بداية لابد وأن نوضح لمن لا يريد الاستيعاب، بأن مملكة البحرين تتعامل مع كافة علاقاتها التي تربطها بالدول الشقيقة والصديقة وفق معايير النزاهة والصداقة المخلصة والاحترام المتبادل، وحتى لو كانت هذه العلاقات وطيدة لأبعد درجة، فإن مملكة البحرين لا تتدخل إطلاقاً في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتحترم سيادتها.
وعليه فإن سفراء بلادنا في الخارج يعملون وفق البروتوكولات الدبلوماسية، ويصبون جهودهم لخدمة رعايا البحرين في تلك الدول بالإضافة إلى تعزيز العلاقات في كافة الجوانب التي تجمع البحرين بتلك الدول، أي أن سفراء بلادنا يقومون بدورهم كـ«سفراء» ولا شيء آخر.
وزير الخارجية اجتمع بالسفير الأمريكي في المنامة بعد يومين ساد فيهما الكلام والانتقاد والاستياء بشأن قيام السفير بدعوة مواطنين لبيته والحديث معهم في الشؤون الداخلية البحرينية، حيث أبلغه «بتحفظ المملكة على اللقاء الذي جرى بما يحمله من دلالات لا تتفق مع القوانين والأعراف الدولية في هذا الشأن».
أيضاً بحسب الخبر الرسمي قام وزير الخارجية ببحث «أنظمة العمل الدبلوماسي التي تنظم عمل البعثات الدبلوماسية في الدول وفقاً لاتفاقية فيينا، حيث أبدى السفير تفهماً كاملاً لكل ما نشر من مختلف الجهات في البحرين بهذا الشأن، والحرص على العلاقات بين البلدين الصديقين».
شخصياً لا أرى السفير الأمريكي بحاجة لتذكيره باتفاقية فيينا والأعراف الدبلوماسية الأخرى، كون من يقرأ سيرته الذاتية سيدرك بأنه ليس شخصاً مبتدئاً في العمل الدبلوماسي، بل أجزم بأنه يعرف تماماً ماذا يفعل.
ورغم ذلك فإن تحليل الخبر المنشور ومضمونه والكلمات المنتقاة فيه أمر يجب أن يدركه سعادة السفير، ويدرك معه مستوى التعامل الراقي والمحترم الذي تتعامل به مملكة البحرين، حتى أمام حالات تستدعي الاستياء الشديد وحق اتخاذ إجراءات تؤكد على السيادة وترفض التدخل في شؤوننا الداخلية. وللولايات المتحدة نفسها تجارب مع دول عديدة آخرها روسيا بشأن رفض تدخلات سفرائهم وممثليهم الدبلوماسيين في شؤون الدول الداخلية.
السفير الأمريكي يجيد اللغة العربية، وهي مسألة تجعل إلمامه بما ينشر في صحافتنا وفي وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بشخصيات المجتمع والمواطنين أمراً سهلاً له، ولا يحتاج معه لمن يترجم أو يكتب تقارير من موظفي السفارة، فكل شيء واضح أمامه، وبحسب الخبر الرسمي فإن السفير أبدى تفهماً لما حصل.
كان بودنا أن نعرف كمواطنين من السفير نفسه عبر بيان أو تصريح رده المباشر حول ما حصل، وهل بعد هذه الحادثة سنجد موقفاً مماثلاً، أم أنها غلطة لن تتكرر؟! ونورد كلمة «غلطة» هنا لأنها بالفعل مثلما نراها كمواطنين بحرينيين نرفض أن ينحرف عمل أي سفير ليتجه للتدخل في شؤوننا الداخلية ولقاء أفراد أياً كانت صفتهم بمعزل عن المؤسسات الرسمية، والسعي لمعرفة تفاصيل ومعلومات بشأن بلادنا من غير مصادرها الرسمية والموثوقة.
ونقول ذلك لأن تجاربنا عديدة وغنية مع سفراء سابقين تركوا عملهم الدبلوماسي وتركوا تعزيز علاقات بلادهم مع بلدنا، ولعبوا دوراً داعماً لمن كان يمارس التحريض على الإرهاب والعنف. شخصيات كانت الجهات الأمنية تحقق معهم وفي المقابل كان السفير الأسبق كرايجيسكي يعزمهم على «غبقات» و«عشيات» و«مسامرات» في تحدٍ وقح.
البحرين بقيادتها وشعبها بلد طيب متسامح ومضياف، وأقل ما نتوقعه من أي سفير أو أجنبي يقيم في بلادنا أن يحترمنا ويتعامل معنا بنفس المستوى النزيه والشفاف والصادق من المعاملة. وهنا جل ما نتمناه يا سعادة السفير بأن تلتزم بكونك سفيراً متمثلاً بالأعراف الدبلوماسية، أما شأننا الداخلي فلا دخل لك به، مثلما لا دخل لنا بما تفعله إدارتك هناك في الولايات المتحدة، فهو شأنكم.
