فيما سبق نتحدث عن نجاح الإعلام الغربي في كل شيء تقريباً، في مقابل فشل إعلامنا العربي في كل شيء تقريباً؟! فالإعلام الغربي يتفوق لأنه حر ومهني ويحترم العقول. يتحرك داخل شروط المهنية، وفي نطاق الحرية والتنوع والحق في الوصول إلى الآراء الأخرى، داخل الحدود أو خارجها. إلى آخر لائحة المزايا التي تتعارض تماماً مع بؤس إعلامنا العربي، إلا من رحم ربي.
ولكن الحروب التي شهدناها خلال العقود الماضية، أظهرت بأن كل ذلك كان مجرد فقاعة، أو كذبة فاخرة ملفوفة بورق السولوفان.. إذ تنقلب حرية التعبير والإعلام والحق في النفاذ إلى المعلومة، إلى مجرد طلاء أظافر خارجي جميل، يتقشر وقت الأزمات والحروب.
كنا نمثل بهذا الإعلام عن الديمقراطية التي تحتل فيها حرية الرأي والتعبير مكانة متقدمة، باعتبارها انعكاساً للمبادئ التي تحكم النظم السياسية نفسها، ولأنها الأساس لبقية الحريات. ولذلك كرست القوانين تلك الحقوق. كما كرست المنظمات الدولية هذه القيم وحولتها إلى قيم كونية.
ولكن للأسف برهنت التحولات والأحداث التي شهدها العالم خلال العقود الأخيرة، عن وجود تناقض بين المبادئ والممارسات، حتى في هذه الدول الديمقراطية، شهدنا ذلك خلال الحروب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية منفردة أو مع حلفائها، وتبين أن الإعلام عندهم أيضاً واقع بين أيدي السياسيين والمخابرات. وأنه لم يعد سلطة مستقلة، ولا هم يحزنون عندما يتعلق الأمر بالقرار السياسي أو العسكري.
شهدنا ذلك خلال الحروب السابقة، ونشهده اليوم يتجدد عقب التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا، فتبين أن الجميع يتحكم ليس في مضمون الإعلام وتوجهاته فحسب، بل في حق الوصول إلى المعلومات من مصادر مختلفة. شهدنا المزيد من القيود على وسائل الإعلام، وبلغ الأمر إلى حجب ومنع العديد منها، بهدف التحكم في الرواية، وتقديم الحجج والمبررات لكسب تعاطف الرأي العام الداخلي والخارجي. شهدنا الغلق والحجب، كما الكذب الممنهج والتلفيق والتضليل الذي تحول إلى صناعة. فأصبح الحديث عن حرية الإعلام، كما حرية التجارة، مجرد هراء، يجري بواسطته تزيين الواجهة الزجاجية للرأسمالية، لا أكثر ولا أقل.
وإذا كنا قد تعودنا على مثل هذه الأساليب في البلدان التي تحكمها أنظمة استبدادية، فإن الأحداث بيَّنت أن البلدان التي نعتبرها رائدة في الحريات والحقوق، تلجأ هي الأخرى إلى ذات الممارسات، مثل الغلق والحظر والتدخل في مضمون الرسالة الإعلامية. من دون التقليل طبعاً من حقيقة هامش الحرية الذي يتمتع به الإعلام في هذه الدول.
لقد برهنت الحرب الروسية-الأوكرانية، على فشل الغرب في معركة الحرية الإعلامية. ففي ظل هذه الظروف، بات المواطن الغربي يسمع ويشاهد ويقرأ ما تقوله وسائل إعلام الدول العربية ومواقف حكوماتها، وتغيب عنه الرواية الروسية كما هي في وسائل إعلامها.
{{ article.visit_count }}
ولكن الحروب التي شهدناها خلال العقود الماضية، أظهرت بأن كل ذلك كان مجرد فقاعة، أو كذبة فاخرة ملفوفة بورق السولوفان.. إذ تنقلب حرية التعبير والإعلام والحق في النفاذ إلى المعلومة، إلى مجرد طلاء أظافر خارجي جميل، يتقشر وقت الأزمات والحروب.
كنا نمثل بهذا الإعلام عن الديمقراطية التي تحتل فيها حرية الرأي والتعبير مكانة متقدمة، باعتبارها انعكاساً للمبادئ التي تحكم النظم السياسية نفسها، ولأنها الأساس لبقية الحريات. ولذلك كرست القوانين تلك الحقوق. كما كرست المنظمات الدولية هذه القيم وحولتها إلى قيم كونية.
ولكن للأسف برهنت التحولات والأحداث التي شهدها العالم خلال العقود الأخيرة، عن وجود تناقض بين المبادئ والممارسات، حتى في هذه الدول الديمقراطية، شهدنا ذلك خلال الحروب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية منفردة أو مع حلفائها، وتبين أن الإعلام عندهم أيضاً واقع بين أيدي السياسيين والمخابرات. وأنه لم يعد سلطة مستقلة، ولا هم يحزنون عندما يتعلق الأمر بالقرار السياسي أو العسكري.
شهدنا ذلك خلال الحروب السابقة، ونشهده اليوم يتجدد عقب التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا، فتبين أن الجميع يتحكم ليس في مضمون الإعلام وتوجهاته فحسب، بل في حق الوصول إلى المعلومات من مصادر مختلفة. شهدنا المزيد من القيود على وسائل الإعلام، وبلغ الأمر إلى حجب ومنع العديد منها، بهدف التحكم في الرواية، وتقديم الحجج والمبررات لكسب تعاطف الرأي العام الداخلي والخارجي. شهدنا الغلق والحجب، كما الكذب الممنهج والتلفيق والتضليل الذي تحول إلى صناعة. فأصبح الحديث عن حرية الإعلام، كما حرية التجارة، مجرد هراء، يجري بواسطته تزيين الواجهة الزجاجية للرأسمالية، لا أكثر ولا أقل.
وإذا كنا قد تعودنا على مثل هذه الأساليب في البلدان التي تحكمها أنظمة استبدادية، فإن الأحداث بيَّنت أن البلدان التي نعتبرها رائدة في الحريات والحقوق، تلجأ هي الأخرى إلى ذات الممارسات، مثل الغلق والحظر والتدخل في مضمون الرسالة الإعلامية. من دون التقليل طبعاً من حقيقة هامش الحرية الذي يتمتع به الإعلام في هذه الدول.
لقد برهنت الحرب الروسية-الأوكرانية، على فشل الغرب في معركة الحرية الإعلامية. ففي ظل هذه الظروف، بات المواطن الغربي يسمع ويشاهد ويقرأ ما تقوله وسائل إعلام الدول العربية ومواقف حكوماتها، وتغيب عنه الرواية الروسية كما هي في وسائل إعلامها.