وليد صبري




* المتنمرون يعانون اضطرابات نفسية تتمثل في السلوك العدواني


* التنمر يتحوّل إلى نوع من الانحراف ينتج عنه شخصية عدائية

* الضحية يعاني من ضعف الشخصية وعدم القدرة على التواصل

* إدراج التنمر بالمنهج الدراسي يؤثر إيجاباً على المجتمع الطلابي

أكدت أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات د.صفاء موسى عمران أن من أسباب اكتساب الطفل لسلوك التنمر هو الإهمال والعنف الأسري والألعاب الإلكترونية العنيفة، موضحة أن المتنمرين يعانون من اضطرابات نفسية تتمثل في السلوك العدواني، وعدم التكيف والانسجام مع أفراد المجتمع وقد يكونون هم أنفسهم ضحايا متنمرين سابقين، وقد مارسوا التنمر للتظاهر بالقوة، أو لعدم مقدرتهم على تكوين صداقات.

وأضافت في لقاء مع "الوطن الطبية" أن التنمر يتحوّل إلى نوع من الانحراف ينتج عنه شخصية عدائية، لافتة إلى أن الضحية يعاني من ضعف الشخصية وعدم القدرة على التواصل، منوهة إلى أن إدراج التنمر بالمنهج الدراسي يؤثر إيجاباً على المجتمع الطلابي.

وقالت إنه تنتشر في بلدان العالم المتقدمة والنامية ظاهرة التنمر، والتي تعتبر أحد أشهر مظاهر العنف التي تعاني منها الكثير من المدارس والمؤسسات التعليمية. وقد حظي التنمر باهتمام واسع لما له من تأثير سلبي كبير ينعكس على الأداء الأكاديمي والمستوى التعليمي والنفسي للطلبة بشكل خاص والعملية التربوية والمجتمع بشكل عام.

وذكرت أن التنمر هو مشكلة سلوكية قد تحصل بين الأطفال والمراهقين في جميع المجتمعات وتؤدي إلى نتائج غير مرغوبة لكل من المتنمر وضحيته. حيث يؤكد علماء النفس أن التنمر قد يتحوّل إلى نوع من لأنواع الانحراف الذي ينتج عنه شخصية معادية للمجتمع وللقوانين والأعراف العامة.

وأوضحت د.صفاء عمران أنه من أسباب اكتساب الطفل لسلوك التنمر هو الإهمال والعنف الأسري والألعاب الإلكترونية العنيفة، كما وتعتبر البيئة المدرسية أحد أهم الأسباب وراء انتشار ظاهرة التنمر المدرسي بين الطلاب، حيث إن البيئة المدرسية الأقل عنفاً هي البيئة التي تحكمها قوانين حازمة للسلوك ويتعاون فيها المعلمون والطلبة مع الإدارة المدرسية في اتخاذ القرارات، بينما المدارس المكتظة بالطلاب تكون ملائمة لظهور وانتشار التنمر.

وذكرت أن الكثير من الدراسات العلمية أكدت أن هذه الظاهرة المدمرة كانت سبباً في هروب عدد كبير من الطلاب من المدارس نتيجة تنمر زملائهم أو مدرسيهم عليهم كما أدت في بعض الحالات إلى الاكتئاب والانتحار. فقد أظهرت هذه البحوث أن المتنمرين يعانون من اضطرابات نفسية تتمثل في السلوك العدواني، وعدم التكيف والانسجام مع أفراد المجتمع وقد يكونون هم أنفسهم ضحايا متنمرين سابقين، وقد مارسوا التنمر للتظاهر بالقوة، أو لعدم مقدرتهم على تكوين صداقات، وعلاقات اجتماعيّة. أما الضحية فإنه يعاني من انخفاض تقدير الذات وضعف الشخصية وبالتالي سيلجأ إلى الهروب من المدرسة خوفاً من المتنمرين والانطواء والعزلة والدخول في حالة الاكتئاب.

وقالت أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات إنه لحل هذه المشكلة يجب أن يتشارك به الجميع، حيث يقع جزء مهم من الحل على عاتق الأبوين سواء كان طفلهم متنمراً أو يتعرض للتنمر حيث إن ملاحظة أي تغير في سلوك الطفل والتواصل مع إدارة المدرسة لمعرفة أسباب هذا التغير وكيفية التعامل معه يساعد في إيجاد الحلول قبل أن تتفاقم المشكلة، إضافة إلى حصولهم على استشارات من مختصين في هذا المجال كون الحالة قد تتطلب أحياناً إخضاع الطفل لجلسات من قبل كادر مؤهل لحلها بالاستناد إلى أحدث الدراسات في مجال الأسرة والطفل، حيث تتم مناقشة للتعرف على أسباب تصرفه ومعالجتها، سواء كان الطفل عصبياً وعنيداً، أو الطفل يعاني من الخجل وصعوبات التواصل أو من الانطواء والعزلة.

وذكرت أنه ينبغي على المؤسسات والهيئات المعنية ومنظمات المجتمع المدني أن توحّد جهودها وتتكاتف للقيام بحملات موسعة للحد من هذه الظاهرة، وتوعية الطلاب، وترسيخ ثقتهم بأنفسهم، وعمل استبيان كل فصل دراسي يتم من خلاله سؤال الطلاب عن وجود مضايقات أو حالات تنمر في مدرستهم وبذلك تكون وسيلة سهلة للطلاب للتعبير عن المشكلة، لاسيما أن الضحية عادة يعاني من ضعف الشخصية وعدم القدرة على التواصل. كما يفضل تفعيل المجلس الطلابي ليمارس دوره ونشاطاته بشكل أكبر كونه منتخباً من قبل الطلبة أنفسهم فهم أقرب وأفضل وسيلة للتعبير عن مشاكلهم بشكل حضاري ومنظم.

وخلصت د.صفاء عمران إلى أن إدراج موضوع التنمر بالمنهج الدراسي وعدم اقتصاره على محاضرة سنوية سيكون تأثيره أكبر على المجتمع الطلابي إضافة إلى ان إقامة المسابقات الفصلية التي تتناول التنمر مثل كتابة قصص عن التنمر ونشر قصص الفائزين في كافة الوسائل التقليدية والحديثة سيكون له تأثير عميق وبالغ في نفوس الطلبة، لذلك على الجميع من أفراد ومؤسسات أن يتحملوا مسؤوليتهم المجتمعية ويساهموا في إيجاد حل لهذا المشكلة.