الخطاب السياسي من أدوات الإقناع الموجهة للجماهير التي تلجأ إليه القوى السياسية الفاعلة في المجتمع من أجل اكتساب المشروعية السياسية أو الترويج لأفكارها أو السعي للسلطة. يقترح الفيلسوف الفرنسي «ميشيل فوكو» أن أي خطاب له منطق داخلي وارتباطات مؤسسية. المنطق الداخلي لأي خطاب سياسي هو الفكرة أو المعلومة المراد تمريرها، أما الارتباطات المؤسسية فهي تتحدد بالنطاق المعرفي المقبول أو السائد أو المشتغل في المجتمع، كالمحددات القانونية والدستورية والأخلاقية أو الحزبية، التي ترتبط بدورها بالمؤسسات الدستورية أو الدينية أو التعليمية أو الأحزاب السياسية.
لتقريب الصورة، المنطق الداخلي للخطاب السياسي يشبه الفيلم السينمائي بمكوناته: القصة والحبكة الدرامية والإخراج الفني.. إلخ، بينما الارتباطات المؤسسية تلعب دور الشاشة التي يعرض عليها ذلك الفيلم. الخطورة تكمن في تلك الخلفية التي يعرض عليها الخطاب السياسي، وهو مفهوم شفاف غير مرئي أو مسموع لكنه يفهم من السياق العام. ومن أهم أهداف السياسيين حول العالم التأثير على مشاعر الجماهير، ولا يلعب هذا الدور إلا متحدثون جيدون يمتلكون المهارات المطلوبة في تحويل الخطاب السياسي إلى طاقة عاطفية تكسب التأييد.
إذا أخذنا مثلاً «الإخوان المسلمين» وأغلب الإسلام السياسي، سنجدهم يرددون مقولات مثل «الإسلام هو الحل» دون توضيح ما هو المقصود من تلك المقولة، وما هو شكل النظام السياسي أو ما هي المفاهيم التي تؤصل للتعددية والحرية وكيف يقترحون تنظيم العلاقة بين الدين والدولة أو ما هي علاقتهم «بالحداثة»، ذلك لأن المقولة العامة «الإسلام هو الحل» تستخدم لكسب مشاعر الجماهير التي يحتاجونها في حراكهم السياسي، فالمسألة هنا لا تتعلق بالحق في التداول السلمي للسلطة داخل الأطر الدستورية، إنما تتعلق بأصول العمل السياسي المفقودة، لحزب سياسي مجهول البنية والملامح الأساسية، تلك الملامح النظرية التي تؤصل الأفكار وتخاطب العقل بدل من العاطفة، وما إن تصل تلك الجماعة إلى السلطة حتى يتضح إنها استخدمت الأدوات السياسية المتاحة منها «الخطاب السياسي» للانقلاب على الدستور وإلغاء أشكال التعددية وإخضاع الجميع لعقيدتهم بالإكراه المعنوي والمادي.
الجماعات والأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية والحداثية العربية لا تختلف عن الإسلام السياسي من هذه الناحية، أغلب الخطاب السياسي موجه للعاطفة بهدف تحريك مشاعر الجماهير من دون الاهتمام ببناء الوعي الجمعي، فعندما تستمع لخطاب سياسي تذكر أهمية أن تتعرف على البنية المعرفية المشتغلة في الخلفية لهذا الفريق أو ذاك، فالخطورة تكمن هناك.
لتقريب الصورة، المنطق الداخلي للخطاب السياسي يشبه الفيلم السينمائي بمكوناته: القصة والحبكة الدرامية والإخراج الفني.. إلخ، بينما الارتباطات المؤسسية تلعب دور الشاشة التي يعرض عليها ذلك الفيلم. الخطورة تكمن في تلك الخلفية التي يعرض عليها الخطاب السياسي، وهو مفهوم شفاف غير مرئي أو مسموع لكنه يفهم من السياق العام. ومن أهم أهداف السياسيين حول العالم التأثير على مشاعر الجماهير، ولا يلعب هذا الدور إلا متحدثون جيدون يمتلكون المهارات المطلوبة في تحويل الخطاب السياسي إلى طاقة عاطفية تكسب التأييد.
إذا أخذنا مثلاً «الإخوان المسلمين» وأغلب الإسلام السياسي، سنجدهم يرددون مقولات مثل «الإسلام هو الحل» دون توضيح ما هو المقصود من تلك المقولة، وما هو شكل النظام السياسي أو ما هي المفاهيم التي تؤصل للتعددية والحرية وكيف يقترحون تنظيم العلاقة بين الدين والدولة أو ما هي علاقتهم «بالحداثة»، ذلك لأن المقولة العامة «الإسلام هو الحل» تستخدم لكسب مشاعر الجماهير التي يحتاجونها في حراكهم السياسي، فالمسألة هنا لا تتعلق بالحق في التداول السلمي للسلطة داخل الأطر الدستورية، إنما تتعلق بأصول العمل السياسي المفقودة، لحزب سياسي مجهول البنية والملامح الأساسية، تلك الملامح النظرية التي تؤصل الأفكار وتخاطب العقل بدل من العاطفة، وما إن تصل تلك الجماعة إلى السلطة حتى يتضح إنها استخدمت الأدوات السياسية المتاحة منها «الخطاب السياسي» للانقلاب على الدستور وإلغاء أشكال التعددية وإخضاع الجميع لعقيدتهم بالإكراه المعنوي والمادي.
الجماعات والأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية والحداثية العربية لا تختلف عن الإسلام السياسي من هذه الناحية، أغلب الخطاب السياسي موجه للعاطفة بهدف تحريك مشاعر الجماهير من دون الاهتمام ببناء الوعي الجمعي، فعندما تستمع لخطاب سياسي تذكر أهمية أن تتعرف على البنية المعرفية المشتغلة في الخلفية لهذا الفريق أو ذاك، فالخطورة تكمن هناك.