الحرة

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لتظاهرات في البصرة في جنوب العراق تهتف باسم الرئيس السابق صدّام حسين في ظلّ الجدل الدائر حول ملفّ ترسيم الحدود بين العراق والكويت.

إلا أنّ الفيديو في الحقيقة ليس حديثاً بل مصوّرا عام 2019، ولم تأت فيه الهتافات على ذكر صدام حسين.

يظهر في الفيديو عدد من المتظاهرين حاملين أعلاماً عراقيّة تحت أحد الجسور وهم يهتفون.

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 7 أغسطس 2023 عن موقع إكس

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 7 أغسطس 2023 عن موقع إكس



وجاء في التعليق المرافق أنّ الفيديو ملتقط في أوائل شهر أغسطس ويعود لتظاهرة لأهالي البصرة هتفوا خلالها باسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

جدلٌ حول ترسيم الحدود

ويأتي انتشار هذا المقطع في ظلّ الجدل الذي أثارته تصريحات متعلّقة بترسيم الحدود بين العراق والكويت.

وتتّهم الكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي السلطات العراقية بالتفريط و"بيع الأراضي" وصولاً إلى "الخيانة".

لكنّ السلطات في بغداد تنفي ما يُنسب لها. وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقاه مكتب وكالة فرانس برس في بغداد في الثالث من أغسطس إن الحدود البريَّة لم ولن يتطرَّق إليها التغيير منذ تثبيتها رسميّاً".

قبل ذلك بأيّام، أكّد العراق والكويت التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، كما أعلن وزيرا خارجية البلدين.

فيديو من العام 2019

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بكلّ ذلك.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى نسخة منه منشورة في صفحات عراقيّة عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي في 25 أكتوبر عام 2019.

وجاء في التعليق المرافق أن الفيديو يصور تظاهرت في محافظة ميسان في شرق العراق على الحدود مع إيران، هتف خلالها المتظاهرون "ها ردينا لو لا؟" (هل رددنا أم لا؟) في إشارة إلى ردّ المتظاهرين على قمع قوات الأمن.



واندلعت آنذاك احتجاجات شارك فيها عشرات آلاف المتظاهرين في عموم البلاد واستمرت لعدة أشهر تنديداً بتدهور البنى التحتية والفساد والبطالة.

وقُتل أكثر من 600 متظاهر وجرح الآلاف خلال تلك الاحتجاجات.