يومان أو ثلاثة تفصلنا عن شهر الخير والبركات شهر رمضان المبارك، والذي تتعاظم من خلاله العلاقات الاجتماعية بين أفراد وعوائل الوطن، خاصة في هذه الفترة التي تتعافى من خلالها دول العالم من أثر الجائحة التي شلّت العديد من مناحي الحياة وخاصة المناحي الاجتماعية لتعود الحياة إلى سابق عهدها وتعود معها المجالس والتزاور الأسري وعادات هذا الشهر الفضيل التي فقدناها في العامين الماضيين.

ونحن في طور كل تلك الاستعدادات من تعافٍ ومن استقبال هذا الشهر ومن بعد المنغصات السابقة التي كان أبرزها قانون التقاعد المنتظر والزيادة المفقودة للمتقاعدين ومن أداء دون المستوى لبعض النواب، جاء قرار سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ليكون بمثابة الخبر المفرح للكثير من المواطنين وخاصة الموظفين منهم في القطاع العام والمتمثل في تطبيق نظام العمل من المنزل بنسبة 50%، لتعج بعده وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الترحيب بالقرار وبكلمات الشكر والثناء.

هل رأيتم كم كان وقع هذا القرار غير المكلف والذي لا يحتاج إلى ميزانيات ودراسات ولجان وبحوث، كم كان تأثيره على الشارع البحريني الذي حوّل التوجهات من النقيض إلى النقيض، وقلب حال النشطاء في مواقع التواصل، وغيّر مسار وآراء العديد من المواطنين.

هل هناك من يرصد ويتتبع اتجاهات الرأي العام كيف كانت وكيف أمست بعد القرار، الإنسان البحريني إنسان بسيط تفرحه أبسط القرارات وتجعله أكثر سعادة وتفاؤلاً، فما بالك أن توقيت هذا القرار جاء على أعتاب الشهر الفضيل مصاحباً لقرار الحكومة بعدم المساس بقانون التقاعد والامتيازات المقرة سابقاً، لتجعل منه شخصاً أكثر سعادة واطمئناناً، ولو جاءت المنظمات العالمية لإجراء البحوث والدراسات على أكثر شعوب العالم سعادة لوضعت البحريني على رأس القائمة، كل ذلك والسبب قرار واحد قلب جميع الموازين وغيّر الكثير من الآراء.

البحريني تفرحه أبسط القرارات، فلا تبخلوا عليه بما يسعد قلبه، فهو من العملات النادرة في هذا الزمن الجائر، وسيستقبل هذه الأيام والليالي المباركة بالدعاء لكم وللوطن، وكله أمل في أن تستمر القرارات والأخبار المفرحة، فابحثوا عما يسعده، واعملوا من أجله فهو يستحق السعادة، ومبارك عليكم الشهر الفضيل وكل عام وأنتم بخير.