والله كنت أظنها مزحة حتى أرسل لي أحد الأصدقاء فيديو موجوداً على اليوتيوب يؤكد صدق نظريته!!
كنا نناقش وبعض الأصدقاء مقالة الكاتب الإماراتي حسن النعيمي «الشرق الأوسط وعربدة آخر الزمان» والتي يتحدث فيها الكاتب عن دور المعتقدات الدينية في إثارة ومن ثم إدارة الصراعات المعاصرة وبالأخص نظرية «المخلص» وكيف استغلتها ووظفتها العديد من الأنظمة كإيران لأغراض سياسية، فقال في إحدى الفقرات «يبدو أن هذه العربدة لا نهاية لها لأن جميع أطراف الصراع تنتظر المخلّص، فالبعض ينتظر المسيح الدجال، والبعض الآخر ينتظر المهدي المنتظر، والبعض الأخير ينتظر نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام، وهذا أمر علمه عند الله!». وأضاف «عربدة اليهود في فلسطين وبيت المقدس وتجهيز الهيكل هو تمهيد لظهور المسيح الدجال، وعربدة إيران في اليمن هو تمهيد لظهور المهدي المنتظر في اليمن وإعلان بيعته بين الركن والمقام بمكة المكرمة، وأحداث سوريا باعتبارها أرض المحشر التي سيخرج منها جيش الخسف، واحتلال كل من أفغانستان والعراق تحسباً لخروج أصحاب الرايات السود منهما وتوجههم لنصرة المهدي المنتظر».
وإذ بأحدهم يذكر بأن ما قام به «حمد بن خليفة» الأمير الوالد القطري في العالم العربي جاء متدثراً بذات الغطاء الديني المتمثل بتوقيت الخلاص وظهور «المهدي المنتظر» في آخر الزمان، مؤكداً أن هذه هي قناعته الفعلية، أو على الأقل أراد أن يقنع الآخرين بها محاولاً شرعنة أهدافه دينياً، فسألته وما هو الرابط أو المدخل أو العلاقة؟ وهل يعقل أن يحاول مجرد محاولة جنونية كهذه؟
فذكرني الزميل بإثارة قصة انتمائه إلى بني تميم وإلى الشيخ عبدالوهاب التي جرت أحداثها في 2017، قلت له تلك محاولة للبحث عن شرعية قبلية لا دينية داخل العمق السعودي، لكنه نبهني إلى القصة المتداولة عن بني تميم، بأن من سيناصر عودة المهدي المنتظر هم بنو تميم كما جاء في أحد الأحاديث النبوية (لم أناقش ضعف الحديث أو قوته فليس هذا مجالي) إنما وقفت عند فكرة البحث عن شرعية دينية مباشرة لسياسة حمد بن خليفة في العالم العربي أنتجت هذا الدمار الشامل.
نعم نعرف أنه تدثر بغطاء الشيخ القرضاوي لاستمالة الإخوان المسلمين، وهذا القدر من اللعب السياسي بالورقة الدينية -إن صح التعبير- وارد بغض النظر عن سلامته وصحته ومصداقيته، فالاستعانة بدعم رجل دين لأغراض سياسية محاولة واردة في العديد من الأنظمة السياسية، إنما أن تمتد محاولاته لجعل نفسه ذاتياً الشخصية المعدة إلاهياً والمؤهلة لعودة المهدي المنتظر فهذه جديدة، وربط الحديث النبوي الشريف به مرحلة من التمادي فاقت كل التصورات واستبعدتها تماماً، حتى أرسل لي عدداً من الفيديوات لواحد يدعى الشيخ «حسن التهامي»، يمني مولود في السعودية أسس لحركة أطلق عليها حركة «أنصار المهدي» وله العديد من الخطب يدعي فيها أن الأحاديث النبوية تشير إلى آل ثاني وإلى حكام قطر تحديداً باعتبارهم من ذكرهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام الذين سينصرون المهدي المنتظر ضد المسيح الدجال وذكر علاماتهم، وموجودة على اليوتيوب بكثرة، ثم ذكرني بتسجيلات حمد بن خليفة مع القذافي التي قال له فيها «أنت تعرف أن عبدالوهاب هو جدنا السادس عشر من بني تميم»!!
