مازلنا نعيش فصولاً غريبة عجيبة من تطبيق الغرب لمعايير مزدوجة بخصوص أمور كانوا «يحرمونها» علينا واليوم «يبيحونها» لأنفسهم تحت مسوغات ما تفرضه «الحرب الروسية الأوكرانية».
كل يوم تجد أفعالاً تستغرب منها، وتبين لك «الوجه القبيح» لما يُسمى بـ«الديمقراطية والحرية الغربية»، ووصلت لمستويات خيالية، خاصة حينما أقحمت السياسة إقحاماً قسرياً في الرياضة.
قبل كل مباراة للدوري الإنجليزي تجد استهدافاً إعلامياً صريحاً لمدربي كرة القدم بالأخص الأجانب، إذ بينما يريد المدرب الرد على تساؤلات الصحفيين بشأن المباراة المعنية، نجد الصحفيين «يجرونهم» جراً إلى الحرب الروسية الأوكرانية، في محاولة «استنطاق» قسرية.
الألماني توخيل مدرب تشلسي الإنجليزي ضاق ذرعاً وصرخ في أحد المؤتمرات بأن «توقفوا عن سؤالي بهذه الأسئلة، أنا مدرب كرة قدم ولست سياسياً». وبعض المدربين من كثرة الإلحاح أدلوا بتصريحات معنية بالحرب ليتلقفها الإعلام بعدها ويقيموا منها قصصاً لا تنتهي، مثل مدرب ليفربول الألماني يورجن كلوب، وحتى ابن إنجلترا نفسها فرانك لامبارد الذي حاول الصحفيون «استنطاقه» بسبب ناديه السابق تشلسي وعلاقته بالملياردير الروسي مالك النادي رومان ابراموفيتش، وهكذا لا تتوقف العجلة فيما يحصل هناك.
بل تم استغلال إقحام السياسة بالرياضة بشكل أكبر، إذ ما تعرّض له إيدي هاو مدرب نيوكاسل الإنجليزي المملوك لصندوق الاستثمار السعودي مؤخراً أمر اتضحت أهدافه، فالأمر تعدى الشأن الروسي الأوكراني، بل تحوّل لاستهداف السعودية عبر سؤال مدرب نيوكاسل عن قرارات سعودية داخلية معنية بالأمن القومي، ومع رفضه الحديث إلا في شأن رياضي يختص بالفريق بدأت حرب من قبل بعض الصحفيين على مدرب نيوكاسل.
كل هذا يتم تحت ذريعة محاربة الإرهاب ودعم حقوق الإنسان، لكنه كما بيّنا سابقاً لا يتم إلا بناء على عرق معين ودين معين، وسبق واستشهدنا بمواقف عديدة للاعبين عرب ومسلمين رفعوا شعارات تدعو لوقف استهداف العرب والمسلمين مثلما يحصل في فلسطين أو الإيغور أو الروهينغا، وتم تحذير هؤلاء اللاعبين وتغريمهم. وهنا تتضح الازدواجية في المعايير بالنسبة لما يمسهم كغرب، وما يمسنا كشعوب عربية مسلمة.
لكن من فمك أدينك، وهو المثل الشهير الذي يبدو أن اللاعب المصري المصنف ثانياً على مستوى العالم في لعبة الإسكواش علي فرج طبقه بشكل ذكي، وذلك حينما حاول المذيع «استنطاقه» بعد فوزه ببطولة «أوبتاسيا» في لندن بدعوته لقول كلمة دعماً للأوكرانيين، فما كان من البطل فرج إلا أن قال: «كلنا تابعنا ماذا يحصل في أوكرانيا، ولسنا راضين عن ذلك لأنه لا أحد يقبل بما يجري من قتل فيها، لكن لم يكن يسمح لنا من قبل بالحديث عن السياسة في الرياضة، وبما أن ذلك يسمح به الآن، أود أن يتذكر الناس أن الاضطهاد يحصل في كل مكان في العالم، الفلسطينيون يتعرّضون للاضطهاد منذ 74 عاماً، لكني أعتقد أن قضيتهم لا تتناسب مع الخطاب في الإعلام الغربي، فلم يكن ممكناً أن تتحدث عن ذلك، أما الآن فيمكن أن نتحدث عن أوكرانيا وفلسطين، لذا أرجو ألا تنسوا ذلك».
