وليد صبري




* الطبيب يحدد الصيام على أساس نوع المرض وأداء الكلية والأدوية


* الصيام لا يعد مشكلة صحية لمن يعاني من حصى الكلى

أكد استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي، د.أشرف المراغي، أن هناك ضوابط لصيام مريض الكلى يجب أن يتبعها قبل البدء في الصيام، مشدداً على ضرورة أن يكون الصيام تحت إشراف طبي كامل.

وأضاف في لقاء مع "الوطن الطبية": يعد مرضى الكلى من أكثر الأشخاص تأثراً بنمط تغذيتهم، فحالتهم قد تسوء أو تتحسن بحسب ضبطهم لغذائهم وشرابهم، لذا فقد تشكل الإصابة بأحد أمراض الكلى أحد أكثر الأمور العالقة حول إمكانية صيام هؤلاء الأفراد في الشهر الفضيل.

وقال إن هناك أموراً يجب على كل مريض الكلى مهما كانت حالته وشدتها مراعاتها خلال الشهر الفضيل، من بينها استشارة الطبيب المختص بأمراض الكلى قبل البدء بالصوم بخصوص ما إذا كان يجوز له أن يصوم من الناحية الطبية، وما هي الخطوات التي يجب اتباعها خلال الصوم، ويقرر الطبيب ذلك بناءً على نوع المرض الكلوي، وأداء الكلية، والأدوية الثابتة التي يتناولها وغيرها.

وتحدث عن ضرورة معرفة كيفية التصرف خلال الصوم، وبالأساس في ما يخص تجنب مشكلة الجفاف الذي قد يؤدي إلى إلحاق ضرر حاد بوظائف الكلى.

ونصح بمواصلة تناول الأدوية الثابتة وفقاً للتعليمات المتبعة وبالأخص الأدوية المدرة للبول، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وبالأخص تلك التي قد تؤدي إلى إلحاق ضرر كلوي حاد في حال حدوث حالة جفاف وإن كانت خفيفة.

وفيما يتعلق بمرضى حصى الكلى، أوضح د. المراغي أنه في أغلب الحالات التي تعاني من حصى الكلى قد لا يشكل الصيام مشكلة كبيرة ولكن يشترط أن يتم ذلك بمراعاة أخذ الاحتياجات الكافية من السوائل حتى لا يصاب بمشكلة الجفاف التي قد تزيد من الترسبات والمغص الكلوي.

ونصح من يعاني من ترسبات في الكلى أو حصوات بشرب كمية كبيرة من الماء بحيث لا تقل عن لترين إلى ثلاثة لترات مع مراعاة توزيعها على مدار فترة الفطور من أذان المغرب حتى أذان الفجر، وتجنب أخذ مدرات البول كالمشروبات التي تحوي الكافيين من قهوة، أو شاي، أو مشروبات غازية؛ فهي ستساهم في زيادة خسارة السوائل من الجسم وزيادة فرص الجفاف، والحرص على تجنب الأغذية التي قد تزيد من الترسبات في الكلى أو مجرى البول، مثل: الأكسالات (Oxalate)، والمصادر العالية بالكالسيوم.

الالتزام بتناول الأدوية كما يصفها الطبيب، أما المرضى الذين يعانون من المغص الكلوي "Renal colic" الناجم عن مرور الحصى الكلوية، فلم يجد العلماء أي مانع قد يحول دون صيامهم، إذ أثبتت الدراسات عدم وجود علاقة بين زيادة أعراض المغص وبين تأثير الصيام في ذلك.

وفيما يتعلق بأمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي، أوضح أنه في حالات أمراض الكلى المتقدمة كما في قصور الكلى والفشل الكلوي فإن إمكانية الصيام قد تعتمد على شدة المرض وتقدمه. وفي الحالات البسيطة من القصور الكلوي قد لا يشكل الصيام أي خطر على صحة المريض، لكن في حالات الأمراض المزمنة والأكثر تعقيداً كالقصور الكلوي الحاد والفشل الكلوي فقد يكون من الصيام خطر على صحة المريض. وشدد على أن القرار الأول والأخير حول إمكانية الصيام يعود إلى الطبيب وهذا ما دعمته نتائج إحدى الدراسات، ولكن مازلنا بحاجة لدراسات أكبر في هذا الخصوص.

وتطرق د. المراغي إلى الحديث عن صيام المرضى الذين يقومون بغسيل الكلى، حيث يضطرون إلى القيام بغسيل كلوي مستمر وقد يمكنهم الصيام في الأيام العادية التي لا تتم فيها عملية الغسيل، ولكن بعد موافقة الطبيب المختص. وبينت الدراسات التي أجريت حول تأثير الصيام على صحة المريض الذي يقوم بعملية غسيل للكلى لم تتأثر، ولكن بالتأكيد مع مراعاة رأي الطبيب في ذلك وتأثيره على صحته إذ تختلف الحالة من شخص إلى آخر. أما في أوقات غسيل الكلى فقد لا يستطيع المريض الصيام وذلك مراعاة لوضعه الصحي.

وذكر أن مرضى الفشل الكلوي الذين قد أجريت لهم عملية زراعة كلية جديدة يتخوفون من الصيام، وهنا نطمئنكم إلى أن نتائج الدراسات حول صيام زارعي الكلى كانت إيجابية ولم تتأثر صحتهم، ولكن يفضل بدء الصيام فور استقرار حالتهم بعد العملية وهي فترة قد تحتاج إلى ما لا يقل عن سنة تقريباً، وبعد موافقة الطبيب المختص حصراً.