هذه الأيام فرصة جيدة لمن مازال يظن أن الغرب هم «أسياد الديمقراطية» وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك ليرى بأم عينه كيف يتم التعاطي بأسلوب «انتقائي» حينما ترتبط المسألة بهم، وليست بنا عرباً ومسلمين.
تذكرون تلك الفوضى العارمة التي حصلت قبل سنوات عديدة حينما رفعت شعارات في الملاعب الأجنبية تتضامن مع غزة؟! أتذكرون الموجة العالية من الصراخ والاستنكار الأوروبي والتهديد والتلويح بـ «عدم خلط السياسة بالرياضة»؟! تذكرون ذلك جيداً.
طيب، ما الذي يحصل اليوم؟! أوليست أولى الضربات تجاه روسيا وأكثرها دقة «وكأنها جهزت منذ زمن» كانت في الرياضة، عبر استبعاد روسيا من كل حدث رياضي، وتم رفع الشعارات السياسية مع أوكرانيا في كل الملاعب العالمية؟! أليس هذا خلطاً «محرماً» للسياسة بالرياضة؟! كان خلطاً بالنسبة إليهم حينما تعلق الموضوع بشأن عربي!
طيب، أوليست روسيا كانت الحليف الأكبر لبشار الأسد في ما حصل في سوريا؟! أوليست أمريكا والعالم الغربي كان مندداً بما يحصل هناك؟! هم جرموا نظام بشار الأسد وكل من يعاونه، وكان الروس في مقدمة تلك القائمة؟! بالتالي كيف حصلت روسيا على حق تنظيم مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2018؟!
خلطوا الرياضة بالسياسة حينما خدمهم الموضوع، ووصل الأمر لدرجة يتوقع معها إجبار الروسي رومان إبراهيموفتش على بيع نادي تشلسي اللندني خلال الأيام القادمة، لأن الملياردير الروسي سيتم «شل حركته المالية» بكل تأكيد.
جانب آخر من التناقضات الغربية ومن الدول التي حاولت ممارسة «الفلسفة» على دولنا بشأن حقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها من شعارات، هم أصلاً من داسوا عليها منذ القدم، سواء خلال حملاتهم الاستعمارية، أو حروبهم العالمية، وهنا سلموا على راعية السلام الأولى الولايات المتحدة الأمريكية التي ضربت اليابان بقنابل ذرية، واحتلت فيتنام وأفغانستان والعراق ونهبت خيراتها، بل ووصلت للتدخل في شؤون كافة الدول عامة، وتجسس أوباما على هواتف رؤوساء دول مثل إنجيلا ميركل وغيرها، وتفنن النظام الأمريكي في فنون التعذيب ودعس الإنسانية في سجون «جوانتانامو» و«أبوغريب»، ولم يَطُلْ نظامَ البيت الأبيض لا عقوبات ولا «تطويق» ولا قطع علاقات رياضية أو اقتصادية وغيرها.
هذا الجانب المظلم الآخر يتبين من خلال التعاطي الإعلامي الأجنبي، وتتصدره كبريات القنوات مثل الـ «سي إن إن» والــ «بي بي سي» وغيرهم من قنوات تعاملت مع ما يحصل في أوكرانيا على أنهم «ضحايا خمس نجوم»، مذيع يخرج ويقول على الملأ إن هؤلاء شعب أوروبي عيونهم زرقاء وشعورهم شقراء ولا يصح أن يكونوا لاجئين، وآخر يقول أوكرانيا ليست أفغانستان ولا سوريا ولا العراق حتى يحصل لها ما يحصل! ومذيعة تقول بكل غباء تلقائي إن هؤلاء مسيحيون مثلنا فلا يجب القبول بما يحصل لهم!
يا سلام، أين كانت هذه الأصوات بشأن مواقع ودول وشعوب أخرى كنتم تنظرون لهم بنظرة دونية خالية من الإنسانية؟! كنتم تتعاطون معهم كـ«أخبار» لا تحرك ساكناً، ومن يوقع الظلم عليهم أو يغزو بلادهم، أو «يستثمر» في الإرهاب الموجه ضدهم «مثلما كشفت هيلاري كلينتون عن دورها في هذا الجانب بصفاقة تجاه شعوبنا»، كان إعلامكم يسكت عنهم ولا كأنها جرائم ترتكب بحق دول ذات سيادة، وشعوب من حقها أن تعيش بسلام.
لسنا نبرر إطلاقاً اعتداء دولة على أخرى، ولسنا ممن يفرح للحروب، لكن المشهد الحالي يجب أن «يفتح عيون» من يظنُّ الغربَ جنةَ الحريات والديمقراطيات وملاذَ الإنسانية. إذ هاهي المبادئ التي صدعوا رؤوسنا بها تسقط، فقط لأنها تخدم مصالحهم، وتحديداً من يريد إسقاط أقوى خصم وغريم له باستخدام الآخرين. أوَلم يقلها بايدن في خطابه الأخير وكأنه «رجل كاوبوي» يأمر بقية الدول باعتبارهم اتباعه: «اذهبوا واقضوا عليه»؟!
