حالة من الانزعاج الأقرب إلى الفزع انتابت نسبة كبيرة من مشاهدي فيلم «أصحاب ولا أعز». البعض استنكر مشهد خلع منى زكي لقطعة ملابس داخلية، على الرغم من أن المشهد لم يكن مشهد تعرٍ. والبعض الآخر غضب من قصص الخيانات الزوجية التي دارت، على الرغم من أن نصف الأفلام العربية تتطرق لقصص تفصيلية حول نفس القضية. وآخرون هالهم وجود شاب مثلي بين مجموعة الأصحاب. كل تلك «الكبائر» انتهت في خاتمة الفيلم بحالة من التصالح والقبول وهو ما زاد من استياء المشاهدين الذين توقعوا تصاعداً درامياً يؤدي إلى انفجار في العلاقات. لكن ذلك لم يحدث.
بعيداً عن الأصل الأجنبي لنسخة الفيلم العربي، فإن قصته تدور حول مجموعة من الأصدقاء المكونة من عدة أزواج، في صدفة ما قرروا اكتشاف أسرار بعضهم. وبغض النظر عن تفاصيل الأسرار فإن فلسفة الفيلم الأصلية تكشف أن أي من الأزواج لا يعرف شيئاً عن شريك حياته. وأن مجموعة الأصحاب جميعاً لا يعرف بعضهم بعضاً. إن المجموعة الأسرية التي تربطها صداقات قديمة، كانت في الحقيقة مجموعة أفراد تلتقي ثم تفترق دون أن تخلق بينها علاقات مشتركة واهتمامات عامة.
الفيلم يقوم على «الفردانية». والخط الدرامي يتتبع القصص الفردية لشخصيات الفيلم منقطعة عن علاقتها بالآخرين. وحتى الحوارات التي تناقش مسألة الانفصال بين الشركاء كانت ترسخ الاتجاه «الفرداني». مثل قصة طبيب التجميل وزوجته الطبيبة النفسية. فقد لجأت الزوجة لطبيب تجميل آخر يجري لها عملية تجميل الثدي، ولجأ الزوج لطبيب نفسي آخر، غير زوجته، يتعالج عنده من أزمته النفسية. وكانت تلك من الأسرار التي انكشفت، ولم يكن أحد الزوجين يعلمها عن الآخر. إنها حالة تفكك الشراكات العميق مع وجود الروابط الشكلية.
لكن كيف نفهم الاستياء الكبير من الجانب الأخلاقي للفيلم، في ظل وجود كم كبير جداً من الأفلام العربية ذات المحتوى الأخلاقي الرديء؟ ربما يكون الخوف المبرر على قيم المجتمع وسلامته الأخلاقية. لكنه يمكن أن يكون أيضاً نجاح الفيلم في جر المشاهدين إلى «فخ» السجال في قضايا عابرة موجودة في كل المجتمعات. لقد تحول الفيلم ضعيف السيناريو والإخراج إلى ترند في وسائل التواصل الاجتماعي. لكنه كان كالفقاعة انفجرت وتلاشت سريعاً، لأنها لا تحمل مضموناً حقيقياً ومؤثراً يستحق المجادلة فيه.
خطورة الفيلم وغيره من الأفلام التي قد تأتي في الطريق، أنه لا يناقش قضايا اجتماعية تهم قطاعاً كبيراً من أفراد المجتمع. الفيلم يطرح قصصاً فردية في سياق مستفز يستثير انفعالات المشاهد. الفيلم ترسيخ لصورة من صور تفكك الجماعة وتشظيها وتفرقها في الهم الذاتي والقصص الخاصة. إنه يجر المشاهد للتفاعل مع ما هو ذاتي وليس جماعي. مع ما هو مثير وليس ما هو مشترك. تماماً مثلما انشغل الناس بطلاق المطربة شيرين وظهورها حليقة الرأس. وبنفس الأسلوب المستفز الذي يمارسه محمد رمضان في استعراضاته الرامية إلى اللفت الدائم للاهتمام. إنها أحداث فردية صارت تشغل قطاعاً واسعاً من الناس، بعيداً عن الهموم العامة والمسائل الجمعية، والقضايا الكبرى كالفقر والجهل والتعليم والتغير الاجتماعي.
