مقالات عن
: أسماء الله
الشكور: هو الذي ينمو عنده القليل من أعمال العباد، فيضاعف لهم الجزاء، وشكره لعباده: مغفرته لهم. والله سبحانه يجازي على يسير الطاعات بكثير الخيرات، ومن دلائل قبول الشكر من العبد الزيادة في النعمة، قال تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)، والشكر من الله معناه أنه تعالى قادر على إثابة المحسنين وهو لا يضيع أجر من أحسن...
العظيم: هو الذي ليس لعظمته بداية ولا لجلاله نهاية، وليس كمثله شيء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب فيقول: ( لا إله إلا الله العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش العظيم) . قال تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، وحظ العبد من هذا الاسم أن من يعظم حرمات الله...
الحليم: هو الصبور الذي يمهل ولا يهمل، ويستر الذنوب، ويؤخر العقوبة، ولا يسارع بها، ويعفو عن السيئات، ويرزق العاصي كما يرزق المطيع. قال تعالى في كتابه الكريم (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة). وقال تعالى عن سيدنا إبراهيم (إن إبراهيم لحليم آواه منيب)، وقال سبحانه عن سيدنا إسماعيل (فبشرناه بغلام حليم). وروى أن...
الخبير: سبحانه هو العليم بدقائق الأمور، لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عن علمه شيء، فهو العالم بما كان ويكون، ولا تتحرك حركة إلا وهو يعلم مستقرها ومستودعها. والفارق بين العليم والخبير، أن الخبير يعني العليم بالخفايا. ومن علم أن الله خبير بأحواله، كان محترزاً في أقواله وأفعاله، واثقاً أن ما قسم له يدركه، وما لم يقسم له لا يدركه،...
اللطيف: سبحانه هو الرفيق بعباده، يرزق وييسر ويحسن اليهم، ويرفق بهم ويتفضل عليهم، وهو العالم بدقائق الأمور، وخفاياها.
العدل: سبحانه هو الذي حرم الظلم على نفسه، وجعله على عباده محرماً، فهو المنزه عن الظلم والجور في أحكامه وأفعاله، وهو الذي يعطي كل ذي حق حقه، ولا يصدر عنه سبحانه إلا العدل، وحظ العبد من اسم العدل أن يكون وسطاً بين طرفي الإفراط والتفريط، ففي غالب الحال، يحترز عن التهور الذي هو الإفراط، والجبن الذي هو التفريط، ويبقى على الوسط الذي هو...
الحكم: سبحانه هو الذي يفصل بين مخلوقاته بما يشاء، ويفصل بين الحق والباطل، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، يجازي كل نفس بما عملت، بالعقاب والثواب، ولا يقع في وعده ريب، ولا في فعله غيب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عرف سر الله في القدر هانت عليه المصائب».
البصير: هو الذي يرى الأشياء كلها ظاهرها وباطنها وهو المحيط بكل المبصرات. والبصيرة عقيدة القلب، والبصير هو الله تعالى، يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور، الذي يشاهد الأشياء كلها، ظاهرها وخافيها، البصير لجميع الموجدات دون حاسة أو آلة، وعلى العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به إلى الآيات وعجائب الملكوت، ويعلم أن الله يراه...
القابض: هو الذي يقبض الرزق عمن يشاء من الخلق بعدله، والذي يوسع الرزق لمن يشاء من عباده بجوده ورحمته فهو سبحانه القابض، الذي يقبض النفوس بقهره، والأرواح بعدله، والأرزاق بحكمته، والقلوب بتخويفها من جلاله. والقبض نعمة من الله تعالى على عباده، وهناك أنواع من القبض مثل القبض في الرزق، والقبض في السحاب، والقبض في الظلال والأنوار،...
العليم: هو الذي يعلم تفاصيل الأمور، ودقائق الأشياء، وخفايا الضمائر، والنفوس، لا يغرب عن ملكه مثقال ذرة، فعلمه يحيط بجميع الأشياء، وشامل لجميع المعلومات، سابق على وجودها، لا تخفى عليه خافية، ظاهرة وباطنة، ودقيقة، وجليلة، عنده علم الغيب وعلم الساعة، ويعلم ما في الأرحام، ويعلم ما تكسب كل نفس، ويعلم بأي أرض تموت. والعبد إذا أراد...
الفتاح: هو الذي يفتح مغلق الأمور، ويسهل العسير، وبيده مفاتيح السماوات والأرض، وبعنايته ينفتح كل مغلق، وبهدايته ينكشف كل مشكل، فتارة يفتح الممالك لأنبيائه، وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه، ويفتح لهم الأبواب إلى ملكوت سمائها، وسبحانه من بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته، ويفتح أبواب الرزق...
الرزاق: هو الذي خلق الأرزاق وأعطى كل الخلائق أرزاقها، ويمد كل كائن بما يحتاجه، ويحفظ عليه حياته ويصلحه. والأرزاق نوعان، «ظاهرة» للأبدان «كالأكل»، و»باطنة» للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم، والله إذا أراد بعبده خيراً رزقه علماً هادياً، ويداً منفقة متصدقة، وإذا أحب عبداً أكثر حوائج الخلق إليه، وإذا جعله واسطة بينه وبين عباده في...