إن فكر الاختلاف هو الذي يدفع بالحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية إلى المزيد من التقدم والثراء والتعايش، بعكس الخطاب الأيديولوجي الذي ينزع إلى الجمود والتشبث بمصالح فئوية ضيقة، سعياً إلى استمراريته، في حين أن قيام المجتمع الديمقراطي مرتهن باحترام وتعزيز الحريات الفردية والجماعية، لممارسة الحق في الاختلاف، وفقاً للقواعد الديمقراطية والقانونية. فكل مجتمع لا يختلف فيه الناس في الرأي سلمياً، هو مجتمع غير طبيعي، لأن النمطية الموحدة في الفكر والموقف مرادفة للتسلط. أما الاختلاف فيثري كل يوم حياة المجتمعات بالفكر والتنوير والتسامح، ولكن التغول الأيديولوجي الذي نراه في المجتمعات المتخلفة يفضي في الغالب إلى النمطية والتسلط، ويؤثر على جميع الجوانب في حياة الناس التربوية والثقافية والسياسية وغيرها، من خلال مسلماته الخاصة التي لا تقبل التغيير، فيصبح الأيديولوجي هو الذي يحدد مسار المعرفي والتربوي، فالتبعية للانتماء السياسي- الأيديولوجي، تصبح هي الأهم في عموم التفاعلات والمواقف، ولذلك يتقدم السجال على حساب الحوار، والانغلاق على الانفتاح، والتعصب على التسامح، هكذا...فالواقع هنا يتم تصنيعه في معمل الأيديولوجيا الذي يتوقف في الغالب عند شعارات تفرض عليه الإذعان والتبعية والتكرارية، واعتبار الاختلاف خروجاً ومروقاً. والمشكل في البلاد العربية يتمظهر في الغالب في وجهين:
- الأول: فشل المنظومة التربوية العربية في إعداد المتعلم، بما يمكنه من تحصين نفسه، وينشئه على الاستقلالية والتبصر في الحكم، والثقة في النفس، والثبات على المبدأ، والاعتدال في الموقف، والتسامح في التعامل، من دون تبعية عمياء أو لامبالاة، وتدريبه في المقابل على الموقف الواعي الذي يسند اختياراته فكراً وسلوكاً، بما يجنبه كافة أشكال التسطيح الفكري والانقياد السهل للقوالب الجاهزة.
- الثاني: التأثير الكبير للجماعات الأيديولوجية على الناشئة، التي تعمل على قولبة فكر الأجيال الجديدة، بما يمنعها من امتلاك أي أفق للنظر خارج تلك القولبة، التي تتضمن حزمة من الأفكار والرؤى المغلقة والنهائية، حول الحياة والموت والمجتمع والإنسان والسياسة والثقافة، فيتم الزج بهذه الأجيال في أفق أصولي متعصب، يقود إلى تدمير الفردية والاستقلالية الفكرية. فالفرد هنا يفقد أي قيمة خارج إطار الجماعة الأيديولوجية، لأنها لا تطيق الفردية ولا الحرية ولا حق الفرد في أن يكون له وجوده الخاص، ورؤيته الخاصة للعالم. فالخطاب الأيديولوجي الذي ينزع إلى الجمود والتعصب، يؤدي في الغالب مع استمرار سيطرته لفترات طويلة، إلى التعصب ثم العنف الذي يدمر كل شيء في ظل عدم القدرة على إدارة الاختلاف بين المجموعات داخل المجتمع. في حين أن الديمقراطية تكون مبنية على حقوق تكفل لكل فرد حرية التفكير والتعبير والعمل، في إطار ديمقراطي سلمي، والتشجيع على الفكر الحر، من أجل المزيد من الإبداع في العلم والفكر والفن والتنمية.
- الأول: فشل المنظومة التربوية العربية في إعداد المتعلم، بما يمكنه من تحصين نفسه، وينشئه على الاستقلالية والتبصر في الحكم، والثقة في النفس، والثبات على المبدأ، والاعتدال في الموقف، والتسامح في التعامل، من دون تبعية عمياء أو لامبالاة، وتدريبه في المقابل على الموقف الواعي الذي يسند اختياراته فكراً وسلوكاً، بما يجنبه كافة أشكال التسطيح الفكري والانقياد السهل للقوالب الجاهزة.
- الثاني: التأثير الكبير للجماعات الأيديولوجية على الناشئة، التي تعمل على قولبة فكر الأجيال الجديدة، بما يمنعها من امتلاك أي أفق للنظر خارج تلك القولبة، التي تتضمن حزمة من الأفكار والرؤى المغلقة والنهائية، حول الحياة والموت والمجتمع والإنسان والسياسة والثقافة، فيتم الزج بهذه الأجيال في أفق أصولي متعصب، يقود إلى تدمير الفردية والاستقلالية الفكرية. فالفرد هنا يفقد أي قيمة خارج إطار الجماعة الأيديولوجية، لأنها لا تطيق الفردية ولا الحرية ولا حق الفرد في أن يكون له وجوده الخاص، ورؤيته الخاصة للعالم. فالخطاب الأيديولوجي الذي ينزع إلى الجمود والتعصب، يؤدي في الغالب مع استمرار سيطرته لفترات طويلة، إلى التعصب ثم العنف الذي يدمر كل شيء في ظل عدم القدرة على إدارة الاختلاف بين المجموعات داخل المجتمع. في حين أن الديمقراطية تكون مبنية على حقوق تكفل لكل فرد حرية التفكير والتعبير والعمل، في إطار ديمقراطي سلمي، والتشجيع على الفكر الحر، من أجل المزيد من الإبداع في العلم والفكر والفن والتنمية.