مقالات عن
: د.-إنتصار-البناء
في مقابلة شهيرة للإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري مع الشاعرة والكاتبة الأمريكية العظيمة مايا أنجلو قدمت أنجلو مفهوما ًإنسانياً راقياً للتسامح والغفران، يقوم المفهوم على أن التسامح لا يعني أن تعود "مياهك إلى مجاريها" مع من اختلفت معه، ولا يعني أن تنسى ما حدث. بل أن تنتهي ممن أساء لك، وتتركه يغادرك.... ويذهب. كيف نسامح نحن؟ قليلون...
يراها الكثيرون من أكثر الشخصيات الفنية جاذبية وإثارة، ليس على مستوى الشكل الذي كانت أيقونة فيه للجسد. بل على مستوى الشخصية التي أحاطتها بلفيف من رموز السياسة والفكر والفن. تحية كاريوكا لم تكن مجرد راقصة شرقية وممثلة موهوبة، فحسب. تحية كانت امرأة شعبية بمقاسات حداثية تستحق أن تصنف بمنظور ثقافي خاص واحدة من الرموز النسوية العربية...
شخصياً.. لست محظوظة، ولا أرى نفسي من المحظوظين. لذلك اضطر للاجتهاد لتحقيق أهدافي. ولا أشارك في أي نشاط يعتمد على الحظ «خبط عشواء». فلا أعبئ أبداً بطاقات سحب الجوائز. وإن ملأتها تحت ضغط ما فإني لا أحتفظ بأرقام الأرصدة، ولا أنتظر نتائج السحب مطلقاً. ومع ذلك... فإني مؤمنة أن هناك أشخاصاً يرافقهم الحظ كظلهم. تعددت تفسيرات الحظ في...
تقلب الأغاني المدرجة في جهاز التسجيل عندي في السيارة، فتتأفف وتتذمر: ما هذا يا انتصار؟!! أغانٍ قديمة!!. ماذا حصل لك؟! لماذا تعودين للوراء؟!! وتشبك هاتفها بالمسجل وتدير الجهاز على أغاني عراقية جديدة سريعة وصاخبة جداً لا أعرف مطربيها ولا هوية الفن الذي يصدحون به. في الحقيقة لم تكن تلك الأغاني أغاني قديمة لأم كلثوم وعبدالوهاب، كانت...
لسنوات عديدة صرت اعتبرها إنسانة مستفزة، وبدت لي أنها تضل طريقها من الفن نحو التحول إلى ظاهرة إعلامية مثيرة للجدل فقط لا غير. هكذا كانت الفنانة أحلام تتعمد أن تصدم متابعيها بالملابس والمجوهرات الفاخرة، وبالتنديد والاستهزاء والوعيد لمن يخالفها أو يختلف معها في الوسط الفني أو الإعلامي. حتى ظهرت هذا العام في أحد البرامج الفنية وقد...
كانت جالسة بجانبي على طاولة الاجتماعات تعد تقريرها. لفت انتباهي أنها تلبس الساعة في يدها اليمنى! ركزت.. هي أيضاً تكتب باليمين وليست عسراء «تكتب باليد اليسرى». قلت لها متعجبة: أنت تلبسين ساعتك في يدك اليمنى! أجابت: عادي... ألبسها في اليمين، في اليسار، ما تفرق عندي. أعجبني منطقها البسيط، وتوقفت برهة وتساءلت. لماذا نحن نلبس الساعة في...
في الأيام القليلة الماضية تابعت بعض المشكلات التي طفت على السطح لبعض الكيانات الثقافية العربية. وكان واضحاً أن المشكلات الفردية للمثقف تتكثف وتتفاعل ويعاد تشكلها في صيغة تنظيمية جماعية عبر الكيانات المختلفة. وهنا يتعين علينا أن نؤكد على أهمية وجود الكيانات الثقافية «الجماعية» في العمل على بلورة موقف ثقافي شعبي، وفي بث حيوية...
هذا الإنسان الذي طوع الكون وسخره. والذي لم يترك فيه شبراً إلا كشفه. لا فرق عنده بين قاع البحر وجوف السماء، فكلها له ممهدة. هذا الإنسان حتى وإن طوى الجبال والفضاء بين يده.. سيبقى متعلقاً بالغيب، جاهلاً لما لم يمتد إليه بصره. ما هو الغيب الذي أرهق البشرية ؟ إنه أصل كل شيء، بداية تشكل كل مكتمل، المنشأ... والشرارة الأولى التي انبعث منها...
أولاً، هذا المقال ليس في مديح كارل ماركس. فعلى الذين تأهبوا، كعادتهم، لتكرار تعليقاتهم التقليدية ذاتها، عن الإيديولوجيا والدوغمائية والأفكار التي عفا عليها الزمن أن يعودوا لاسترخائهم ويحلوا تأهبهم. ثانياً، ليس من بديل اقتصادي وفلسفي عن الماركسية غير الرأسمالية التي لا يتأهب فريق الهجوم على الإيديولوجيا والدوغمائية لنقدها...
اثنان اختارا أن ينفصلا عن بعضهما خطأ. المثقف والجماهير. ليس، فقط، في عالمنا العربي / الثالث الذي نتذرع دائماً بعدده الرتبي لنلقي عليه بلائمة خيباتنا وعجزنا، بل حتى في الغرب الذي كان المثقف فيه رائد التنوير، وصاحب المنهج، ومجدد الفلسفات. ومغير اتجاه السياسات. وليست السلطات السياسية والدينية والاجتماعية هي التي على خلاف، وحدها،...
في الأسبوع الماضي تناول عمود «ماذا لو..؟!!» المستقبل المقلق لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، ومخاطر تطوير الروبوتات. الأمر يبدو شبيهاً بأفلام الخيال العلمي القديمة التي تصورت الكائن الآلي وهو يحتل الكرة الأرضية ويحكم البشر. ومن ثم ينخرط البشر في المقاومة والعمل على التحرر من قبضة الروبوتات. وفي كل تلك الأفلام والتصورات كان الحال...
حين كنت طالبة في المدرسة كنت مضطرة لحفظ جدول الضرب البسيط والمتقدم لأن عمليات الحساب التي كنا نجريها في مرحلة التعليم الأساسي كانت تعتمد على الحساب الذهني. وكنت أحفظ أرقام هواتف جميع من أتصل بهم مع أرقام التحويلات للأرقام الخاصة بمواقع الأعمال أو المستشفيات أو غيرها. واليوم أنا أحفظ فقط رقم هاتفي الشخصي وبعض الأرقام السرية...