نعم حقوق الإنسان والحريات وفصل السياسة عن الرياضة تطبق من قبلهم علينا فقط، لكن حينما يتعلّق الأمر بهم فلا تحدثني عن أعراف ودبلوماسية ولا حقوق إنسان.
كل يوم تجد أفعالاً تستغرب منها، وتبين لك «الوجه القبيح» لما يُسمى بـ«الديمقراطية والحرية الغربية»، ووصلت لمستويات خيالية، خاصة حينما أقحمت السياسة إقحاماً قسرياً في الرياضة.
قبل كل مباراة للدوري الإنجليزي تجد استهدافاً إعلامياً صريحاً لمدربي كرة القدم بالأخص الأجانب، إذ بينما يريد المدرب الرد على تساؤلات الصحفيين بشأن المباراة المعنية، نجد الصحفيين «يجرونهم» جراً إلى الحرب الروسية الأوكرانية، في محاولة «استنطاق» قسرية.
الألماني توخيل مدرب تشلسي الإنجليزي ضاق ذرعاً وصرخ في أحد المؤتمرات بأن «توقفوا عن سؤالي بهذه الأسئلة، أنا مدرب كرة قدم ولست سياسياً». وبعض المدربين من كثرة الإلحاح أدلوا بتصريحات معنية بالحرب ليتلقفها الإعلام بعدها ويقيموا منها قصصاً لا تنتهي، مثل مدرب ليفربول الألماني يورجن كلوب، وحتى ابن إنجلترا نفسها فرانك لامبارد الذي حاول الصحفيون «استنطاقه» بسبب ناديه السابق تشلسي وعلاقته بالملياردير الروسي مالك النادي رومان ابراموفيتش، وهكذا لا تتوقف العجلة فيما يحصل هناك.
بل تم استغلال إقحام السياسة بالرياضة بشكل أكبر، إذ ما تعرّض له إيدي هاو مدرب نيوكاسل الإنجليزي المملوك لصندوق الاستثمار السعودي مؤخراً أمر اتضحت أهدافه، فالأمر تعدى الشأن الروسي الأوكراني، بل تحوّل لاستهداف السعودية عبر سؤال مدرب نيوكاسل عن قرارات سعودية داخلية معنية بالأمن القومي، ومع رفضه الحديث إلا في شأن رياضي يختص بالفريق بدأت حرب من قبل بعض الصحفيين على مدرب نيوكاسل.
كل هذا يتم تحت ذريعة محاربة الإرهاب ودعم حقوق الإنسان، لكنه كما بيّنا سابقاً لا يتم إلا بناء على عرق معين ودين معين، وسبق واستشهدنا بمواقف عديدة للاعبين عرب ومسلمين رفعوا شعارات تدعو لوقف استهداف العرب والمسلمين مثلما يحصل في فلسطين أو الإيغور أو الروهينغا، وتم تحذير هؤلاء اللاعبين وتغريمهم. وهنا تتضح الازدواجية في المعايير بالنسبة لما يمسهم كغرب، وما يمسنا كشعوب عربية مسلمة.
لكن من فمك أدينك، وهو المثل الشهير الذي يبدو أن اللاعب المصري المصنف ثانياً على مستوى العالم في لعبة الإسكواش علي فرج طبقه بشكل ذكي، وذلك حينما حاول المذيع «استنطاقه» بعد فوزه ببطولة «أوبتاسيا» في لندن بدعوته لقول كلمة دعماً للأوكرانيين، فما كان من البطل فرج إلا أن قال: «كلنا تابعنا ماذا يحصل في أوكرانيا، ولسنا راضين عن ذلك لأنه لا أحد يقبل بما يجري من قتل فيها، لكن لم يكن يسمح لنا من قبل بالحديث عن السياسة في الرياضة، وبما أن ذلك يسمح به الآن، أود أن يتذكر الناس أن الاضطهاد يحصل في كل مكان في العالم، الفلسطينيون يتعرّضون للاضطهاد منذ 74 عاماً، لكني أعتقد أن قضيتهم لا تتناسب مع الخطاب في الإعلام الغربي، فلم يكن ممكناً أن تتحدث عن ذلك، أما الآن فيمكن أن نتحدث عن أوكرانيا وفلسطين، لذا أرجو ألا تنسوا ذلك».
نعم حقوق الإنسان والحريات وفصل السياسة عن الرياضة تطبق من قبلهم علينا فقط، لكن حينما يتعلّق الأمر بهم فلا تحدثني عن أعراف ودبلوماسية ولا حقوق إنسان.