وليد صبري* السمنة واستهلاك الكحول والعادات الغذائية السيئة من أسباب الكبد الدهني* اكتشاف التهاب الكبد الدهني غير الكحولي باختبارات الدم الروتينية* خزعة الكبد تحدد شدة الالتهاب وتليف الكبد في الحالات الشديدة* "الفايبروسكان" اختبار غير جراحي يحدد تيبس الكبد بالموجات فوق الصوتية* فقدان الوزن يقلل أنزيمات الكبد والأنسولين ويحسن نوعية الحياة* زراعة الكبد علاج ضروري في الحالات المزمنةأكدت استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير، وعضو جمعية أصدقاء الصحة، د. مهيبة عبدالله، أن مرض الكبد الدهني يعد حالة خطيرة تصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ومن المهم أن يتمكن الشخص من الوصول إلى معلومات دقيقة ومحدثة حول مضاعفات مرض الكبد الدهني، من خلال فهم عوامل الخطر والأعراض والعواقب المحتملة لهذه الحالة، ويمكن للأفراد اتخاذ خطوات لمنعها أو إدارتها، من خلال التغييرات المناسبة في نمط الحياة والعلاج الطبي، ومن الممكن تقليل خطر الإصابة بمضاعفات مرتبطة بمرض الكبد الدهني، خاصة وأنه يصنف على أنه حالة مرضية تصيب ملايين الأشخاص ويعد مرضاً متزايداً في جميع أنحاء العالم".وأضافت في لقاء مع "الوطن الطبية" أن "مرض الكبد الدهني غير الكحولي "NAFLD"، هو النوع الأكثر شيوعاً من أمراض الكبد الدهنية، والذي لا ينتج عن استهلاك الكحول، ولا يزال السبب الدقيق لـ"NAFLD" غير مفهوم تمامًا، ولكن يُعتقد أنه نتيجة لمجموعة من العوامل الجينية والبيئية ونمط الحياة".وذكرت أن "مرض الكبد الدهني هو حالة يوجد فيها تراكم للدهون في خلايا الكبد، وهناك نوعان من "NAFLD":- الكبد الدهني غير الكحولي "NAFL"، وهي حالة حميدة بشكل عام حيث يوجد ارتشاح دهني ولكن لا يوجد التهاب.- التهاب الكبد الدهني غير الكحولي "NASH"، حيث يوجد ارتشاح دهني مع التهاب الكبد.وقالت إنه "على الرغم من أن سبب التهاب الكبد الدهني غير معروف، إلا أنه يظهر بشكل متكرر عند الأشخاص الذين يعانون من أكثر من الحالات التالية:1- السمنة، حيث إن أكثر من 70 % من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي يعانون من السمنة.2- داء السكري، حيث إن ما يصل إلى 75 % من المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي يعانون من مرض السكري من النوع الثاني.3- فرط شحميات الدم، حيث يعاني 20 % إلى 80 % من الأشخاص المصابين بالـ"NASH" من فرط شحميات الدم.4- مقاومة الأنسولين، تشير مقاومة الأنسولين إلى حالة لا يستجيب فيها الجسم بشكل كافٍ للأنسولين، ولكن الشخص لا يعاني بعد من مرض السكري من النوع 2.5- الأدوية والسموم.وتطرقت إلى الأعراض موضحة أنه "لا تظهر أي أعراض على معظم المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، ونادرًا ما يتم العثور على الـ"NASH"، "بعد الاختبار" لدى الأشخاص الذين يعانون من التعب، والشعور العام بالتوعك، وعدم الراحة في الجزء العلوي الأيمن من البطن، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأعراض مرتبطة بالـ"NASH".