اختصر معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية كيفية حل قطر لمشكلتها بالقول بأن «عودتها لأشقائها بالخليج في يدها»، فإن أرادت ذلك فليس عليها إلا أن تستجيب لمطالب الدول الأربع والتي تعرفها جيداً، أما إن استمرت في موقفها السالب فإن المشكلة ستظل مستمرة ولن تجد قطر القبول من أشقائها. ولأن المطالب والشروط واضحة وسبق لقطر أن وقعت على الالتزام بها لذا لا مفر أمامها – لو أرادت أن تحل مشكلتها بالفعل – سوى الاستجابة وتنفيذ المطلوب منها تنفيذه.

في السياق نفسه يمكن القول بأن حل مشكلة أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» و«مناضلين» و«في ثورة» في يدهم، فإن أرادوا ذلك فليس عليهم إلا تنفيذ المطلوب منهم وأوله تقديم الاعتذار العلني والواضح وإصلاح كل ما أفسدوه وما تسببوا فيه من أذى للوطن وللمواطنين.

منطقاً لا يمكن القبول بالمخطئ إن لم يعمل على تصحيح خطئه. قطر أخطأت في حق شقيقاتها، فإن أرادت القبول والعودة إلى حيث كانت وحيث ينبغي أن تكون فليس أمامها سوى الاستجابة للمطالب والشروط ومن ثم الالتزام بما يتم التعاهد عليه. وأولئك أخطأوا في حق البحرين، فإن أرادوا القبول والعودة إلى حيث كانوا وحيث ينبغي أن يكونوا فليس أمامهم سوى تنفيذ الشروط التي تفرضها الحكومة ومن ثم الالتزام بما يتم التعاهد عليه. عدا هذا تستمر قطر في معاناتها ويستمر أولئك في معاناتهم فتظل ويظلون معلقين ومذبذبين وقلقين.

قطر أخطأت كثيراً في حق البحرين والسعودية والإمارات ومصر، وأولئك أخطأوا في حق الوطن، واليوم وبعد كل الذي حدث وجرى ليس أمام قطر كي تخرج من مشكلتها سوى الاستجابة للمطالب والشروط، وليس أمام أولئك كي يخرجوا من مشكلتهم سوى الرضوخ وتنفيذ شروط الحكومة.

لا يمكن للدول الأربع أن تقبل بعودة قطر من دون استجابتها للمطالب المعروفة والشروط، والأكيد أن الولايات المتحدة لا يمكنها فرض عودة قطر تحت أي ظرف من الظروف، وما يشيعه البعض في هذا الخصوص غير صحيح وغير منطقي، والسبب هو أن قطر ارتكبت الكثير من الأخطاء وتجاوزت حدودها ولا يمكن للدول الأربع أن تقبل بعودتها من دون تصحيحها لتلك الأخطاء. وبالطبع لا يمكن للبحرين أن تقبل بعودة أولئك الذين اعتبروا أنفسهم «معارضة» و«مناضلين» و«في ثورة» من دون رضوخهم لشروط الحكومة، فمثلهم مثل قطر لا يمكن القبول بعودتهم ولا مكان لهم ولا مكانة إن لم ينفذوا المطلوب منهم، وبالتأكيد لا يمكن للولايات المتحدة أو غيرها فرض عودة هؤلاء أيضاً.

الأمر الذي ينبغي أن تدركه قطر جيداً هو أن الدول الأربع في الوضع الذي يتيح لها فرض ما تريد وأن قطر في الوضع الآخر الذي ليس لها معه سوى الاستجابة للمطالب والشروط والتنفيذ، لو أنها تريد بالفعل أن تفلت من الزاوية التي حصرت نفسها فيها. والأمر الذي ينبغي أن يدركه أولئك الذين أوهموا أنفسهم وأوهمهم النظام الإيراني بأنهم قادرون على تسلم السلطة في البحرين ببساطة هو أن حكومة البحرين في الوضع الذي يتيح لها فرض ما تريد من شروط وأنهم لو أرادوا أن يفلتوا من الزاوية التي حصروا أنفسهم فيها فليس أمامهم سوى الرضوخ وتنفيذ الشروط كلها، شرطاً شرطاً.

عدا هذا تظل قطر تعاني من مشكلتها ومنبوذة من محيطها، ويظل أولئك يعانون من مشكلتهم ومنبوذين من شعب البحرين ومن «وطنهم» الذي قامروا به، ومثلما أن «الحلال بين والحرام بين» كذلك فإن طريق إصلاح ما أفسدته قطر «بين» وطريق إصلاح ما أفسده أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» و«مناضلين» و«في ثورة» جلي و«بين» أيضاً.