معقولة؟
{{ article.visit_count }}
كنا نناقش وبعض الأصدقاء مقالة الكاتب الإماراتي حسن النعيمي «الشرق الأوسط وعربدة آخر الزمان» والتي يتحدث فيها الكاتب عن دور المعتقدات الدينية في إثارة ومن ثم إدارة الصراعات المعاصرة وبالأخص نظرية «المخلص» وكيف استغلتها ووظفتها العديد من الأنظمة كإيران لأغراض سياسية، فقال في إحدى الفقرات «يبدو أن هذه العربدة لا نهاية لها لأن جميع أطراف الصراع تنتظر المخلّص، فالبعض ينتظر المسيح الدجال، والبعض الآخر ينتظر المهدي المنتظر، والبعض الأخير ينتظر نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام، وهذا أمر علمه عند الله!». وأضاف «عربدة اليهود في فلسطين وبيت المقدس وتجهيز الهيكل هو تمهيد لظهور المسيح الدجال، وعربدة إيران في اليمن هو تمهيد لظهور المهدي المنتظر في اليمن وإعلان بيعته بين الركن والمقام بمكة المكرمة، وأحداث سوريا باعتبارها أرض المحشر التي سيخرج منها جيش الخسف، واحتلال كل من أفغانستان والعراق تحسباً لخروج أصحاب الرايات السود منهما وتوجههم لنصرة المهدي المنتظر».
وإذ بأحدهم يذكر بأن ما قام به «حمد بن خليفة» الأمير الوالد القطري في العالم العربي جاء متدثراً بذات الغطاء الديني المتمثل بتوقيت الخلاص وظهور «المهدي المنتظر» في آخر الزمان، مؤكداً أن هذه هي قناعته الفعلية، أو على الأقل أراد أن يقنع الآخرين بها محاولاً شرعنة أهدافه دينياً، فسألته وما هو الرابط أو المدخل أو العلاقة؟ وهل يعقل أن يحاول مجرد محاولة جنونية كهذه؟
فذكرني الزميل بإثارة قصة انتمائه إلى بني تميم وإلى الشيخ عبدالوهاب التي جرت أحداثها في 2017، قلت له تلك محاولة للبحث عن شرعية قبلية لا دينية داخل العمق السعودي، لكنه نبهني إلى القصة المتداولة عن بني تميم، بأن من سيناصر عودة المهدي المنتظر هم بنو تميم كما جاء في أحد الأحاديث النبوية (لم أناقش ضعف الحديث أو قوته فليس هذا مجالي) إنما وقفت عند فكرة البحث عن شرعية دينية مباشرة لسياسة حمد بن خليفة في العالم العربي أنتجت هذا الدمار الشامل.
نعم نعرف أنه تدثر بغطاء الشيخ القرضاوي لاستمالة الإخوان المسلمين، وهذا القدر من اللعب السياسي بالورقة الدينية -إن صح التعبير- وارد بغض النظر عن سلامته وصحته ومصداقيته، فالاستعانة بدعم رجل دين لأغراض سياسية محاولة واردة في العديد من الأنظمة السياسية، إنما أن تمتد محاولاته لجعل نفسه ذاتياً الشخصية المعدة إلاهياً والمؤهلة لعودة المهدي المنتظر فهذه جديدة، وربط الحديث النبوي الشريف به مرحلة من التمادي فاقت كل التصورات واستبعدتها تماماً، حتى أرسل لي عدداً من الفيديوات لواحد يدعى الشيخ «حسن التهامي»، يمني مولود في السعودية أسس لحركة أطلق عليها حركة «أنصار المهدي» وله العديد من الخطب يدعي فيها أن الأحاديث النبوية تشير إلى آل ثاني وإلى حكام قطر تحديداً باعتبارهم من ذكرهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام الذين سينصرون المهدي المنتظر ضد المسيح الدجال وذكر علاماتهم، وموجودة على اليوتيوب بكثرة، ثم ذكرني بتسجيلات حمد بن خليفة مع القذافي التي قال له فيها «أنت تعرف أن عبدالوهاب هو جدنا السادس عشر من بني تميم»!!
معقولة؟