تذكرون تلك الفوضى العارمة التي حصلت قبل سنوات عديدة حينما رفعت شعارات في الملاعب الأجنبية تتضامن مع غزة؟! أتذكرون الموجة العالية من الصراخ والاستنكار الأوروبي والتهديد والتلويح بـ «عدم خلط السياسة بالرياضة»؟! تذكرون ذلك جيداً.
طيب، ما الذي يحصل اليوم؟! أوليست أولى الضربات تجاه روسيا وأكثرها دقة «وكأنها جهزت منذ زمن» كانت في الرياضة، عبر استبعاد روسيا من كل حدث رياضي، وتم رفع الشعارات السياسية مع أوكرانيا في كل الملاعب العالمية؟! أليس هذا خلطاً «محرماً» للسياسة بالرياضة؟! كان خلطاً بالنسبة إليهم حينما تعلق الموضوع بشأن عربي!
طيب، أوليست روسيا كانت الحليف الأكبر لبشار الأسد في ما حصل في سوريا؟! أوليست أمريكا والعالم الغربي كان مندداً بما يحصل هناك؟! هم جرموا نظام بشار الأسد وكل من يعاونه، وكان الروس في مقدمة تلك القائمة؟! بالتالي كيف حصلت روسيا على حق تنظيم مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2018؟!
خلطوا الرياضة بالسياسة حينما خدمهم الموضوع، ووصل الأمر لدرجة يتوقع معها إجبار الروسي رومان إبراهيموفتش على بيع نادي تشلسي اللندني خلال الأيام القادمة، لأن الملياردير الروسي سيتم «شل حركته المالية» بكل تأكيد.
جانب آخر من التناقضات الغربية ومن الدول التي حاولت ممارسة «الفلسفة» على دولنا بشأن حقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها من شعارات، هم أصلاً من داسوا عليها منذ القدم، سواء خلال حملاتهم الاستعمارية، أو حروبهم العالمية، وهنا سلموا على راعية السلام الأولى الولايات المتحدة الأمريكية التي ضربت اليابان بقنابل ذرية، واحتلت فيتنام وأفغانستان والعراق ونهبت خيراتها، بل ووصلت للتدخل في شؤون كافة الدول عامة، وتجسس أوباما على هواتف رؤوساء دول مثل إنجيلا ميركل وغيرها، وتفنن النظام الأمريكي في فنون التعذيب ودعس الإنسانية في سجون «جوانتانامو» و«أبوغريب»، ولم يَطُلْ نظامَ البيت الأبيض لا عقوبات ولا «تطويق» ولا قطع علاقات رياضية أو اقتصادية وغيرها.
هذا الجانب المظلم الآخر يتبين من خلال التعاطي الإعلامي الأجنبي، وتتصدره كبريات القنوات مثل الـ «سي إن إن» والــ «بي بي سي» وغيرهم من قنوات تعاملت مع ما يحصل في أوكرانيا على أنهم «ضحايا خمس نجوم»، مذيع يخرج ويقول على الملأ إن هؤلاء شعب أوروبي عيونهم زرقاء وشعورهم شقراء ولا يصح أن يكونوا لاجئين، وآخر يقول أوكرانيا ليست أفغانستان ولا سوريا ولا العراق حتى يحصل لها ما يحصل! ومذيعة تقول بكل غباء تلقائي إن هؤلاء مسيحيون مثلنا فلا يجب القبول بما يحصل لهم!
يا سلام، أين كانت هذه الأصوات بشأن مواقع ودول وشعوب أخرى كنتم تنظرون لهم بنظرة دونية خالية من الإنسانية؟! كنتم تتعاطون معهم كـ«أخبار» لا تحرك ساكناً، ومن يوقع الظلم عليهم أو يغزو بلادهم، أو «يستثمر» في الإرهاب الموجه ضدهم «مثلما كشفت هيلاري كلينتون عن دورها في هذا الجانب بصفاقة تجاه شعوبنا»، كان إعلامكم يسكت عنهم ولا كأنها جرائم ترتكب بحق دول ذات سيادة، وشعوب من حقها أن تعيش بسلام.
لسنا نبرر إطلاقاً اعتداء دولة على أخرى، ولسنا ممن يفرح للحروب، لكن المشهد الحالي يجب أن «يفتح عيون» من يظنُّ الغربَ جنةَ الحريات والديمقراطيات وملاذَ الإنسانية. إذ هاهي المبادئ التي صدعوا رؤوسنا بها تسقط، فقط لأنها تخدم مصالحهم، وتحديداً من يريد إسقاط أقوى خصم وغريم له باستخدام الآخرين. أوَلم يقلها بايدن في خطابه الأخير وكأنه «رجل كاوبوي» يأمر بقية الدول باعتبارهم اتباعه: «اذهبوا واقضوا عليه»؟!