية.
في الخلاصة، لا بد لنا أن نبتكر طرق وأساليب تعليمية تتلاءم مع وقتنا الراهن، إذ يواجه التعليم عن بعد صعوبات وعراقيل عدة. وطريقة التعلم المقلوب تعد من إحدى الطرق الفعالة لتحسين عملية التعليم عن بعد، التي تعزز من قدرة الطالب على الدراسة الذاتية وتجعل الطلاب أكثر تفاعلاً وإيجابية مع المادة العلمية وبالتالي تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أنجع طرقها.
* أستاذ مساعد بقسم الفيرياء - كلية العلوم - جامعة البحرين
{{ article.visit_count }}
تتم طريقة قلب واقع الفصل الدراسي باستخدام الوسائل المتاحة في البيئة التعليمية الافتراضية عن طريق إعطاء الطالب مواد دراسية قبل الحضور إلى الصف الافتراضي. فيعكف الطالب على دراسة هذه المواد بشكل فردي مستعينا بوسائل مرئية ومسموعة التي يتم إعدادها مسبقاً من قبل المدرس أو بالتعاون مع مجموعة من المدرسين المختصين في المادة العلمية مما يساهم في تحقيق الفهم المعمق للطالب. وفي الفصل، يتم اختبار استيعاب الطالب للمادة العلمية من خلال الإجابة على أسئلة معدة سلفاً من قبل نخبة من مدرسي المادة والتي تتميز بطابع التحدي والتفكير الناقد مع القيام بأعمال تطبيقية مساندة.
في النمط التقليدي للتدريس، يقوم المدرس بشرح المادة العلمية ابتداءً من غير معرفة مسبقة للمادة العلمية من قبل الطالب. أما في طريقة قلب واقع الفصل الدراسي، يكمن دور المدرس في توجيه الطالب الذي اعتمد على نفسه في استيعاب المادة العلمية. وهذا يوفر للمدرس الوقت الأمثل للتركيز على توضيح المفاهيم وتثبيت المعارف والمهارات كما يقدم الدعم المناسب للمتعثرين منهم وبالتالي تكون مستويات الفهم والتحصيل العـلمي عاليةً جداً، بسبب مراعاة المعلم للفروقات الفردية بين المتعلمين.
من إيجابيات طريقة قلب واقع الفصل الدراسي الاستغلال الجيد للوقت في التحفيز والمساعدة، مراعاة الفروق الفردية، التواصل والتعاون بين الطلاب، تنمية تفكير الطالب على النقد والابتكار بحيث يتحول الطالب إلى باحث عن مصدر المعلومات، الحث على التعلم الذاتي، خلق بيئة تعليمية تفاعلية، والاستغلال الأمثل للتقنيات الرقمية.
في الخلاصة، لا بد لنا أن نبتكر طرق وأساليب تعليمية تتلاءم مع وقتنا الراهن، إذ يواجه التعليم عن بعد صعوبات وعراقيل عدة. وطريقة التعلم المقلوب تعد من إحدى الطرق الفعالة لتحسين عملية التعليم عن بعد، التي تعزز من قدرة الطالب على الدراسة الذاتية وتجعل الطلاب أكثر تفاعلاً وإيجابية مع المادة العلمية وبالتالي تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أنجع طرقها.
* أستاذ مساعد بقسم الفيرياء - كلية العلوم - جامعة البحرين