{{ article.visit_count }}
وعليه فإن سفراء بلادنا في الخارج يعملون وفق البروتوكولات الدبلوماسية، ويصبون جهودهم لخدمة رعايا البحرين في تلك الدول بالإضافة إلى تعزيز العلاقات في كافة الجوانب التي تجمع البحرين بتلك الدول، أي أن سفراء بلادنا يقومون بدورهم كـ«سفراء» ولا شيء آخر.
وزير الخارجية اجتمع بالسفير الأمريكي في المنامة بعد يومين ساد فيهما الكلام والانتقاد والاستياء بشأن قيام السفير بدعوة مواطنين لبيته والحديث معهم في الشؤون الداخلية البحرينية، حيث أبلغه «بتحفظ المملكة على اللقاء الذي جرى بما يحمله من دلالات لا تتفق مع القوانين والأعراف الدولية في هذا الشأن».
أيضاً بحسب الخبر الرسمي قام وزير الخارجية ببحث «أنظمة العمل الدبلوماسي التي تنظم عمل البعثات الدبلوماسية في الدول وفقاً لاتفاقية فيينا، حيث أبدى السفير تفهماً كاملاً لكل ما نشر من مختلف الجهات في البحرين بهذا الشأن، والحرص على العلاقات بين البلدين الصديقين».
شخصياً لا أرى السفير الأمريكي بحاجة لتذكيره باتفاقية فيينا والأعراف الدبلوماسية الأخرى، كون من يقرأ سيرته الذاتية سيدرك بأنه ليس شخصاً مبتدئاً في العمل الدبلوماسي، بل أجزم بأنه يعرف تماماً ماذا يفعل.
ورغم ذلك فإن تحليل الخبر المنشور ومضمونه والكلمات المنتقاة فيه أمر يجب أن يدركه سعادة السفير، ويدرك معه مستوى التعامل الراقي والمحترم الذي تتعامل به مملكة البحرين، حتى أمام حالات تستدعي الاستياء الشديد وحق اتخاذ إجراءات تؤكد على السيادة وترفض التدخل في شؤوننا الداخلية. وللولايات المتحدة نفسها تجارب مع دول عديدة آخرها روسيا بشأن رفض تدخلات سفرائهم وممثليهم الدبلوماسيين في شؤون الدول الداخلية.
السفير الأمريكي يجيد اللغة العربية، وهي مسألة تجعل إلمامه بما ينشر في صحافتنا وفي وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بشخصيات المجتمع والمواطنين أمراً سهلاً له، ولا يحتاج معه لمن يترجم أو يكتب تقارير من موظفي السفارة، فكل شيء واضح أمامه، وبحسب الخبر الرسمي فإن السفير أبدى تفهماً لما حصل.
كان بودنا أن نعرف كمواطنين من السفير نفسه عبر بيان أو تصريح رده المباشر حول ما حصل، وهل بعد هذه الحادثة سنجد موقفاً مماثلاً، أم أنها غلطة لن تتكرر؟! ونورد كلمة «غلطة» هنا لأنها بالفعل مثلما نراها كمواطنين بحرينيين نرفض أن ينحرف عمل أي سفير ليتجه للتدخل في شؤوننا الداخلية ولقاء أفراد أياً كانت صفتهم بمعزل عن المؤسسات الرسمية، والسعي لمعرفة تفاصيل ومعلومات بشأن بلادنا من غير مصادرها الرسمية والموثوقة.
ونقول ذلك لأن تجاربنا عديدة وغنية مع سفراء سابقين تركوا عملهم الدبلوماسي وتركوا تعزيز علاقات بلادهم مع بلدنا، ولعبوا دوراً داعماً لمن كان يمارس التحريض على الإرهاب والعنف. شخصيات كانت الجهات الأمنية تحقق معهم وفي المقابل كان السفير الأسبق كرايجيسكي يعزمهم على «غبقات» و«عشيات» و«مسامرات» في تحدٍ وقح.
البحرين بقيادتها وشعبها بلد طيب متسامح ومضياف، وأقل ما نتوقعه من أي سفير أو أجنبي يقيم في بلادنا أن يحترمنا ويتعامل معنا بنفس المستوى النزيه والشفاف والصادق من المعاملة. وهنا جل ما نتمناه يا سعادة السفير بأن تلتزم بكونك سفيراً متمثلاً بالأعراف الدبلوماسية، أما شأننا الداخلي فلا دخل لك به، مثلما لا دخل لنا بما تفعله إدارتك هناك في الولايات المتحدة، فهو شأنكم.