من الواضح أن الأزمة الروسية الأوكرانية المحتدمة، والتي نرجو أن تنتهي سلمياً وسريعاً، هي ليست مجرد حرب بين دولتين، بينهما خلافات لم تنجح السياسة في حلها. وإنما هي مواجهة شاملة بين روسيا والغرب ككل. وإذا كان العداء الغربي للاتحاد السوفيتي السابق كان ذا طابع أيديولوجي بالأساس، فإن العداء المتصاعد لروسيا، لم يعد يرتكز على مثل هذا المبرر الأيديولوجي، لأن روسيا اليوم تسير سيرة الغرب على الصعيد الاقتصادي بالرغم من استمرار بعض مظاهر النظام الريعي. ومن الواضح أيضاً أن هذه المواجهة الجديدة، قد تجاوزت حدود التهديد بالقوة إلى استخدامها، وتحولت إلى حرب شاملة.
فما الذي استجد حتى يتصاعد مثل هذا العداء الذي تبلور بشكل صريح ومباشر في الأزمة الأوكرانية، حتى تصبح روسيا العدو الأول في الساحة الدولية للولايات المتحدة الأمريكية ولدول حلف شمال الأطلسي؟
إن هذا العداء لروسيا متأتٍّ من تنامي الدور الروسي، وازدياد نفوذها في العالم، من أوكرانيا وبيلاروسيا وجورجيا، إلى فنزويلا وسورية وليبيا، وبقدر ما يزداد هذا النفوذ يزداد معه هذا العداء شدةً. فقد اعتاد الغرب منذ سقوط الاتحاد السوفيتي على العمل منفرداً في طريق مفتوح. وهو لذلك ليس مستعداً لأية منافسةٍ أو اقتسامٍ للنفوذ مع أي قوة أخرى. خاصة وأن تنامي القوة الروسية قد جاء بالتزامن مع فشل السياسات الأمريكية والغربية خارجيّاً، وظهور العديد من المؤشرات على تخلخل التحالف الأمريكي- الأوروبي، خصوصاً مع تنامي الأفكار المتطرفة للمحافظين الجدد في أمريكا. وبالتوازي مع كل ذلك كانت الصين أيضاً تنمو وتظهر على الساحة العالمية كقوة اقتصادية كبرى لها وزن سياسي وعسكري. مما ساعد على القضاء على فكرة السيادة الغربية – الأمريكية الأحادية الجانب ومهّد لظهور مجتمع دولي متعدد الأقطاب تلعب فيه روسيا والصين أدواراً مهمة.
ومن هنا بدأت الجهود لشيطنة روسيا وتصويرها بأنها أكبر تهديد للغرب ولقيمه. فبدأ التضييق عليها، وتشكيل تحالفات سياسية وعسكرية لتطويقها من كل الجهات، لمنعها من اكتساب المزيد من النفوذ والتأثير، وبتوظيف الترسانة الغربية المعتادة العسكرية والإعلامية، والسياسية، والاقتصادية، انطلاقاً من القناعة بأن النتيجة النهائية لهذه المواجهة سوف تحدد ليس مصير روسيا وأوكرانيا فحسب، بل ومصير الدول الغربية عامة، ومسار الأحداث في العالم عامةً.
لقد قامت الاستراتيجية الأمريكية على جر روسيا إلى مستنقع المواجهات من خلال الاستفزاز المستمر وعدم الاعتراف بجدية المخاوف الروسية، مع الاستمرار في تخويف المعسكر الأوروبي «وخاصة الشرقي منه» من تنامي التهديد الروسي، ودفعه إلى القبول بوجود المزيد من القواعد العسكرية الأمريكية، لاستكمال الطوق حول روسيا.
المعركة بدأت، والغرب عازم على جر روسيا الى مستنقع حرب الاستنزاف في أوكرانيا، ولكن: هل تتمكن القيادة الروسية من تجنب الوقوع في الفخ المنصوب لها، حتى لا تكرر تجربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان؟
فما الذي استجد حتى يتصاعد مثل هذا العداء الذي تبلور بشكل صريح ومباشر في الأزمة الأوكرانية، حتى تصبح روسيا العدو الأول في الساحة الدولية للولايات المتحدة الأمريكية ولدول حلف شمال الأطلسي؟
إن هذا العداء لروسيا متأتٍّ من تنامي الدور الروسي، وازدياد نفوذها في العالم، من أوكرانيا وبيلاروسيا وجورجيا، إلى فنزويلا وسورية وليبيا، وبقدر ما يزداد هذا النفوذ يزداد معه هذا العداء شدةً. فقد اعتاد الغرب منذ سقوط الاتحاد السوفيتي على العمل منفرداً في طريق مفتوح. وهو لذلك ليس مستعداً لأية منافسةٍ أو اقتسامٍ للنفوذ مع أي قوة أخرى. خاصة وأن تنامي القوة الروسية قد جاء بالتزامن مع فشل السياسات الأمريكية والغربية خارجيّاً، وظهور العديد من المؤشرات على تخلخل التحالف الأمريكي- الأوروبي، خصوصاً مع تنامي الأفكار المتطرفة للمحافظين الجدد في أمريكا. وبالتوازي مع كل ذلك كانت الصين أيضاً تنمو وتظهر على الساحة العالمية كقوة اقتصادية كبرى لها وزن سياسي وعسكري. مما ساعد على القضاء على فكرة السيادة الغربية – الأمريكية الأحادية الجانب ومهّد لظهور مجتمع دولي متعدد الأقطاب تلعب فيه روسيا والصين أدواراً مهمة.
ومن هنا بدأت الجهود لشيطنة روسيا وتصويرها بأنها أكبر تهديد للغرب ولقيمه. فبدأ التضييق عليها، وتشكيل تحالفات سياسية وعسكرية لتطويقها من كل الجهات، لمنعها من اكتساب المزيد من النفوذ والتأثير، وبتوظيف الترسانة الغربية المعتادة العسكرية والإعلامية، والسياسية، والاقتصادية، انطلاقاً من القناعة بأن النتيجة النهائية لهذه المواجهة سوف تحدد ليس مصير روسيا وأوكرانيا فحسب، بل ومصير الدول الغربية عامة، ومسار الأحداث في العالم عامةً.
لقد قامت الاستراتيجية الأمريكية على جر روسيا إلى مستنقع المواجهات من خلال الاستفزاز المستمر وعدم الاعتراف بجدية المخاوف الروسية، مع الاستمرار في تخويف المعسكر الأوروبي «وخاصة الشرقي منه» من تنامي التهديد الروسي، ودفعه إلى القبول بوجود المزيد من القواعد العسكرية الأمريكية، لاستكمال الطوق حول روسيا.
المعركة بدأت، والغرب عازم على جر روسيا الى مستنقع حرب الاستنزاف في أوكرانيا، ولكن: هل تتمكن القيادة الروسية من تجنب الوقوع في الفخ المنصوب لها، حتى لا تكرر تجربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان؟