وليد صبري




* الساعة الذهبية بعد الولادة تشتمل على 3 محاور


* علاقة وطيدة بين ملامسة الأم لطفلها والرضاعة الطبيعية

* تأجيل مهام الرعاية غير العاجلة لمدة ساعة على الأقل

* الساعة الذهبية تزيد نسبة الذكاء والتركيز لدى الأطفال مستقبلاً


كشفت استشاري طب الأسرة والمجتمع، واستشاري رضاعة طبيعية دولي، وعضو جمعية أصدقاء الصحة، د.فجر عبدالله ناصر عن "أهمية الساعة الذهبية بعد الولادة، وتأثير الإيجابي على صحة الوليد سواء على المدى القصير أو المدى الطويل"، مشيرة إلى أنها "تشتمل على 3 محاور تتضمن تلامس الجلد بالجلد للطفل وأمه، والتأخر في قطع الحبل السري، واستئناف الرضاعة الطبيعية"، مؤكدة "أهمية الملامسة الأولى والتي تسهم بشكل كبير في تنظيم كل من دقات قلب الطفل وضغط دمه، والتنفس، ودرجة حرارة الجسم، ومعدل جلوكوز السكر في الدم، وتأقلم وتآلف الطفل على البكتيريا الصديقة لجسم الأم، وتقوية مناعته ومن ثم تأقلمه مع العالم الخارجي، حيث يكون الطفل أكثر هدوءاً فتقلّ عنده هرمونات التوتر، ويتحفّز عنده الجهاز الهضمي والاستعداد للرضاعة".

وأضافت في تصريحات لـ"الوطن الطبية" تزامناً مع الاحتفال بأسبوع الرضاعة الطبيعية والذي يصادف الأسبوع الأول من شهر أغسطس من كل عام، أن "الستين دقيقة الأولى بعد الولادة هي وقت حرج ومهم للأم ومولودها، فهي تُعتبر مرحلة انتقالية للمولود من رحم أمه إلى عالمه الخارجي وتأقلمه فيه، وتحتاج تكييفاً سريعاً للوظائف الحيوية للمولود تشمل الجهاز التنفسي، والدوري، والتغيّرات الأيضية، وغيرها، وتشتمل الساعة الأولى من بعد الولادة "الساعة الذهبية"، أهم 3 محاور، وهي، تلامس الجلد بالجلد للطفل وأمه، والتأخر في قطع الحبل السري، واستئناف الرضاعة الطبيعية".

وأوضحت أن "جميع التوصيات من المنظمات الصحية العالمية جاءت على أن تكون متوفرة لدى جميع الأمهات والمواليد الأصحاء بغضّ النظر عن تفضيل التغذية وطريقة الولادة، والعناية المستمرة من الجلد إلى الجلد، حيث تبدأ مباشرة بعد الولادة لمدة ساعة على الأقل، وحتى بعد الرضاعة الأولى، ولأن الطفل أفضل ما يكون يقظاً ومتأهباً في 1-2 ساعة بعد الولادة وبعدها ينام لفترة طويلة، ومرور كلّ من الأم والطفل بتجربة مؤلمة ومتعبة "الولادة" ويحتاجان ما يهون عليهما ذلك، فهو اللقاء الأول الغريزي بينهما، وفي هذه الساعة أكثر ما تكون هرمونات الأمومة في أوجها والتي تساعد على تدفق الحليب".

ونوهت د.فجر ناصر إلى أنه "يجب تأجيل مهام الرعاية غير العاجلة، مثل وزن المولود واستحمامه لمدة ساعة على الأقل مما يوفّر للمرأة ومولودها 60 دقيقة من الوقت غير المنقطع للترابط واستئناف الرضاعة الطبيعية، كما يجب إجراء جميع التقييمات الأولية لحديثي الولادة مع بقاء الوليد على صدر أمه جلداً بجلد".

وذكرت أن "أهمية الملامسة الأولى تُسهم بشكل كبير في تنظيم كلٍّ من دقات قلب الطفل وضغط دمه، والتنفس، ودرجة حرارة الجسم، ومعدل جلوكوز السكر في الدم، وتأقلم وتآلف الطفل على البكتيريا الصديقة لجسم الأم، وتقوية مناعته ومن ثَمَّ تأقلمه للعالم الخارجي، ويكون الطفل أكثر هدوءاً فتقلّ عنده هرمونات التوتر، ويتحفّز عنده الجهاز الهضمي والاستعداد للرضاعة".

وأشارت إلى أن "ذلك الارتباط يزيد من أهمية الملامسة للأم أيضاً فهو يزيد من تقلّصات الرحم ويسرّع من فصل المشيمة مما يقلّل من النزيف المطوّل، ويساعد الأم على الاسترخاء، وزيادة الارتباط بينها وبين وليدها، ويقلّل من الاكتئاب بعد الولادة".

وقالت إنه "يحفّز من خروج الحليب الأول "اللبأ" للطفل لأن هرمونات الرضاعة تتحفّز وتنشط فيزيد من الفعالية والحفاظ على معدّل الرضاعة الطبيعية المطلقة لمدة أطول".

وذكرت أن "هناك علاقة وطيدة بين الملامسة والرضاعة الطبيعية، فقد وجدت الدراسات الحديثة أنه كلّما كانت مدّة الملامسة أطول بعد الولادة كلّما زاد من نجاح الرضاعة الطبيعية وطال من مدتها، فضلاً عن زيادة معدّلات الرضاعة الطبيعية الحصرية. ففي دراسة وُجد أن 30-60 دقيقة من الملامسة بعد الولادة مباشرة للمواليد تطيل مدة الرضاعة الطبيعية المطلقة إلى بعد 3 أشهر، بعكس الذين مارسوها لمدة 11-20 دقيقة فقط".

ولفتت د.فجر ناصر إلى أن "دراسات أخرى أكدت أن أثر التلامس للأطفال مع أمهاتهم منذ الولادة يمتد أثره على المدى البعيد، فينشؤون أطفالاً معتدلين عاطفياً وأخلاقياً وتزيد عندهم نسبة الذكاء والتركيز والتحصيل العلمي، ويقلّ بنسبة كبيرة عندهم فرط الحركة، والعنف وحتى السلوكيات المنحرفة في المستقبل".

وشدّدت على أنه "للتأكيد على الممارسة الصحيحة للساعة الذهبية لابد من وجود الدعم والوعي الكافي لجميع فئات المجتمع، سواء على الصعيد الصحي، والتدريب المستمر للعاملين الصحيين المهتمين بسلامة الأم والطفل، والتثقيف المسبق للأمهات الحوامل ودعم الأسرة لهم".