وليد صبري




* سرطان المعدة أبرز مضاعفات إهمال علاج جرثومة المعدة

* 95% نسبة التعافي من جرثومة المعدة ومضاعفاتها خلال 6 أشهر

* 80% من مرضى ارتجاع المريء بسبب جرثومة المعدة

* الجرثومة إحدى المشاكل الشائعة بالجهاز الهضمي

* الإصابة نتيجة عدوى بماء ملوث أو جلد دجاج مصاب

* الجرثومة قد تبقى في الجهاز الهضمي فترة طويلة دون أعراض

* التشخيص بإجراء تحاليل الدم أو التنفس أو البراز

كشف استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي د. أشرف المراغي عن أن جرثومة المعدة تعد إحدى المشاكل الشائعة بالجهاز الهضمي، موضحاً أن التشخيص يتم بإجراء تحليل الدم أو التنفس أو البراز مشيراً إلى أن الجرثومة قد تبقى في الجهاز الهضمي فترة طويلة دون أعراض، في حين أن 90% من المصابين بالحموضة نتيجة الإصابة بجرثومة المعدة، ونحو 80% من المصابين بارتجاع المريء بسبب الإصابة بالجرثومة أيضاً.

وأضاف د. المراغي في حوار خصّ به "الوطن" أن الإصابة بالجرثومة تتعلق بالجانب المعوي، سواء الإصابة نتيجة عدوى بماء ملوث أو جلد دجاج مصاب.

وذكر أن جرثومة المعدة عبارة عن نوع من أنواع البكتيريا الحلزونية التي تستقر داخل المعدة، وتقوم بحماية نفسها من إنزيمات المعدة الهاضمة، حيث تقوم بالاختباء في البطانة الداخلية لجدار الأمعاء، وتفزر مواد تحوّل المعدة إلى محيط قاعدي حتى تتغلب على حموضة المعدة، وهي من الأمراض الخطيرة التي تهدد المعدة، والتي تسبب قرحة في المعدة وإذا لم يتم علاجها فوراً، فإنها تتطور وتسبب سرطان المعدة.

وفيما يتعلق بالتشخيص، أفاد د. المراغي بأن جرثومة المعدة على عكس التسمية العلمية لها، بمعنى أنها تعيش في الأغشية المخاطية بدءاً من الفم وحتى فتحة الشرج، وتؤثر سلباً على صحة الجهاز الهضمي، وبعض المرضى قد يعانون من إمساك مزمن، وبالتالي فهي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي سواء المعدة أو القولون أو المريء.

وذكر أن التشخيص يتم عن طريق إجراء تحليل الدم أو التنفس أو البراز، وفي حالة التنفس، هناك جهاز يقوم المريض بالنفخ فيه من خلال كيس، ويتغير لون الكيس بناءً على الإصابة بالجرثومة، وهناك تحليل عن طريق أخذ عينة براز، وهناك أيضاً التشخيص عن طريق الدم.

وقال إنها نوع من البكتيريا تعيش في ظروف صعبة، فهناك بعض أنواع البكتيريا التي تعيش في المعدة لكنها تموت من تأثير الحموضة، لكن جرثومة المعدة تتحمل درجات الحموضة العالية، وبالتالي المريض لا يشكو من أي آلام إلا عندما تبدأ الجرثومة في التوحش حيث تبدأ في التهام جدار المعدة وجدار القولون، فتسبب بشكل مباشر التهابات في المعدة، وفي الاثني عشر، وفي القولون، وفي المريء.

ولفت د. المراغي إلى أن أعراض الإصابة بها تبدأ في الظهور اعتماداً على موقع الإصابة، فإذا كانت الإصابة في المعدة، فتسبب آلاماً حادة في المعدة، أو تتسبب في حموضة عالية، وشبه شلل في الفتحة الجدارية للمعدة وفي المريء، منوهاً إلى أن شدة الحموضة مؤشر على الإصابة بجرثومة المعدة.

ونوه إلى أن المريض قد يعاني من ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وفقدان الوزن، وتغير لون البراز إلى اللون الأسود، والإحساس بالصداع وآلام في الرأس، والإحساس بآلام حادة وحرقان في المعدة بعد تناول الطعام بنصف ساعة، وتختفي تلك الآلام ثم تزداد وهكذا، وانتفاخ في البطن والإحساس بالغثيان، وفقر الدم والأنيميا.

وأوضح أن 90% من المصابين بالحموضة نتيجة الإصابة بجرثومة المعدة، ونحو 80% من المصابين بارتجاع المريء بسبب الإصابة بجرثومة المعدة.

وكشف د. المراغي عن أن دراسات طبية ربطت بين تركيب البروتين المسبب لجرثومة المعدة وتركيب البروتين المسبب لفيروس كورونا (كوفيد19).

وأشار إلى أن "الجرثومة تسبب مضاعفات، لذلك، بعد الشفاء منها لا بد من متابعة علاج الأضرار التي تسببت فيها مثل جدار القولون، وجدار المعدة.

وذكر أنه إذا اكتشف الطبيب إصابة المريض بأنيميا حادة دون مبرر فمن المفترض أن يجري التحاليل اللازمة لبيان مدى إصابته بجرثومة المعدة.

وفي رد على سؤال حول نسبة التعافي من الجرثومة، ومضاعفاتها، أفاد بأنها تصل إلى 95% إذا تم العلاج بطريقة صحيحة خلال نحو 6 أشهر.

وفيما يتعلق بمضاعفات جرثومة المعدة، أوضح د. المراغي أنها تبدأ من زيادة نسبة الحموضة، والتهابات في المعدة، وتقرحات في المعدة والقولون، واختلال في حركة القولون، ومن ثم من الممكن أن يكون سرطان المعدة أبرز مضاعفات وإهمال علاج جرثومة المعدة.

وقال إن الاكتشاف المبكر للمرض يسهم بنسبة كبيرة في الشفاء خلال فترة قصيرة، فيما حذر من وصف علاج لجرثومة المعدة دون تشخيص صحيح سواء من الطبيب المعالج، أو من المريض من خلال تهاونه في التوجه إلى الطبيب المختص لعلاج الحالة المرضية، وخاصة ما يتعلق بتناول أدوية المعدة.