وليد صبري




* المجتمعات قادرة على التعامل مع الجائحة


* 80 % من متعافي "كورونا" لا يصابون بالمتلازمة

* متلازمة ما بعد "كورونا" تمتد بين 3 إلى 6 أشهر

* المتابعة الطبية للمتعافين تحد من مضاعفات المتلازمة

كشف استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي، د. أشرف المراغي، عن أن هناك 4 تحاليل لتشخيص متلازمة ما بعد كورونا (كوفيد19)، محذراً من مضاعفاتها المختلفة والتي قد تصل إلى جلطات في الرئة أو في المخ، بالإضافة إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، والكبد، والشريان الكلوي، مشيراً إلى أن الفيروس يموت لكن تبقى آثاره السلبية قائمة داخل الجسم، موضحاً أن 80 % من المتعافين من الفيروس لا يصابون بالمتلازمة.

وأضاف د. المراغي في حوار لـ "الوطن"، أن، متلازمة ما بعد كورونا تبقى داخل الجسم بعد القضاء على الفيروس، والمشكلة لا تكمن في الفيروس نفسه، الذي يموت بعد وقت محدد، ربما من خلال 3 إلى 5 أيام.

وذكر أن نسبة الإصابة بالمتلازمة عالمياً ربما تتجاوز الـ50%، حيث يعاني البعض من مشاكل حادة وتليف بالرئة، وهذا يعتمد على نسبة العدوى التي تعرض لها المريض، وكيف أثر الفيروس وسبب تأثيرات سلبية في الرئة على سبيل المثال، موضحاً أن هناك من يتعافى من آثار الفيروس، لكن هناك من يعاني من تلك الآثار لفترة، خاصة الكبار في السن، حيث يواجهون صعوبات في التنفس، ويعانون من نقص في الأوكسجين، بالإضافة إلى مضاعفات تصيب أجزاء أخرى من الجسم، مثل آلام حادة والتهابات في القدمين، نتيجة الإصابة بجلطات في القدمين، من تبعات "كورونا"، وهناك من يعاني من آلام في الظهر، نتيجة التهابات تصيب الأعصاب، وهناك فئة قد تعاني من الاكتئاب وقد يمتد المرض النفسي من نحو 3 إلى 6 أشهر.

ونوه د. المراغي إلى أن متلازمة ما بعد "كورونا" قد تصاحب المتعافي من "كورونا" لفترة من 3 أشهر إلى 6 أشهر، بسبب تداعيات الفيروس وما سببه من آثار سلبية على مناطق مختلفة في الجسم، خاصة وأنه يتسبب في زيادة معامل التجلط وكذلك معامل الالتهاب.

وشدد على ضرورة إجراء 4 تحاليل لتشخيص متلازمة ما بعد "كورونا"، وهي، صورة الدم الكاملة، ومعامل الالتهاب، ومعامل التجلط، ومخزون الحديد في كرات الدم الحمراء، منوهاً إلى أن نحو 80 % من المتعافين من الفيروس لا يصابون بالمتلازمة، وليس بالضرورة أن الـ20% المتبقين يعانون من مضاعفاتها.

وذكر أنه يتم اكتشاف الإصابة بمتلازمة ما بعد "كورونا" من خلال شكاوى المرضى المتعافين من الفيروس، حيث يحدث ارتفاع في وظائف الكلى، أو ارتفاع في وظائف الكبد، وارتفاع معدل السكري في الدم، وهذا كله نتيجة اختلال جهاز المناعة، بسبب تداعيات الفيروس، وبالتالي هو فيروس له طبيعة خاصة، ويؤثر على أي جزء في الجسم يتواجد فيه الدم، حيث يتسبب في الإصابة بجلطات، وبالتالي الجلطات تصيب أي شرايين في الجسم، مع ضرورة العلم أن أي التهابات في الجسم تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكري في الدم.

وفي رد على سؤال، حول كيفية أن يحافظ المتعافي على حياته بعد انتهاء الجائحة لديه، وتعافيه الكامل من الفيروس، أفاد د. المراغي، بضرورة متابعة التحاليل المذكورة بشكل دوري، أو كل 6 أشهر، حتى يتم ضبط معدلات تلك التحاليل والفحوصات في الجسم.

وفيما يتعلق بإمكانية تعرض الشخص المتعافي لانتكاسة، استبعد د. المراغي، إمكانية حدوث ذلك، شريطة المتابعة الدورية وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، وعدم تعرضه للإصابة بالفيروس مرة أخرى.

وشدد على ضرورة أخذ التطعيم المضاد للفيروس خاصة وأنه يخفف من أعراض الإصابة، لكن في الوقت ذاته، يجب اتباع الإجراءات الاحترازية لأن من يحصل على التطعيم قد يتعرض للإصابة، منوهاً إلى أن المتابعة الطبية بعد التعافي من "كورونا" تحد من مضاعفات المتلازمة.

وقال إن من يعانون من أمراض مزمنة ربما يتعرضون للإصابة بمتلازمة ما بعد كورونا، وبالتالي لابد من إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لأن الفيروس يهاجم أضعف جزء في الجسم، وبالتالي من يعاني من مشاكل في الكلى يكون معرضاً للإصابة بمضاعفات في الكلى إذا إصيب بالفيروس، وهكذا، وبالتالي، أجزاء الجسم التي تحتفظ بمناعة عالية لا تتعرض لمضاعفات الفيروس وتأثيراته السلبية.