أدت أعنف جولة من جولات الاقتتال القبلي في إقليم النيل الأزرق جنوب شرق السودان الأسبوع الماضي، إلى نزوح 30 ألف شخص جلهم من الأطفال وكبار السن، بحسب ما أكد مسؤول محلي رفيع.

فقد أوضح وزير الصحة بالإقليم جمال ناصر السيد في حديث للعربية/الحدث، اليوم الاثنين، أن الوضع مأساوي، لافتاً إلى أن عدد القتلى الرسمي بلغ 220 قتيل و195 جريحاً.

وقال إن هناك نزوحا كبيرا تجاوز 30 ألفا، غالبيتهم من الأطفال وكبار السن ممن يتواجدون داخل المدارس في ظل ظروف إنسانية صعبة.



كما أشار إلى أن هؤلاء النازحين يحتاجون إلى إغاثة عاجلة بعد نفاد المخزون الاستراتيجي للأدوية والمواد الإيوائية، كاشفاً عن استمرار موجات النزوح من المناطق المجاورة إلى مدينة الروصيرص.

إلى ذلك، أوضح أن هناك هدوءاً حذراً يسود شوارع مدينة الدمازين، حاضرة الإقليم.

يذكر أن أحداث العنف القبلي هذه كانت تجددت بين قبيلتي الهوسا والهمج في مدينة (ود الماحي) مطلع الأسبوع الماضي بسبب خلافات تتعلق بالأراضي والزعامة القبلية داخل الإدارة الأهلية.

أتت تلك الجولة من القتال بعد جولة أولى وقعت بين القبيلتين في منتصف يوليو الماضي (2022)، ما أسفر عن مقتل 149 شخصاً حتى أوائل أكتوبر الجاري.

وأمس، تمت تسمية اللواء ربيع عبدالله قائداً لمنطقة النيل الأزرق العسكرية، كما تم إيفاد لجنة أمنية عليا للتقصي برئاسة نائب رئيس هيئة أركان الجيش للعمليات الفريق أحمد عابدين الشامي وممثلي الأجهزة الأمنية الأخرى للوقوف على الوضع وتقييمه، بعدما أقدم محتجون غاضبون على إحراق مقر حكومي وأمني.

فيما أعلنت القوات المسلحة السودانية تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث الدامية التي شهدتها الولاية. وأوضح الناطق الرسمي للقوات المسلحة نبيل عبد الله أن اللجنة يترأسها نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات خالد الشامي، وتضم ممثلين لوزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة.