هل باغتت روسيا العالم بعملياتها في أوكرانيا؟!!! كيف ومعلومة الحرب لدى جميع أجهزة الاستخبارات منذ سنين، ومع ذلك لم يقم أحد بنزع فتيل هذه الأزمة حتى وقعت الحرب ولن يكون هناك خاسر أكبر من الشعب الأوكراني، فلماذا لم يتم العمل على تجنبها؟!!!

إن التاريخ يتكرر فكما لم تقبل أمريكا بوجود صواريخ سوفيتية في كوبا، وكادت أن تندلع حرب نووية فبالمثل لن تقبل روسيا أن تكون أوكرانيا ضمن حلف الناتو لكي تجد قواته على حدودها، وقد صرحت بهذا علناً وضمت جزيرة القرم واستخدمت الانفصاليين الموالين لها في إقليم دونباس، وكلها رسائل لم يتم الأخذ بها بل وتخيل زيلينسكي أنه نداً لروسيا.

كلنا ضد الحرب وكلنا ضد تدمير المدن وتعرض المدنيين للنيران، ولكن السؤال للرئيس الأوكراني لماذا يجب أن تختار الحل نفسه ولكن بالطريقة المؤلمة خصوصاً بعد تصريحاته بالتخلي عن الانضمام لحلف الناتو، لأنهم لم يساعدوه ولم يقدموا له العون الكافي من أجل التصدي للجيش الروسي، فلماذا لم يتخذ هذه الخطوة مبكراً؟! وهل الجلوس على طاولة المفاوضات الروسية والتخلي عن إقليم دونباس الذي لا يملك سيطرة بالفعل عليه يجرح كبريائه.

فإذا نظرنا إلى الحرب الروسية الفنلندية عام 1939 والتي استمرت 105 أيام ورغم بسالة دفاع الشعب الفنلندي إلا أن قادتهم اختاروا التنازل عن 11٪ من أراضيهم لصالح روسيا ليحظوا بالسلام ويحافظوا على سلامة شعبهم، فهل ستقوم أوكرانيا باتباع النهج نفسه ومتى؟! وبعد كم من الخسائر؟!!

إن الدب الروسي كان قابعاً على الحدود الأوكرانية منتظراً الوقت الملائم، وقد أعطته أمريكا الضوء الأخضر بانسحابها من أفغانستان.. نعم فطريقة الانسحاب أعطت رسائل عدة، فالمظاهر الفوضاوية وكأن الجيش الأمريكي يهرول أمام طالبان جعلت بوتين يدرك أنهم غير مستعدين للمواجهة.

حتماً لا أحد يؤيد الحرب أياً كانت أسبابها ولكن علينا أن نتعلم من العبر الذي يسردها لنا التاريخ، وعلينا أن ندرك أن الولايات المتحدة أرسلت رسائل خاطئة لروسيا وكل من لديه أطماع أن أمريكا لن تحمي أحداً؟! وأنها ستحافظ فقط على مصالحها، فالجميع يجب أن يدرك مكانه من المصالح لدى المجتمع الدولي ومدى أهميته، ولنا في الحرب الرواندية والتي راح ضحيتها 800 ألف مسيحي مثالاً فقد كان الغرب يستطيع أن يوقف هذه المجازر في بدايتها ولكن رواندا لم تكن لديها الموارد التي تغري الدول العظمى ليحافظوا على شعبها.

ونحن يجب أن ندرك مكانتنا من المجتمع الدولي ونعمل على الاتحاد والتكامل فيما بيننا وها هي أوكرانيا توقف تصدير الحبوب وتضع العالم في أزمة لأنها تملك 30٪ من سلة الغذاء العالمي، فهل سنقف مكتوفي الأيدي أم نستغل موارد الدول العربية التي لديها القدرة على توفير احتياجاتنا باستثمارات تعود على الجميع بالنفع. فالأراضي السودانية والمصرية وأخرى صالحة للزراعة في الوطن العربي يجب استغلالها.