أكتب اليوم وأنا الشخص الذي لا يراجع ما كتبه بعد نشره وتداوله في وسائل الإعلام، وعدم المراجعة أو إعادة القراءة ليس عدم اقتناع أو تراجع أبداً، بل بسبب أن ما كتبته كنت على قناعة به بل ويحمل جزءاً من أفكاري وكامل قناعاتي لذلك لا أجد داعياً لأن أعيد قراءته مرة أخرى، وأحاول أن أبتعد في أحيان كثيرة عن تكرار ذات الموضوع حتى وإن لم يحل أو يلقى التجاوب من قبل المعنيين، وإن سبق وأن كررت فذلك يكون لحجم وأهمية المضمون للوطن وأهله الكرام.

أكتب اليوم ونحن في نهايات العديد من الأمور، والتي يأتي في مقدمتها عامنا الجاري وما حمله لنا من نجاحات وإخفاقات، فالنجاح يولد من رحم الإخفاق والمعاناة، والأفراح لا تأتي إلا بعد صبر وحكمة ومعاناة، فلا ضير أن تكون هناك إخفاقات وحتى عثرات، والضير كل الضير أن يتم التغاضي عن الإخفاق، والحكمة كل الحكمة أن يتم الاعتراف بكل السلبيات حتى وإن صغرت حتى يتم تلافيها وإصلاحها للانطلاق إلى مستقبل النجاحات.

كنا في عام يعاني فيه العالم أجمع من ويلات وتداعيات هذا الفيروس الذي قلب أولويات الأوطان رأساً على عقب، في وسط جائحة لا نعلم كيف بدأت ومتى تنتهي، عام شهد الوطن من خلاله قفزات نوعية حولت المحنة إلى منحة، وأعدنا فيه اكتشاف ذاتنا، ورأينا قدرات أبنائنا التي لربما لم نكن لنكتشفها لولا ما حدث، ورأينا كيف وقف العالم احتراما لرؤيتنا وكيفية تقدمنا، وقبل كل ذلك رأينا كيف أن قيادتنا الحكيمة باعت كل شيء واشترت صحتنا وعافيتنا، في صورة تجلت من خلالها كل معاني الحب والوفاء والولاء من المواطنين للقيادة وبين الحاكم والمحكوم.

عام سيمضي بعد يومين بالتمام والكمال ليخلد عبر صفحات التاريخ صورة من روائع تاريخ البحرين، هذه الجزيرة التي شهدت قبل مائتين وثلاثة وثمانين عام قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783.

أكتب اليوم آخر عمود رأي لي في هذا العام على أمل أن أبدأ في العام القادم سلسلة جديدة من المقالات تحاكي واقعاً جديداً ومتغيراً نسير من خلاله في سفينة التقدم والرقي والازدهار يقودها رباننا وقائدنا حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه برؤية عصرية يصوغها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.

وداعاً 2021 وألقاكم الأربعاء القادم 2022.