وفيما يتعلق بالتشخيص، أوضحت أنه "غالباً ما يتم اكتشاف التهاب الكبد الدهني غير الكحولي بعد اختبارات الدم الروتينية، وتساعد الاختبارات الإضافية في تأكيد وجود التهاب الكبد الدهني غير الكحولي واستبعاد أنواع أخرى من أمراض الكبد، ويمكن أن تساعد خزعة الكبد أيضاً في تحديد شدة الالتهاب، واكتشاف تليف الكبد "في الحالات الشديدة"، وقد توفر أدلة حول المسار المستقبلي للحالة.وأوضحت د. مهيبة عبدالله أن "الفايبروسكان"، "Fibroscan"، هو اختبار غير جراحي يستخدم الموجات فوق الصوتية لتحديد مدى "تيبس" الكبد، ويمكن بعد ذلك استخدام هذه الصلابة لتقدير مدى التندب الموجود في الكبد ولتحديد ما إذا كان تليف الكبد قد تطور أم لا، ويعد "الفايبروسكان" بديلاً لخزعة الكبد للكشف عن تندب الكبد.وفي رد على سؤال حول طرق العلاج، أفادت بأنه "لا يوجد علاج للمرض، ويهدف العلاج إلى السيطرة على الحالات المرتبطة بـNASH مثل السمنة والسكري وفرط شحميات الدم، وتتم دراسة العديد من العلاجات التجريبية باستخدام الأدوية التي تعالج مقاومة الأنسولين.وأشارت إلى أنه "من بين طرق العلاج، إنقاص الوزن، حيث يمكن أن يساعد فقدان الوزن في تقليل مستويات أنزيمات الكبد والأنسولين ويمكن أن يحسن نوعية الحياة، ويجب أن يكون فقدان الوزن تدريجياً لأن فقدان الوزن السريع مرتبط بتفاقم أمراض الكبد، ويمكن لمقدم الرعاية الصحية أو أخصائي التغذية توفير خطة لإنقاص الوزن".وقالت إن "الأشخاص المصابون بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليف الكبد المبكر والسمنة والذين يخضعون لعلاجات إنقاص الوزن غالباً ما يتحسنون من اضطراب الكبد لديهم، وعادةً ما يكون التهاب الكبد الدهني غير الكحولي حالة مزمنة تستمر مدى الحياة، ومن الصعب التنبؤ بتطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي في الفرد".وتابعت أنه "مع ذلك، في بعض الناس، يسوء التهاب الكبد الدهني مع مرور الوقت، وأخطر مضاعفات التهاب الكبد الدهني غير الكحولي هو تليف الكبد، حيث يصاب الكبد بندوب شديدة، ولا يتسبب تشمع الكبد دائماً في ظهور أعراض، ولكن عند حدوث الأعراض، يمكن أن تشمل تورمًا في الساقين أو صعوبة في التنفس أو التعب، أو تجمع السوائل في البطن، ونزيف المعدة وسرطان الكبد، وقد يكون كبار السن المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بتليف الكبد".وذكرت أنه "يمكن أن يكون مرض الكبد الدهني "FLD" نتيجة لعوامل نمط الحياة مثل السمنة واستهلاك الكحول والعادات الغذائية السيئة، وغالبًا ما تكون الخطوة الأولى نحو علاج داء الكبد المفرط هي إجراء تغييرات في نمط الحياة، وثبت أن فقدان الوزن وممارسة الرياضة يحسن وظائف الكبد ويقلل من كمية الدهون في الكبد، ويمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي منخفض الدهون والسكر والأطعمة المصنعة إلى تحسين صحة الكبد، بالإضافة إلى التغييرات في نمط الحياة، وهناك أيضاً خيارات العلاج الطبي المتاحةومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه يجب استخدام هذه العلاجات فقط تحت إشراف أخصائي رعاية صحية".وأشارت إلى أنه "في الحالات الشديدة، قد تكون عملية زرع الكبد ضرورية، وبشكل عام، يجب أن تكون التغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن وتعديلات النظام الغذائي، هي خط الدفاع الأول في علاج مرض الكبد الدهني، مع تخصيص خيارات العلاج الطبي للحالات الأكثر خطورة".