الفردانية هي من أخطر الظواهر التي يتجه إليها مجتمعنا. انشغالنا بالقصص الصغيرة وبالسلوك الفردي بعيداً عن ارتباطه بالقضايا العامة هو حالة من التشظي التي تزيد من عزلة الفرد وسط مجتمعات كبيرة توشك أن تتحول إلى مجموعات صغيرة مغتربة. وهذا ما حاول الفيلم ترسيخه في وعي المشاهد حين خرج الجميع من سهرة العشاء متصالحين متقبلين بعضهم. فنحن لسنا إلا مجموعة أفراد مستقلين يعيش كل واحد منا لوحده مع شريكه في البيت!
بعيداً عن الأصل الأجنبي لنسخة الفيلم العربي، فإن قصته تدور حول مجموعة من الأصدقاء المكونة من عدة أزواج، في صدفة ما قرروا اكتشاف أسرار بعضهم. وبغض النظر عن تفاصيل الأسرار فإن فلسفة الفيلم الأصلية تكشف أن أي من الأزواج لا يعرف شيئاً عن شريك حياته. وأن مجموعة الأصحاب جميعاً لا يعرف بعضهم بعضاً. إن المجموعة الأسرية التي تربطها صداقات قديمة، كانت في الحقيقة مجموعة أفراد تلتقي ثم تفترق دون أن تخلق بينها علاقات مشتركة واهتمامات عامة.
الفيلم يقوم على «الفردانية». والخط الدرامي يتتبع القصص الفردية لشخصيات الفيلم منقطعة عن علاقتها بالآخرين. وحتى الحوارات التي تناقش مسألة الانفصال بين الشركاء كانت ترسخ الاتجاه «الفرداني». مثل قصة طبيب التجميل وزوجته الطبيبة النفسية. فقد لجأت الزوجة لطبيب تجميل آخر يجري لها عملية تجميل الثدي، ولجأ الزوج لطبيب نفسي آخر، غير زوجته، يتعالج عنده من أزمته النفسية. وكانت تلك من الأسرار التي انكشفت، ولم يكن أحد الزوجين يعلمها عن الآخر. إنها حالة تفكك الشراكات العميق مع وجود الروابط الشكلية.
لكن كيف نفهم الاستياء الكبير من الجانب الأخلاقي للفيلم، في ظل وجود كم كبير جداً من الأفلام العربية ذات المحتوى الأخلاقي الرديء؟ ربما يكون الخوف المبرر على قيم المجتمع وسلامته الأخلاقية. لكنه يمكن أن يكون أيضاً نجاح الفيلم في جر المشاهدين إلى «فخ» السجال في قضايا عابرة موجودة في كل المجتمعات. لقد تحول الفيلم ضعيف السيناريو والإخراج إلى ترند في وسائل التواصل الاجتماعي. لكنه كان كالفقاعة انفجرت وتلاشت سريعاً، لأنها لا تحمل مضموناً حقيقياً ومؤثراً يستحق المجادلة فيه.
خطورة الفيلم وغيره من الأفلام التي قد تأتي في الطريق، أنه لا يناقش قضايا اجتماعية تهم قطاعاً كبيراً من أفراد المجتمع. الفيلم يطرح قصصاً فردية في سياق مستفز يستثير انفعالات المشاهد. الفيلم ترسيخ لصورة من صور تفكك الجماعة وتشظيها وتفرقها في الهم الذاتي والقصص الخاصة. إنه يجر المشاهد للتفاعل مع ما هو ذاتي وليس جماعي. مع ما هو مثير وليس ما هو مشترك. تماماً مثلما انشغل الناس بطلاق المطربة شيرين وظهورها حليقة الرأس. وبنفس الأسلوب المستفز الذي يمارسه محمد رمضان في استعراضاته الرامية إلى اللفت الدائم للاهتمام. إنها أحداث فردية صارت تشغل قطاعاً واسعاً من الناس، بعيداً عن الهموم العامة والمسائل الجمعية، والقضايا الكبرى كالفقر والجهل والتعليم والتغير الاجتماعي.
الفردانية هي من أخطر الظواهر التي يتجه إليها مجتمعنا. انشغالنا بالقصص الصغيرة وبالسلوك الفردي بعيداً عن ارتباطه بالقضايا العامة هو حالة من التشظي التي تزيد من عزلة الفرد وسط مجتمعات كبيرة توشك أن تتحول إلى مجموعات صغيرة مغتربة. وهذا ما حاول الفيلم ترسيخه في وعي المشاهد حين خرج الجميع من سهرة العشاء متصالحين متقبلين بعضهم. فنحن لسنا إلا مجموعة أفراد مستقلين يعيش كل واحد منا لوحده مع شريكه في البيت!