تداولت وسائل الإعلام قصة الشاب المصري الذي انتحر في محل عمله برمي نفسه من طابق مرتفع، بعد أن تعرض لضغوط كبيرة من مديره. الواقعة مازالت على ذمة التحقيق، ولكن الحيثيات تشير إلى أن الموظف تعرض للتوبيخ المستمر من مديره. والتأنيب لأسباب ليست جوهرية، كان آخرها تهديد المدير له بخصم أربعة أيام عمل من راتبه بسبب تردده كثيرا على دورة المياه، حيث كان يشكو من مرض السكر. يقول زملاء الفقيد في العمل إن الموظف كان مديناً بمبالغ كبيرة. وكان يسعى لتسديد الديون مرحلياً. لذلك، لم يتحمل التهديد بخصم الراتب، فانفعل وألقى بنفسه من النافذة منتحراً.
يتصور الكثيرون أن التنمر والمضايقات موجودة فقط في بيئة المراهقين والأطفال. ولا يعلمون أن كثيراً من البالغين يحبون، لأسباب يتعلق بعضها بتدني الكفاءة المهنية، وبعضها الآخر بالتركيبة السيكيولوجية غير السوية، إيذاء الآخرين، والتمتع برؤيتهم يتألمون.
هذه واحدة من المآسي التي ستواجهها إذا عملت تحت إشراف رئيس أو مدير لا يعنيه كثيراً كيف يتعامل مع موظفيه، ولا يهمه وقع سلوكه معهم.
والمواقع المهنية التي تسودها العلاقات المضطربة تزداد فيها شكوى المديرين من سوء أداء موظفيهم.
وشكوى الموظفين من سوء تعامل مسؤوليهم. إنها بيئة تسودها الشكوى والتذمر في حلقات مستمرة متفرعة لا حلول ناجعة لها، لغياب الحوار المنهجي المبني على أسس مهنية تخدم مصالح العمل والموظفين على حد سواء.
ثمة فارق بين تقييم الأداء وتقديم توصيات لتحسين العمل، والإساءة للفرد وتثبيط معنوياته. وهناك فارق بين مناقشة التوجيهات، والتحسس المفرط من قبل الموظف. ولضبط أطراف تلك المعادلة لا بد من أن تسود مكان العمل قواعد المهنية والإيجابية من خلال وضوح الأهداف، ووضوح التوجيهات. والمتابعة السديدة والمستمرة للعمل. والبرامج التدريبية الفاعلة في رفع كفاءة الموظفين.
والتقييم الذي يسعى إلى تحسين أداء الموظف وليس التصيد عليه وإهانته. والتعامل غير الإنساني مع الموظفين يعد صورة من صور التنمر والإيذاء التي تخرج عن الطابع المهني وعن متطلبات الإنجاز في مواقع العمل، إلى السلوك السيء الذي يعبر عن أخلاقيات سلبية يتميز بها المسؤول في العمل. وهو ما قد يؤدي إلى إفساد حياة الموظف خارج العمل، مع أسرته، ومع أصدقائه، ومع ذاته أولاً وأخيراً.
السلوك العدائي غير المهني الذي يمارسه بعض المسؤولين تسبب في خسارة كثير من مواقع العمل لكفاءات مهمة من الموارد البشرية. آثر بعضها ترك العمل نهائياً. أو انزوى بعضٌ في مربع اللامبالاة والإحباط والتسيب المتعمد.
هذه الخسائر في الرأسمال البشري تتجاوز في فداحة نتائجها خسائر الفساد المالي. لأن الهدر المالي يمكن تعويضه بالاستثمار في البشر، لكنّ البشر الأكفاء ذوي الخبرة في العمل يصعب تعويضهم.
{{ article.visit_count }}
يتصور الكثيرون أن التنمر والمضايقات موجودة فقط في بيئة المراهقين والأطفال. ولا يعلمون أن كثيراً من البالغين يحبون، لأسباب يتعلق بعضها بتدني الكفاءة المهنية، وبعضها الآخر بالتركيبة السيكيولوجية غير السوية، إيذاء الآخرين، والتمتع برؤيتهم يتألمون.
هذه واحدة من المآسي التي ستواجهها إذا عملت تحت إشراف رئيس أو مدير لا يعنيه كثيراً كيف يتعامل مع موظفيه، ولا يهمه وقع سلوكه معهم.
والمواقع المهنية التي تسودها العلاقات المضطربة تزداد فيها شكوى المديرين من سوء أداء موظفيهم.
وشكوى الموظفين من سوء تعامل مسؤوليهم. إنها بيئة تسودها الشكوى والتذمر في حلقات مستمرة متفرعة لا حلول ناجعة لها، لغياب الحوار المنهجي المبني على أسس مهنية تخدم مصالح العمل والموظفين على حد سواء.
ثمة فارق بين تقييم الأداء وتقديم توصيات لتحسين العمل، والإساءة للفرد وتثبيط معنوياته. وهناك فارق بين مناقشة التوجيهات، والتحسس المفرط من قبل الموظف. ولضبط أطراف تلك المعادلة لا بد من أن تسود مكان العمل قواعد المهنية والإيجابية من خلال وضوح الأهداف، ووضوح التوجيهات. والمتابعة السديدة والمستمرة للعمل. والبرامج التدريبية الفاعلة في رفع كفاءة الموظفين.
والتقييم الذي يسعى إلى تحسين أداء الموظف وليس التصيد عليه وإهانته. والتعامل غير الإنساني مع الموظفين يعد صورة من صور التنمر والإيذاء التي تخرج عن الطابع المهني وعن متطلبات الإنجاز في مواقع العمل، إلى السلوك السيء الذي يعبر عن أخلاقيات سلبية يتميز بها المسؤول في العمل. وهو ما قد يؤدي إلى إفساد حياة الموظف خارج العمل، مع أسرته، ومع أصدقائه، ومع ذاته أولاً وأخيراً.
السلوك العدائي غير المهني الذي يمارسه بعض المسؤولين تسبب في خسارة كثير من مواقع العمل لكفاءات مهمة من الموارد البشرية. آثر بعضها ترك العمل نهائياً. أو انزوى بعضٌ في مربع اللامبالاة والإحباط والتسيب المتعمد.
هذه الخسائر في الرأسمال البشري تتجاوز في فداحة نتائجها خسائر الفساد المالي. لأن الهدر المالي يمكن تعويضه بالاستثمار في البشر، لكنّ البشر الأكفاء ذوي الخبرة في العمل يصعب تعويضهم.